قالت وكالة "فرانس 24" إنه بينما يستعد رئيس الوزراء العراقي، مصطفى الكاظمي، لاجتماعه الأول مع الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، هذا الأسبوع، تصاعدت الهجمات على أهداف أمريكية من قبل مقاتلين موالين لإيران.
ومع تنافس طهران وواشنطن على النفوذ في العراق، تتزايد الهوة بين الفصائل الموالية لإيران ورئيس الوزراء الصديق للولايات المتحدة في بغداد.
وعند لقاء الكاظمي بترامب، يوم الخميس للمرة الأولى، فإن على رأس جدول أعمال الزعيم العراقي وجود 5000 جندي أمريكي منتشرين في بلاده.
والكاظمي، الذي تولى منصبه في مايو، يواجه تحديات من فصائل الحشد الشعبي، وهو تحالف من الجماعات الشيعية العراقية شبه العسكرية ذات العلاقات الوثيقة مع إيران، حيث أن الحشد الشعبي مندمج في الدولة العراقية وممثلوه السياسيون طالبوا بطرد القوات الأمريكية.
وكانت الفصائل الموالية لإيران تضررت بشدة، جراء اغتيال واشنطن في يناير كانون الثاني أحد كبار قادتها، أبو مهدي المهندس، في غارة قتلت أيضًا القائد الإيراني البارز، الجنرال قاسم سليماني.
وينفي الحشد أي صلة له بموجة هجمات مناهضة للولايات المتحدة في الآونة الأخيرة، لكن مقاطع فيديو ومزاعم على وسائل التواصل الاجتماعي تشير إلى تورطه من خلال مجموعات تعمل تحت أسماء أخرى.
يقول، رمزي مارديني، من معهد بيرسون في جامعة شيكاغو لفرانس 24: "من المرجح أن يتم سحب الأفراد الذين يشكلون الميليشيات الجديدة من عضوية الجماعات المسلحة الموجودة مسبقًا والتي تشكل الحشد الشعبي".
وأثار الكاظمي - الأقرب إلى واشنطن من سلفه نوري المالكي - غضب الجماعات المسلحة من خلال الاستيلاء على مراكز حدودية، حيث أداروا شبكات تهريب مربحة وفرضوا ضرائب على التجار.
"عصبة الثوار"
تصاعدت الهجمات في الأسابيع الأخيرة، ففي الفترة الممتدة من تشرين الأول/ أكتوبر إلى نهاية تموز/ يوليو، نفذت الفصائل المسلحة العراقية 39 هجوماً صاروخياً على المصالح الأمريكية في البلاد.
لكن بعد أن أكد البيت الأبيض في وقت سابق من هذا الشهر، أن ترامب سيلتقي الكاظمي، يوم الخميس، تكثفت الوتيرة.
وبين 4 و 16 أغسطس/ آب، استهدف 13 هجوماً بالقنابل والصواريخ قوافل لوجستية عراقية للجيش الأمريكي، وقواعد تضم جنوداً أمريكيين والسفارة الأمريكية، لكن التأثير كان محدودًا، إلا أن الهجمات كانت بمثابة استعراض للقوة.
وقال مصدر استخباراتي لوكالة فرانس برس، بعد هجوم على قافلة في جنوب العراق، تم اعتقال رجل بحوزته قنابل وبطاقة هوية عسكرية من الحشد الشعبي، سمحت له بعبور نقاط التفتيش دون تفتيش.
ونفذت بعض الهجمات مجموعات تحمل أسماء أخرى منها "عصبة الثوار".
وقال مارديني "إنهم يعملون تحت لافتات جديدة لإخفاء وحماية قيادة الميليشيات القائمة من مواجهة أي انتقام محتمل" وأضاف: "إذا كانت هذه الجماعات تعمل خارج الحكومة، فمن غير المرجح أن تحاسب واشنطن بغداد وتعاقبها".
لكن من خلال زيادة عدد الهجمات، فإنه يرسل أيضًا إشارة إلى الكاظمي بأنه لا يستطيع منع الهجمات ببساطة عن طريق المداهمات والاعتقالات ضد الميليشيات.
في نهاية يونيو، تم اعتقال 14 مقاتلاً من كتائب حزب الله، وهو فصيل تابع للحشد الشعبي، جراء شن هجمات على أمريكيين. وبعد ثلاثة أيام، أفرج عن 13 منهم بقرار من قاضي الحشد العسكري.
صراع جديد
بالنسبة للعديد من العراقيين، فإن موجة العنف تذكرهم بشكل متزايد بالهجمات الجهادية ضد القوات الأمريكية في أعقاب عام 2003.
ويبدو أن مقاطع الفيديو الخاصة بهم تعكس الدعاية التي أنتجها تنظيم القاعدة وتنظيم داعش، مع مؤثرات خاصة وأغاني دينية.
ففي جنوب العراق الذي تسكنه أغلبية شيعية، حيث تركزت الهجمات الأخيرة، يخشى الكثير من مصير المناطق السنية في العراق، التي تركتها الحرب ضد الجهاديين في حالة خراب، حيث تخشى الحكومة صراعًا جديدًا في بلد خرج قبل 10 سنوات من حرب طائفية دامية بين السنة والشيعة.
يقول العديد من المسؤولين الحكوميين، إن الإستراتيجية هي العمل - لكن دون تسمية الجماعات المسؤولة.
عندما تم إطلاق سراح رهينة ألماني في يوليو، لم تلوم بغداد أحداً، رغم أن المسؤولين قالوا، إن "فصائل تدعي أنها من الحشد الشعبي" متورطة.
اغتيال الباحث هشام الهاشمي، في يوليو/ تموز، وهو صديق مقرب للكاظمي درس الحشد الشعبي، كان يُنظر إليه بالفعل على أنه رسالة إلى رئيس الوزراء.
لكن التحقيقات في اغتيالالهاشمي لم تكشف بعد عن أي شيء، إشارة واحدة إلى أن الحكومة لا يمكن أن تكون صارمة كما قد ترغب.
إيران إنسايدر