رجح جنرالان إسرائيليان ودبلوماسي أن تعمد إيران إلى الانسحاب الكامل من الاتفاق النووي قريبا، والتوجه لإنتاج السلاح النووي، بالتزامن مع إعلان طهران على لسان مستشار خامنئي نيتها رفع مستوى تخصيب اليورانيوم إلى 5%.
انفجار المواجهة
وتوقع الجنرالان "عاموس يادلين" و"عامو جلعاد" ، تعاظم فرص انفجار المواجهة مع إيران بعد تشديد تأثير العقوبات الأمريكية عليها.
وقال الرئيس الأسبق لشعبة الاستخبارات العسكرية ورئيس "مركز أبحاث الأمن القومي" الإسرائيلي، عاموس يادلين، لصحيفة "يسرائيل اليوم"، إن "إيران ستعتمد التدريج في ردها على العقوبات الأميركية"، مشيرا إلى أنها "ستلجأ أولا إلى القيام بعمليات محدودة بهدف التلويح بنواياها، ومن ثم الإقدام على عمليات تهدف إلى ردع الأميركيين والتوجه إلى النهاية عبر تطوير البرنامج النووي بشكل دراماتيكي".
وأضاف يادلين، أن الإيرانيين "سيعمدون إلى توظيف عملياتهم وردودهم على العقوبات في مراكمة أوراق قوة لتوظيفها في حال جرت مفاوضات مع الولايات المتحدة بشأن الاتفاق النووي ومجمل العلاقة مع واشنطن".
واستدرك أنه في حال لم يفلح التدريج في الردود في إجبار إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب على تغيير موقفها، فإن إيران ستعمد إلى شن مواجهة عنيفة.
وأشار الرئيس الأسبق لشعبة الاستخبارات العسكرية إلى أن العملية الوحيدة التي شذت عن "منهج التدريج" الإيراني تمثلت في إسقاط طائرة التجسس الأميركية، على اعتبار أن مثل هذه الخطوة كان يمكن أن تفضي إلى مواجهة مع الولايات المتحدة.
وتوقع أن تقدم إيران على الانسحاب من ميثاق الأمم المتحدة الذي يحظر انتشار السلاح النووي كمقدمة لإقدامها على تطوير سلاح نووي.
وأشار يادلين إلى أنه على الرغم من أن أيا من الأطراف غير معني بالتورط في عمليات حربية إلا أنه يمكن أن يجد نفسه في أتون مواجهة بسبب سوء تقدير الحسابات.
بدوره، قال مدير الدائرة السياسية والعسكرية السابق في وزارة الحرب ومدير "برنامج السياسات الاستراتيجية" التابع لـ"مركز هرتسليا متعدد الاتجاهات"، الجنرال عامو جلعاد، إن "كل من يراهن على دور العقوبات الاقتصادية في دفع إيران للتخلي عن حلفائها في المنطقة لا يعي طابع التوجهات الإيرانية".
وأضاف جلعاد، أن طابع تعاطي ترامب مع كوريا الشمالية وعدم تردده في عقد لقاءات مع قائدها يشجع الإيرانيين على التحدي بهدف العمل على تأمين مكانة مماثلة، مشيرا إلى أن القيادة الإيرانية لا تنوي الاستسلام ورفع الأيدي.
شد الحبال
من جانبه، توقع سفير إسرائيل الأسبق في الأمم المتحدة وبريطانيا، ومدير "برنامج أبا أيبان للدبلوماسية" في "مركز هرتسليا متعدد الاتجاهات"، رون فاوشر، أن يفضي اشتداد العقوبات الأميركية على إيران إلى دفعها إلى مزيد من التشدد والإصرار على التحدي واستكمال مشروعها النووي.
ورأى أنه على الرغم من أن العقوبات أثرت بشكل كبير على الاقتصاد الإيراني، ومست بالاستثمارات الأجنبية، إلا أن هذا الواقع سيدفع القيادة الإيرانية إلى "الفرار للأمام والتحدي".
