رحبت سفارات دول أوروبية، اليوم الجمعة، بتعهد رئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي بإنهاء الإفلات من العقاب لمرتكبي الجرائم ضد الناشطين والمتظاهرين.
وجاء في بيان مشترك صادر عن هذه السفارات، أن "كلا من سفارات أستراليا وبلجيكا وبلغاريا وكندا وكرواتيا وجمهورية التشيك وفنلندا وفرنسا وألمانيا والمجر وإيطاليا وهولندا وبولندا ورومانيا وإسبانيا والسويد والمملكة المتحدة والاتحاد الأوروبي المعتمدة لدى العراق تعرب عن قلقها العميق حول التصعيد الأخير في حالات العنف ضد ناشطي المجتمع المدني العراقي".
وأدانت هذه السفارات على وجه الخصوص الاغتيالات التي استهدفت الناشطين في مدينة البصرة وبغداد، في ظل حملة ممنهجة من التهديدات العلنية والترهيب"، حسب البيان.
وأوضحت أن ممارسة النشاط المدني يعد حجر الأساس للحكومة التمثيلية الخاضعة للمساءلة ويجب حمايتها.
وحثت هذه السفارات في بيانها جميع قادة العراق للانضمام "معنا في إدانة أعمال العنف هذه"، داعية إلى اتخاذ الخطوات اللازمة لضمان إنزال العقوبة بالمسؤولين عن هذه الأعمال بأقصى قدر يسمح به القانون.
ورحبت السفارات بتعهد رئيس مجلس الوزراء مصطفى الكاظمي، بإنهاء حالات الإفلات من العقاب المرتكبة مثل هذه الجرائم، فيما كرروا دعمهم "لرغبته في بسط سلطة الدولة بما يشمل إخضاع الجماعات المسلحة لسيطرة الدولة".
اتهامات لإيران
ويتهم ناشطون عراقيون الفصائل المسلحة التابعة لإيران بالوقوف وراء عمليات اغتيال النشطاء قبيل الانتخابات البرلمانية المبكرة التي دعا إليها رئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي في شهر حزيران/يوينو من العام المقبل.
واغتال مسلحون، مساء الأربعاء، الناشطة العراقية ريهام يعقوب، بعد اعتراض سيارتها في حي الرضا بمحافظة البصرة.
و"يعقوب" هي إحدى الناشطات في الاحتجاجات العراقية، ونظمت فعاليات نسوية رياضية، كما تدير مركزا رياضيا في المحافظة.
وأقدم مسلحون مجهولون يوم الاثنين 17 آب/أغسطس على محاولة اغتيال الناشط في حراك تظاهرات البصرة عباس صبحي، والناشطة لوديا ريمون، والناشطة رقية الدوسري، ودخلوا المستشفى لتلقي العلاج.
واغتال مجهولون الناشط في تظاهرات البصرة تحسين أسامة يوم الجمعة، 14 آب/أغسطس بعدما اقتحموا شركة خاصة به، وقتلوه بـ 21 طلقة.
وأسامة هو أحد ناشطي تظاهرات البصرة، والذي يهاجم دائما أساليب الحكومة في تعاطيها مع الأزمات التي يمر بها العراق، وبالخصوص ما يتعرض له الناشطون من موجات اغتيالات.
وطالب في أكثر من موقف بالكشف عن قتلة الناشطين والمتظاهرين، ونشر على صفحته الخاصة على موقع فيسبوك، قبل أيام من اغتياله "يوما ما كُلْنا سَنُذبَح على الطَريقَة الإسلامية".
تحرك أمني
وقال وزير الداخلية العراقي عثمان الغانمي، يوم الخميس، إن التقييم الأمني في محافظة البصرة غير مقبول إطلاقا، بعد ارتفاع وتيرة عمليات الاغتيال بحق عدد من النشطاء.
وشدد الغانمي على ضرورة وضع حلول سريعة حتى لو تطلب الأمر بقاء الوفد في المحافظة للوقوف على أسباب الحوادث الأخيرة.
ووجه وزير الداخلية العراقي، الأجهزة الأمنية بعدم السماح بتجول أي عجلة لا تحمل لوحات والعمل على حجزها فورا.
كما وجه بتشكيل خلية استخبارات بدءا من اليوم لجمع كافة المعلومات الأمنية ودعم الأجهزة المختصة بها.
وشدد الغانمي على أن الكل مسؤول عن هذا الدم النازف في العراق وعلى الجميع تحمل المسؤولية ودرء هذا الخطر ووقف النزيف.
إسراء الحسن - إيران إنسايدر