يترقب سياسيون عراقيون إعلان الولايات المتحدة، بقيادة دونالد ترامب، نيتها إعادة جميع العقوبات الدولية ضد إيران، يوم غد السبت، لجهة أنها قد ترتد سلبا على المستويين الأمني والسياسي وحتى الاقتصادي، في حال قررت واشنطن عدم تمديد الاستثناء الممنوح لبغداد لاستيراد الغاز والكهرباء من إيران، والذي من المقرر أن ينتهي الشهر المقبل.
ومددت واشنطن للعراق في مايو/ أيار استثناء لمدة أربعة أشهر بعد أسابيع قليلة من تولي مصطفى الكاظمي رئاسة الحكومة الجديدة.
وفي حال إعادة جميع العقوبات الدولية، فستكون أشمل من تلك التي تفرضها واشنطن بشكل أحادي على إيران، رغم أن الخطوة الأمريكية لا تحظى بموافقة كثير من الدول الأعضاء بمجلس الأمن، على اعتبار أن واشنطن انسحبت أساسا من الاتفاق النووي، ولا يحق لها تفعيل أي من آلياته.
عصى العقوبات الأممية
وقال المبعوث الأمريكي إلى إيران، إليوت أبرامز، مساء الأربعاء، إن جميع العقوبات الدولية على إيران ستدخل حيز التنفيذ ابتداء من الساعة الثامنة مساء، السبت المقبل، بتوقيت واشنطن، وهذا ما يُعيد فرض حظر الأسلحة على إيران إلى أجل غير مسمى.
وأكد في مؤتمر صحافي عبر الهاتف وجود قيود إضافية ستمنع إيران من الانخراط في أنشطة التخصيب النووي وإعادة المعالجة، وحظر تطوير البرامج الصاروخية وفرض عقوبات على نقل تكنولوجيا نووية وصاروخية إلى إيران.
وتوقع أبرامز "التزام كل الدول الأعضاء في الأمم المتحدة بتطبيق كل العقوبات الأممية بشكل كامل"، مضيفا أنه "لو تم تمديد حظر الأسلحة على إيران، لما أعادت أمريكا فرض كل العقوبات الأممية على إيران".
وخاطب مصنعي السلاح في العالم "إذا انخرطتم في العمل مع إيران فستفرض عليكم كل العقوبات الأممية وسترون ذلك يتحقق"، مبينا أن أمريكا ستعلن نهاية الأسبوع الحالي، والأسبوع المقبل، عن خطوات تطبيق العقوبات.
شرارة العقوبات
وقال مسؤول عراقي بارز في بغداد، مفضلا عدم كشف اسمه، إن "أي احتكاك أمريكي إيراني سياسي شرره سيتطاير أولا من بغداد والكاظمي يسعى إلى إبعاد العراق عن أي شكل من أشكال التصعيد رغم أن التصعيد بدأ فعلا عبر ارتفاع وتيرة الهجمات الصاروخية والهجمات بالعبوات الناسفة".
وأضاف "نعم لا يمكن إنكار القلق. الجميع يخشى من رد فعل إيراني داخل العراق على الخطوات الأمريكية الجديدة، وبالمقابل نخشى أن تضغط واشنطن على العراق لقطع تعاملات مهمة مع إيران مثل الغاز والكهرباء وحتى على مستوى الشركات التجارية التي تتهما بأنها تدار بالخفاء لصالح الحرس الثوري الإيراني".
وأعرب عن أمله بأن يتفهم المسؤولون الأمريكيون حاجة الكاظمي إلى التهدئة الداخلية للاستمرار في عملية الإصلاح الحالية وترميم تركة ثقيلة وصولا إلى إجراء انتخابات تتوفر بها شروط العدالة والنزاهة.
العراق يتضرر
وقال عضو البرلمان عن تحالف "عراقيون"، علي مانع، إن العقوبات على طهران ستنعكس بالضرر على العراق، مؤكدا أن "الاستثناءات التي حصل عليها العراق سابقا كانت وقتية، وبالنتيجة فإن ذلك يستوجب المطالبة بتجديد هذه الاستثناءات لأن العراق يعتمد بشكل كبير على القضايا المتعلقة بالطاقة الكهربائية التي تأتي من إيران".
ولفت إلى أن موقف العراق سيكون صعبا إذا لم يحصل على استثناءات جديدة، مشيرا إلى أن الظروف الآن مقلقة في العراق، وتحتاج إلى استقرار وأي مشاكل ستؤثر على الوضع الداخلي بشكل كبير.
وتابع "من مصلحة العراق إجراء اتصالات مع الولايات المتحدة الأمريكية من أجل الحصول على الاستثناء"، مبينا أن العقوبات على إيران لها انعكاسات على الأوضاع في داخل العراق.
المصدر: العربي الجديد