أعلنت بريطانيا رسميا، يوم الاثنين، أنها ستنضم إلى مهمة بحرية أمنية بقيادة الولايات المتحدة لتأمين الملاحة وحماية السفن التجارية في الخليج العربي، في الوقت الذي رحبت فيه واشنطن بمشاركة لندن للقوة البحرية، وسط تريث ألماني، وتجديد طهران رفضها وجود قوات أجنبية بمياه الخليج.
وقال وزير الدفاع البريطاني بن والاس، "من المهم تأمين حرية الملاحة في مضيق هرمز لكل عمليات الشحن الدولية دون تأخير بالنظر إلى التهديد المتزايد".
وأضاف "نشر قطع تابعة للبحرية الملكية إشارة إلى التزامنا نحو السفن التي ترفع العلم البريطاني... نتطلع إلى العمل مع الولايات المتحدة وآخرين لإيجاد حل دولي للمشكلات في خليج هرمز".
وأكد مسؤولون بريطانيون أن سياسة لندن حيال إيران لم تتغير، لكن الانضمام للولايات المتحدة في تلك المهمة هو أهم قرار لا يتعلق بخروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي يتخذه رئيس الوزراء بوريس جونسون منذ توليه المنصب قبل 12 يوما.
ودعت بريطانيا قبل أسبوعين فقط لمهمة بحرية بقيادة أوروبية لكنها انضمت لما وصفته بأنه "مهمة بحرية أمنية دولية" بقيادة الولايات المتحدة، وهي مهمة لم تشارك فيها دول أخرى بعد.
وباتت حركة مرور ناقلات النفط عبر المضيق -الذي يمر منه نحو خمس صادرات النفط العالمية- محور مواجهة بين واشنطن وطهران، وانجرت بريطانيا إلى تلك المواجهة أيضا فيما عززت الولايات المتحدة وجودها العسكري في الخليج منذ أيار.
ترحيب أمريكي
بدوره، رحب البنتاغون بمشاركة بريطانيا في حماية الممرات المائية بالخليج وبحر العرب ومضيقي هرمز وباب المندب، وأكد أن الأمن البحري تحد دولي، معربا عن تطلعه للعمل مع "بريطانيا وحلفاء آخرين لضمان تدفق حر للتجارة".
وتسعى الولايات المتحدة منذ أسابيع للحصول على دعم عريض لمهمتها العسكرية في حماية سفن تجارية في الخليج.
تريث ألماني
من جانبها، أعلنت المتحدثة باسم الحكومة الألمانية أن المستشارة أنجيلا ميركل لا تفكر حاليا في المشاركة في مهمة بحرية بقيادة الولايات المتحدة في مضيق هرمز.
وأضافت أن هناك إجماعا في الحكومة الألمانية بشأن هذا القرار، بينما لم يستبعد مسؤولون ألمان دراسة إمكانية المشاركة ضمن قوات أوروبية لتحقيق الهدف نفسه.
وقالت نائبة المتحدث باسم الحكومة الألمانية، أولريكه ديمر، أن الحكومة الألمانية ترى "المقترح بقيام دول أوروبية بمهمة حماية بحرية (إلى الخليج) جديرا بالدراسة"، مبرزة أن ألمانيا على تواصل مع شركائها الأوروبيين بهذا الشأن.
وقد ذكرت السفارة الأميركية في برلين أن واشنطن طلبت من ألمانيا الانضمام إلى فرنسا وبريطانيا في مهمة لحماية الملاحة في مضيق هرمز والتصدي لما سمته العدوان الإيراني.
رفض إيراني
بدورها، جددت إيران رفضها وجود قوات أجنبية بمياه الخليج العربي.
وأعلن الأدميرال حبيب الله سياري مساعد القائد العام للجيش الإيراني، أن ضمان أمن المياه الخليجية هو مسؤولية الدول المحيطة بها طبقا للمقررات والقوانين الدولية.
وأضاف -في كلمة له بجزيرة "كيش" الإيرانية- أن القوات الأجنبية ليس لها أي مكان في المنطقة.
وأوضح الأدميرال سياري أن بعض الدول تحاول السيطرة على مياه الخليج من خلال محاولة إظهارها بأنها منطقة غير آمنة وباتباعها "سياسة الإرهاب الاقتصادي"، حسب قوله.
وأكد أن استقرار الاقتصاد العالمي يرتبط بأمن البحار والممرات المائية.
كما أعلن قائد القوات البحرية في الجيش الإيراني الأدميرال حسين خانزادي أن قوات الجيش ستتزود بمدمرة جديدة وسفينة قاذفة للصواريخ وأخرى كاسحة للألغام خلال العام الجاري.
توتر بالخليج
وفي الشهر الماضي، احتجز الحرس الثوري الإيراني الناقلة البريطانية ستينا إمبيرو قرب مضيق هرمز، بزعم أنها ارتكبت مخالفات بحرية. وجاء ذلك بعد أسبوعين من احتجاز بريطانيا ناقلة نفط إيرانية قرب جبل طارق متهمة إياها بانتهاك العقوبات على سوريا.
وتسبب النزاع على احتجاز الناقلات في دخول بريطانيا في خضم خلافات دبلوماسية بين دول كبرى في الاتحاد الأوروبي تريد الحفاظ على الاتفاق النووي والولايات المتحدة التي تريد من باقي الدول انتهاج سياسة أكثر صرامة مع إيران.
وتنشر بريطانيا حاليا المدمرة دنكان والفرقاطة مونتروز في الخليج لمرافقة السفن التي تحمل العلم البريطاني في المضيق. وقال مسؤولون بريطانيون إن المدمرة والفرقاطة رافقتا 47 سفينة حتى الآن.
وهددت إيران بوقف كل الصادرات عبر المضيق، إذا استجابت الدول الأخرى إلى الضغط الأمريكي لوقف شراء النفط الإيراني.
المصدر: إيران إنسايدر