ولفت إلى أن "الإيرانيين يحاولون بكل الوسائل الضغط على الدول الأوروبية الملتزمة بالاتفاق النووي في مسعى لمحاولة إجبارها على القيام بخطوات تتحدى العقوبات الأميركية"، مستدركاً أن "فرص تجنيد أوروبا للضغط على ترامب متدنية جداً إلى جانب أن فرص استجابة الأخير لهذه الضغوط لو مورست ستكون أكثر تواضعا".
واعتبر أن "الإيرانيين يتجهون إلى شد الحبل أكثر لأنهم ينطلقون من افتراض مفاده أن الولايات المتحدة غير معنية بخوض مواجهة في الشرق الأوسط"، لافتا في هذا السياق، إلى أنّ "الحملة الانتخابية الرئاسية في الولايات المتحدة تجعل ترامب أكثر حذرا في التوجه نحو خيار الحرب".
إيران تصعّد
وفي خطوة تصعيدية، قال علي أكبر ولايتي، وهو مستشار المرشد الإيراني الأعلى علي خامنئي، إن طهران قد ترفع مستوى تخصيب اليورانيوم إلى 5 بالمئة.
وأضاف ولايتي، في مقابلة نُشرت أمس الجمعة على الموقع الإلكتروني لخامنئي "khamenei.ir"، إن مستوى التخصيب "سيرتفع حسب حاجات إيران للأنشطة النووية السلمية، وبالنسبة إلى مفاعل بوشهر؛ فإننا نحتاج لإنتاج يورانيوم مخصب بنسبة 5 في المائة تلبية للأنشطة السلمية".
ويعمل مفاعل بوشهر (غرب إيران) على الوقود المستورد من روسيا، وتراقبه الوكالة الدولية للطاقة الذرية من كثب.
وقال ولايتي إنّ "الولايات المتحدة انتهكت بشكل مباشر الاتفاق النووي فيما يقوم الأوروبيون بانتهاكه بشكل غير مباشر"، مضيفا "من هنا، فإننا سنرد على انتهاكاتهم بنفس المقدار".
وكان الرئيس الإيراني حسن روحاني قال يوم الأربعاء الماضي، إن بلاده ستعمد، اعتباراً من الأحد القادم، إلى تخصيب اليورانيوم بمستوى يتخطى نسبة 3.67 في المائة التي حددها الاتفاق النووي، كرد على الانسحاب الأميركي منه، وإعادة فرضها عقوبات على طهران.
وفي 8 مايو/أيار الماضي، وردّاً على العقوبات الاقتصادية الأميركية وما أسمته "مماطلات الشركاء" الخمسة المتبقين في الاتفاق الموقّع عام 2015، أي الترويكا الأوروبية (بريطانيا وفرنسا وألمانيا) والصين وروسيا، في تنفيذ تعهداتهم، أعلن المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني قرارات "مرحلية"، علّقت بموجبها إيران تعهدات نووية على مرحلتين.
وبدأت المرحلة الأولى، الشهر الماضي، وشملت رفع القيود عن إنتاج اليورانيوم والمياه الثقيلة، لتتخطى احتياطيات اليورانيوم منخفض التخصيب عتبة الـ300 كيلوغرام، اعتباراً من الأول من يوليو الحالي.
وأعلنت إيران أنها ستباشر المرحلة الثانية اعتباراً من السابع من يوليو/تموز، بعد انتهاء مهلة الـ60 يوما، في حال لم يلبِ الشركاء المطالب الإيرانية في القطاعين النفطي والمصرفي لتخفيف آثار العقوبات الأميركية.
وتطاول المرحلة الثانية من تقليص التعهدات النووية رفع مستوى تخصيب اليورانيوم أكثر من الحد المتفق عليه (3.67 %) في الاتفاق النووي، بالإضافة إلى تفعيل مفاعل "آراك" لإنتاج المياه الثقيلة.
المصدر: إيران إنسايدر