دعا مفتى لبنان عبداللطيف دريان، اليوم الأربعاء، إلى إجراء انتخابات برلمانية مبكرة وتحقيق دولي في انفجار بيروت الدامي الذي أودى بحياة أكثر من 179 شخصا وإصابة 6 آلاف.
وقال دريان "هذا التهديد الوجودي للبنان.. يقتضي أمورا عاجلة: أولا تحقيق دولي لتحديد المسؤوليات واستعادة الثقة، ثانيا الإقبال على تغيير جذري في السلطة".
وأضاف أن على الرئيس الامتثال لإرادة الشعب وإجراء مشاورات نيابية لتعيين رئيس جديد للوزراء.
ودعا بطريرك الموارنة بشارة بطرس الراعي، يوم الأحد، إلى إجراء انتخابات نيابية مبكرة، قائلا إن "لبنان يواجه الآن أعظم الأخطار".
وقبلهما، اعتبر رئيس حزب "القوات اللبنانية" سمير جعجع، أن حل الأزمة اللبنانية يكمن بتقصير ولاية مجلس النواب وإجراء انتخابات برلمانية مبكرة.
وقال جعجع، "إذا كان لا مفرّ في الوقت الراهن من تشكيل حكومة جديدة ومستقلة فعليا من أجل الاهتمام بشؤون الناس، إلا أن الحل الفعلي للخروج من الأوضاع المتردية التي وصلت إليها البلاد يبقى كامنا في تقصير ولاية مجلس النواب الحالي".
ونقل البيان عن جعجع دعوته "لانتخابات (لبنانية) مبكرة تبعا لقانون الانتخابات النافذ".
الثورة اللبنانية
ويعاني لبنان منذ أشهر سلسلة من الأزمات التي عصفت بالبلاد منها (الحرائق، ورغيف الخبز، وأزمة المحروقات، ونفاد الدواء) ما دفعهم للخروج بمظاهرات إثر فرض ضريبة على مكالمات واتسآب، واتسعت مظاهراتهم لتطالب بإسقاط النظام السياسي القائم على المحاصصة الطائفية، ومحاسبة الفاسدين. وقدموا عدة مطالب، أبرزها "تشكيل حكومة مصغرة مؤقتة ذات مهام محددة، من خارج مكونات الطبقة الحاكمة"، وحددوا مهامها بما يلي: "إدارة الأزمة المالية وتخفيف عبء الدين العام، وإقرار قانون يحقق العدالة الضريبية، وإجراء انتخابات نيابية مبكرة تنتج سلطة تمثل الشعب، والقيام بحملة جدية لمناهضة الفساد ضمنها إقرار قوانين استقلالية القضاء واستعادة الأموال العامة المنهوبة".
واستطاع المتظاهرون الإطاحة بحكومة سعد الحريري؛ فجاء حسان دياب في كانون الثاني مطلع العام الجاري، بتحالف بين التيار الوطني الحر وحزب الله، ومن وقتها والأزمات تشتد حتى انهار سعر صرف الليرة إلى مستوى قياسي اقترب من ١٠ آلاف أمام الدولار الواحد في بلد يعاني من ديون من بين الأعلى في العالم، حيث بلغ الدين الخارجي العام نهاية العام الماضي 91 مليار دولار.
ودخل لبنان حافة الانهيار وبلغت مستويات الفقر أكثر من ٥٠% وسط مخاوف من حدوث مجاعة.
وبدأت الموجة الثانية من الاحتجاجات الشعبية بعد انفجار بيروت الدامي الذي كشف فسادا واستهتارا وتأكيدا مباشرا لمن يحكم لبنان اليوم؛ ومن يغطي ويتستر على ذلك، وفق مراقبين، ما دفع حكومة دياب لإعلان استقالتها.
ويرون أن استعادة الدولة تمر عبر إسقاط نظام المحاصصة الطائفي وتجريد حزب الله من سلاحه.
إيران إنسايدر