قالت مصادر مطلعة، إن سفينة ترفع العلم الإيراني انتهت من تحميل شحنة من الألومينا في فنزويلا الشهر الحالي، بعد أن سلمت إمدادات لمتجر إيراني هناك.
وأفادت "رويترز"، بأن ذلك يعد أحدث مؤشر على تقارب العلاقات بين البلدين الخاضعين لعقوبات أمريكية، مشيرة إلى أنها لم تستطع معرفة مشتري شحنة الألومينا، ولا وجهتها.
وكشفت أن السفينة الايرانية التي تحمل فواكه من فنزويلا لإيران، تحمل أيضا 14 ألف طن من أكسيد الألومنيا والمستخدم كوقود للصواريخ.
وكان التلفزيون الفنزويلي قد ادعى، الثلاثاء، أن سفينة "غولسان" كانت تنقل فاكهة من إيران، فيما ادعت السفارة الإيرانية بكاراكاس، يوم 22 أغسطس، أن السفينة كانت تنقل شحنة من فاكهة المانغو والأناناس إلى فنزويلا.
السفينة مملوكة لشركة "مشكر داريا" للشحن، في حين تديرها شركة "رهبران أوميد داريا"، كلتاهما تتخذان من العاصمة الإيرانية، طهران، مقرا، وتشملهما العقوبات الأمريكية التي فرضتها الولايات المتحدة، عقب خروجها من الاتفاق النووي، في نوفمبر 2018.
وتعتبر مادة الألومنيا مكونا رئيسيا في تصنيع معدن الألومنيوم، والذي تستخدمه طهران في برنامجها الصاروخي، بعد تصنيعه في إحدى منشآت الحرس الثوري السرية، وفقا لما نقلته رويترز، في يونيو، عن مسؤول إيراني سابق وبالاستعانة بوثائق خاصة بالمنشأة.
وفرضت واشنطن عقوبات على قطاع المعادن بما في ذلك شركات الألومنيوم، المرتبطة ببرنامج إيران النووي، والصاروخي، والبالستي.
ولم يوضح المسؤولون في طهران أو كراكاس، العاصمة الفنزويلية، الطريقة التي سددت بها فنزويلا ثمن شحنات الوقود أو معدات النفط، بينما يقول مسؤولون أميركيون إن الرئيس، نيكولاس مادورو، يدفع بالذهب.
ورفعت كل من فنزويلا وإيران معدل التبادل التجاري بينهما، خلال الشهور الأخيرة، في ظل العقوبات الأميركية التي أرهقت اقتصاد البلدين، والتي فرضتها واشنطن ردا على الأنشطة العدائية لكلا البلدين.
وكانت إيران أرسلت خمس ناقلات نفط إلى فنزويلا، في نيسان/أبريل الماضي، لحل أزمة نقص الوقود التي شلت البلاد، بالإضافة إلى إرسال معدات جوا، للمساعدة في استئناف الإنتاج في أكبر مجمع لتكرير البترول في فنزويلا.
وكانت الإدارة الأمريكية صادرت، في وقت سابق من هذا الشهر، شحنات وقود من على متن أربع ناقلات نفطية أرسلتها إيران إلى فنزويلا، بجانب إخضاع شركة صينية لعقوبات، بعد تعاونها مع خطوط ماهان الإيرانية، التي نقلت المعدات النفطية من إيران إلى فنزويلا.
ومن جانبها، أكدت وزارة العدل الأميركية قد أكدت في منتصف هذا الشهر، أنها ضبطت الشحنات النفطية التي كانت على متن 4 سفن، معلنة أن الشحنات على صلة بالحرس الثوري الإيراني، الذي تصنفه واشنطن منظمة إرهابية.
وأعلنت وزارة العدل حينها أنه "بمساعدة شركاء أجانب، باتت هذه الممتلكات المصادرة محجوزة لدى الولايات المتحدة"، مشيرة إلى أن إجمالي حمولة الشحنات يفوق مليون برميل من النفط.
ووصفت الأمر بأنه أكبر عملية ضبط للشحنات النفطية المنطلقة من إيران. وكانت الوزارة أصدرت، الشهر الماضي، مذّكرة بضبط حمولات السفن بيلا وبيرينغ وباندي ولونا.
والأموال التي تصادر من دولة راعية للإرهاب يمكن أن توجه كليا أو جزئيا إلى صندوق الولايات المتحدة لضحايا الإرهاب الذي ترعاه الدولة بعد الانتهاء من القضية.
وأتى قرار المصادرة تطبيقا لدعوى رفعها المدعون العامون الأمريكيون، الشهر الماضي، لمصادرة الوقود المحمل على متن أربع ناقلات، حاولت إيران شحنها إلى فنزويلا.
وتهدف الدعوى القضائية إلى وقف تدفق عائدات النفط إلى إيران، عقب العقوبات التي فرضتها واشنطن على طهران بسبب برنامجها النووي وصواريخها الباليستية ونشاطها المزعزع للاستقرار في الشرق الأوسط.
إيران إنسايدر