قال قائد حرس الحدود الإيراني العميد قاسم رضائي، يوم الاثنين، إن بلاده وقعت مع الدوحة مذكرة تفاهم حدودية، مضيفا أن الاتفاقيات التي تم التوصل إليها العام الماضي أثمرت عن نتائج إيجابية وجيدة ، وهذا الأمر مؤشر على التعاون البناء بين البلدين في المجالات الحدودية.
ووصل وفد عسكري من خفر السواحل القطرية، يترأسه "عبد العزيز المهندي" مساعد مدير عام أمن السواحل والحدود القطرية، إلى طهران، يوم الأحد، وذلك لبحث التعاون البحري بين البلدين.
وتأتي الزيارة في إطار المشاركة في الاجتماع الخامس عشر المشترك لخفر السواحل الإيرانية القطرية.
وقال العميد رضائي في إطار جلسات اليوم الثاني من الاجتماعات الحدودية بين طهران والدوحة، إن العلاقات بين البلدين هي علاقات تاريخية لاسيما في مجالات التعاون الاقتصادي.
وأشار إلى وجود حوالى 268 كيلومترا من الحدود المائية المشتركة بين إيران وقطر، وأضاف "الحدود المائية بين البلدين متفق عليها ولأجل صيانة الاتفاقيات الحدودية هناك حاجة لأن تعقد اجتماعات بين قادة حرس حدود البلدين".
ولفت الى توقيع مذكرة تفاهم حدودية بين البلدين، وأضاف "أهم القضايا التي تم مناقشتها خلال الاجتماع الجاري تمثلت في تثبيت الدوريات المتزامنة والتنسيق بين الجانبين".
اجتماع إمارتي-إيراني
ويأتي الاجتماع القطري الإيراني، بعد أيام من اجتماع إماراتي إيراني مماثل، حيث زار قائد خفر السواحل الإماراتي العميد محمد علي مصلح الأحبابي، طهران، والتقى مع قائد قوات حرس الحدود الإيراني العميد قاسم رضائي، يوم الثلاثاء 30 تموز الماضي، لبحث سبل توسيع العلاقات الدبلوماسية بين بلديهما وتأمين الخليج، في خضم تصاعد التوتر في المنطقة واحتجاز إيران لناقلة نفط بريطانية وتعزيز لندن لقواتها في الخليج العربي.
وأصدر الطرفان بيانا بعد اللقاء، نشرته وكالة الأنباء الإيرانية الرسمية، مع إبراز صورة لهما وهما يتصافحان.
ونقلت وكالة "إرنا"، عن قائد حرس الحدود الإيراني ترحيبه بالوفد الإماراتي الزائر، وقال إن "الجيرة في الإسلام تعني التعاون والتراحم"، فيما أضاف أنه سبق للجمهورية الإسلامية أن أقامت علاقات تاريخية عريقة وفي مختلف الأصعدة والمجالات مع دولة الإمارات العربية المتحدة، وهذه العلاقات اليوم متواصلة بين المستثمرين والصيادين ورجال الأعمال.
وشرح رضائي، حسب "إرنا"، الظروف السائدة حاليا على المناطق الحدودية الإيرانية التي تبلغ مساحتها 8 آلاف و755 كم، حيث قال إن إيران تواجه في المناطق الحدودية الشرقية الجماعات الإرهابية وعمليات ترانزيت المخدرات.
وأضاف "تشكل ظاهرة التهريب معضلة كبيرة للقوات الحدودية في البلدين، ومن شأن هذا اللقاء أن يمثل انطلاقة لبلوغ مستوى أمني جيد في هذا الخصوص".
ونوه المسؤول الإيراني إلى العلاقات الحدودية "الجيدة" بين إيران ودول الجوار، وقال إن "موضوع حماية الحدود يحظى بأهمية خاصية ويشكل جسرا بين الجانبين، والنهوض بمستوى العلاقات الثنائية، يسهم في توفير الأمن المستدام لشعبي البلدين".
وأكد رضائي على تنمية التعامل الحدودي بين إيران والإمارات بهدف تيسير الظروف لرجال الأعمال والصيادين والسياح، و"انتفاع الشعبين من هذه العلاقات الجيدة".
وشدد القائد الأمني الإيراني على أن منطقة الخليج الاستراتيجية وبحر عمان يعودان إلى شعوبهما، مردفا "ينبغي لنا ألا نسمح لسائر الدول بأن تمس بأمننا الإقليمي".
وأكد رضائي على أهمية الاتصالات الهاتفية والميدانية، وقال "نستطيع من خلال النهوض بمستوى التعاون الثنائي أن نقيم ملتقيين سنويا في طهران وأبو ظبي، فضلا عن لقاءات ميدانية في المناطق الحدودية، بين قادة البلدين لاحتواء المشاكل الحدودية والعمل على حلها".
تحولات إماراتية
من جانبه، أعرب قائد قوات خفر السواحل الإماراتي، حسب "إرنا"، عن ترحيبه بتنمية العلاقات الحدودية بين البلدين، قائلا "إيران رائدة في مكافحة تهريب المخدرات، ونحن بوصفنا خفر السواحل الإماراتي، نثمن إجراءات الجمهورية الإسلامية في هذا الخصوص".
وأكد القائد الأمني الإماراتي خلال اللقاء على ضرورة الرقي بمستوى العلاقات الحدودية، ومواصلة الإجراءات المشتركة والتنسيق المستدام بهدف تأمين التجارة وسلامة الملاحة البحرية.
وشدد العميد الأحبابي على أن تدخل بعض الدول في الخطوط الملاحية الأولى يثير المشاكل في المنطقة، بما يستدعي من خلال تحسين العلاقات إرساء الأمن في الخليج وبحر عمان.
وكان آخر اجتماع مشترك لخفر السواحل الإماراتي الإيراني عقد عام 2013.
توتر بالخليج
وتأتي زيارة الوفدين القطري والإماراتي إلى طهران، في وقت تشهد فيه المنطقة توترات متصاعدة، بالإضافة إلى سعي الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي إلى تشكيل تحالفات بحرية عسكرية لمواجهة إيران.
كما زاد التوتر على خلفية اتهام إيران باستهداف أو تحريض جماعات أخرى لاستهداف ناقلات نفطية في الخليج العربي، وهو ما نفته طهران.
وفي أيار الماضي، أعلنت الإمارات تعرض أربع سفن شحن تجارية لعمليات تخريبية قبالة ميناء الفجيرة، ونفت إيران اتهامات أميركية بمسؤوليتها عن هذا الهجوم.
المصدر: إيران إنسايدر