اتهمت منظمة "هيومن رايتس ووتش" الحقوقية، اليوم الأربعاء، الأجهزة الأمنيّة اللبنانيّة باستخدام العنف ضد المتظاهرين وسط بيروت في وقت سابق من الشهر الجاري.
وقالت المنظمة الدولية (غير حكومية، مقرها نيويورك)، في بيان، إن "القوات الأمنية اللبنانية استعملت قوّة مفرطة، وفي بعض الأحيان فتاكة، ضد متظاهرين سلميين أغلبهم في وسط بيروت في 8 أغسطس/آب 2020، فتسبّب بمئات الإصابات".
وتظاهر عشرات آلاف المتظاهرين وسط بيروت في 8 آب/أغسطس للتعبير عن غضبهم من الطبقة السياسية الحاكمة التي تُلام بشكل كبير على الانفجار في مرفأ بيروت في 4 أغسطس، والذي قتل فيه 181 شخصا، وأصيب أكثر من 6 آلاف شخص، وخلّف دمارا واسعا في أنحاء العاصمة.
ونقل البيان عن "مايكل بيج"، نائب مدير قسم الشرق الأوسط في "هيومن رايتس ووتش" قوله، إنه "لا يمكن للسلطات اللبنانية أن تنهي التظلمات المتأججة لدى مواطنيها من خلال ضربهم والاعتقاد أنها ستفلت من المحاسبة".
وأضاف بيج، "لتكون الرسالة قوية بأنه لن يتم التسامح مع هذا النوع من الانتهاكات بعد الآن، ينبغي محاسبة الأشخاص المسؤولين عن الضرب وإطلاق الرصاص الحي، والخردق على المتظاهرين السلميين".
وبحسب المنظمة، "أطلقت القوات الأمنية الذخيرة الحية، والكريات المعدنية (الخردق)، والمقذوفات ذات التأثير الحركي مثل الرصاص المطاطي، على أشخاص منهم موظفون طبيون".
وصوبت القوات الأمنيّة، وفق البيان، "عدة قنابل غاز مسيل للدموع مباشرة على المتظاهرين، فأصابت بعضهم في الرأس والعنق، كما عمدت إلى رمي الحجارة على المتظاهرين وضربهم".
وشملت القوات الأمنية، بحسب البيان، "شرطة مجلس النواب"، و"قوى الأمن الداخلي"، و"الجيش اللبناني"، وقوى غير محددة بملابس مدنية.
ورأت "هيومن رايتس ووتش" في بيانها، أن "استعمال بعض المتظاهرين للعنف لا يبرر لجوء القوى الأمنية إلى القوة المفرطة، ومن غير استفزاز في بعض الأحيان".
وطالبت المنظمة قوى الأمن، "بوضع حد لاستعمال الخردق المُطلق من بنادق، وغيره من الذخيرة ذات النطاق الواسع والعشوائية".
كما طالبت المنظمة النيابة اللبنانية العامة، "بفتح تحقيق مستقل في الانتهاكات، والإعلان عن النتائج".
ودعت المنظمة الجهات الدولية المانحة لقوى الأمن اللبنانية، إلى "التحقيق فيما إذا كان دعمها يصل إلى وحدات تمارس انتهاكات، وفي هذه الحال، إيقافه فورا".
وكان "الصليب الأحمر اللبناني" و"منظمة الإغاثة الإسلامية"، أعلنا إصابة 728 شخصا خلال مظاهرات 8 أغسطس/آب ونقل 153 من بينهم على الأقلّ إلى المستشفيات للمعالجة.
ونفت قيادة الجيش اللبناني في بيان في 9 آب/أغسطس الجاري إطلاق "أي نوع من أنواع الرصاص الحي باتجاه المدنيين في وسط بيروت".
كذلك، نفت قوى الأمن الداخلي إطلاق "الرصاص المطّاطي، ولا أي نوع آخر من الرصاص" على المتظاهرين، في حين نفت شرطة مجلس النواب إطلاق النار على المتظاهرين.
إيران إنسايدر