كشف تقرير لصحيفة "ذي فيلت الألمانية"، أن "حـزب الله" اللبناني اشترى كمية كبيرة من نترات الأمونيوم بالتزامن مع تاريخ تخزين شحنة نترات الأمونيوم التي تم إيداعها في ميناء بيروت، وأدت إلى انفجار هائل في أوائل آب/أغسطس الجاري.
وكتبت الصحيفة -وفقا لما أوردته صحيفة جيروزاليم بوست- أن "فيلت لديها معلومات حصرية من المخابرات الغربية. وبناءً على ذلك، اشترت ميليشيا حزب الله كميات كبيرة من المادة الخطرة"، مشيرة إلى أنه "بعد الكارثة في مرفأ بيروت، اشتبه بتورط حزب الله في تخزين مادة نترات الأمونيوم المتفجرة".
وذكرت الصحيفة الألمانية، أنه "وفقًا للمعلومات الواردة من أجهزة المخابرات الغربية، تلقى حزب الله في لبنان شحنات كبيرة من نترات الأمونيوم، والتي ترتبط ارتباطًا وثيقًا بالمواد التي تم تفجيرها في بيروت".
وقالت الصحيفة الألمانية، إنه ليس من المؤكد ما إذا كانت نترات الأمونيوم في الميناء هي نفس نترات الأمونيوم التي تم شحنها في نفس الوقت تقريبًا إلى حزب الله بين عامي 2013 و2014، حيث تم شحن مشتريات حزب الله من نترات الأمونيوم عبر الميناء وكميات أخرى عبر المطار أو برا عبر سوريا.
وأدى انفجار نترات الأمونيوم خلال الأسبوع الأول من أغسطس إلى مقتل 177 شخصا على الأقل وإصابة 6000 شخص، حيث يُعتقد أن المادة المتفجرة مخزنة في الميناء منذ عام 2014.
وبحسب تقرير الصحيفة الألمانية، فإن حزب الله كان لديه كميات كبيرة من نترات الأمونيوم تم تسليمها إلى لبنان بالضبط في ذلك الوقت (أواخر 2013 أو أوائل 2014). ويقال إن "فيلق القدس في الحرس الثوري الإيراني (أي جزء من تلك الجماعات شبه العسكرية المسؤولة عن العمليات الخارجية، والتي لها أيضًا موقع سياسي رئيسي في إيران) كانت مسؤولة عن النقل".
وقال التقرير، إن تسليم نترات الأمونيوم إلى حزب الله في عام 2013 يجب أن يكون على مرأى من قائد فيلق القدس الإيراني، قاسم سليماني، الذي اغتيل على يد الجيش الأمريكي في غارة بطائرة بدون طيار في كانون الثاني/يناير الماضي.
ويُعتقد أن الشحنة الأولى تمت في 16 يوليو 2013 وشملت 270 طنًا من نترات الأمونيوم التي تم إرسالها من إيران إلى لبنان. وكانت الفاتورة 179.399 يورو. وفي 23 أكتوبر 2013 ، تم تسليم شحنة ثانية قدرها 270 طنًا من نترات الأمونيوم بتكلفة 140.693 يورو. لا يمكن تحديد كمية التسليم الثالثة من نترات الأمونيوم.
وبلغت تكلفة تسليم الشحنة الرابعة 61248 يورو حيث سلمت في 4 أبريل 2014، حيث تقدر الصحيفة أن الحمولة تراوحت بين 9 إلى 130 طنًا من نترات الأمونيوم، وتراوحت إجمالي ثلاث شحنات من نترات الأمونيوم إلى حزب الله بين 630 و670 طناً.
وأضافت الصحيفة أن "الشحن من أكتوبر 2013 قيل إنه تم نقله في حاويات مهربة بالطائرة، ويفترض أن يكون ذلك مع إحدى شركات الطيران الإيرانية الخاصة، والتي تعتبر الواجهة الأمامية للحرس الثوري".
وأوضحت الصحيفة، أن إحدى شركات الطيران، وهي شركة ماهان إير الإيرانية "حُرمت من حق الإقلاع والهبوط في ألمانيا العام الماضي، مع إشارة صريحة إلى أنشطة الحرس الثوري"، حيث صنفت الحكومة الأمريكية فيلق الحرس الثوري الإسلامي منظمة إرهابية أجنبية.
وذكر تقرير "ذي فيلت" عددا من عناصر حزب الله والنظام الإيراني المتورطين في شحن نترات الأمونيوم إلى الميناء، أبرزهم "محمد قصير" الذي أدرجته الحكومة الأمريكية على لائحة العقوبات لتمويله حزب الله، حيث تم إدراجه باعتباره ناقل للمواد المتفجرة.
قال ماثيو ليفيت، مدير برنامج راينهارد لمكافحة الإرهاب والاستخبارات في معهد واشنطن، للصحيفة إن "قصير يرأس وحدة حزب الله اللبنانية 108، المسؤولة عن تسهيل نقل الأسلحة والتكنولوجيا من إيران إلى لبنان عبر سوريا. ومقرها دمشق. قصير ومسؤولون كبار آخرون في حزب الله يعملون عن كثب مع ضباط من فيلق القدس الوحدة 190 - المتخصصة في تهريب الأسلحة إلى سوريا ولبنان واليمن وغزة تحت إشراف قاسم سليماني قبل مقتله".
وأضاف أن "الجهود المزعومة لشراء نترات الأمونيوم، و 2.750 طنًا من نترات الأمونيوم التي انفجرت في وقت سابق هذا الشهر" ليست مرتبطة بروايته للأنشطة الإرهابية التي قام بها قصير والتي تم توضيحها للصحيفة.
وأوضح ليفيت، أن "الحلقة الأولى في سلسلة نقل الأسلحة من مهمة وحدة القيصر 108، وهي المسؤولة عن نقل الأسلحة عبر سوريا إلى الحدود اللبنانية، ومن ثم، تأتي مهمة الوحدة 112، حيث تنقل الأسلحة عبر الحدود إلى لبنان". مشيرا إلى أن هناك "وحدة أخرى تابعة لحزب الله، هي الوحدة 100، وهذه تدير خط الشحن في الاتجاه المعاكس، من لبنان إلى سوريا إلى إيران، وتنقل متدربي حزب الله بالاتجاهين للتدريب المتقدم في التعامل مع الصواريخ التي يتم تسليمها من إيران".
وتابع أن "القصير، الملقب بالحاج فادي، مؤهل بشكل فريد لرئاسة وحدة حساسة ومهمة مثل الوحدة 108. ويقال إن أحد أشقاء قصير، واسمه حسن، هو صهر الأمين العام لحزب الله حسن نصر الله وشقيقهم الآخر، أحمد قصير، هو الانتحاري الذي نفذ هجوم تشرين الثاني/ نوفمبر 1992 على مقر للجيش الإسرائيلي في صور. وأشار نصر الله إلى أحمد بأنه "أمير الشهداء" في مناسبة لمؤسسة الشهداء بمناسبة ذكرى الهجوم".
إيران إنسايدر