أكد رئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي أن بلاده لا تزال بحاجة إلى مساعدة أميركية لمواجهة تهديد تنظيم داعش، مشددا على أنه لا ينقل رسائل إيرانية إلى واشنطن ولا يلعب دور ساعي البريد بينهما.
وقال الكاظمي في مقابلة خاصة مع وكالة أسوشيتد برس (The Associated Press) على هامش رحلة منتظرة إلى واشنطن، إن العراق لا يحتاج حاليا إلى دعم عسكري وميداني مباشر على الأرض، مشيرا إلى أن مستويات المساعدة ستعتمد على الطبيعة المتغيرة للتهديد، بما في ذلك التدريب المستمر ودعم الأسلحة.
ومن المقرر أن يلتقي الكاظمي بالرئيس دونالد ترامب في واشنطن مساء الخميس، لبحث شكل العلاقات بين البلدين واستكمال المرحلة الثانية من الحوار الإستراتيجي بين بغداد وواشنطن الذي بدأ في يونيو/حزيران الماضي.
ودفع اغتيال الخبير الأمني والمحلل السياسي العراقي البارز هشام الهاشمي وخطف الناشطة الألمانية هيلا مويس، الكثيرين للتشكيك في حدود قيادة الكاظمي، إذ يعتقد كثيرون أن الفصائل الشيعية تقف وراء تلك الهجمات.
وقال الكاظمي، إن هذه الانتهاكات ارتكبها من لهم مصلحة في الاستفادة من الفوضى، موضحا أن "هذه الأعمال الإجرامية هي نتيجة سنوات عديدة من الصراع"، ملقيا اللوم على السياسات الرديئة والإدارة غير السليمة من قبل من سبقوه في الحكم لتقويض سلطة الدولة، و"ليس من المستغرب إذن أن يعمل المجرمون هنا وهناك لزعزعة الأمن".
وأضاف "نحن ملتزمون بإصلاح المؤسسة الأمنية وتعزيز قدرتها على التعامل مع هذه الأنواع من التحديات، ومحاسبة من يفشل في حماية المدنيين ووضع حد لهذه الجماعات الخارجة عن القانون"، مشددا على أن حماية البعثات الدبلوماسية في المنطقة الخضراء والتحالف الذي تقوده الولايات المتحدة، تم تعزيزها ردا على إطلاق الصواريخ المتكرر.
ومع ذلك، تظل محاسبة قتلة الهاشمي اختبارا رئيسيا لحكومته، وقد قال إن التحقيق "مستمر والقضية مفتوحة وتم العثور على أدلة كثيرة، لكنها تظل سرية".
وتابع رئيس الوزراء العراقي قائلا: "لقد تعهدت حكومتي بملاحقة القتلة. وقد أحرزت بعض التقدم في الكشف عن قتلة المتظاهرين، واكتسبت ثقة الشعب لإثبات الحقيقة. لن نتوقف حتى يتم الكشف عنها".
ولا يزال المراقبون يعتبرون أن رد الكاظمي غير كاف، بعد أن انتهت غارة نفذتها قوات الأمن على كتائب حزب الله العراقي -للاشتباه في شنها هجمات صاروخية أواخر يونيو/حزيران- بإطلاق سراح جميع المعتقلين باستثناء واحد، كما أن التحقيق بشأن المتظاهرين القتلى لم يوضح من هم القتلة في الواقع.
زيارة واشنطن
وتأتي تصريحات الكاظمي بينما يتوجه اليوم إلى واشنطن على رأس وفد حكومي، في أول زيارة رسمية له إلى الولايات المتحدة منذ توليه رئاسة الحكومة العراقية في مايو/أيار الماضي.
وقال مكتب رئيس الوزراء العراقي -في بيان- إن الكاظمي سيلتقي الرئيس دونالد ترامب مساء الخميس، حيث ستتركز المباحثات حول تعزيز العلاقات الثنائية، إلى جانب مناقشة التطورات الراهنة على الساحة الإقليمية، وبحث القضايا ذات الاهتمام المشترك.
وأضاف أن الكاظمي سيعقد خلال زيارته -غير المحددة المدة- محادثات مع كبار المسؤولين الأميركيين، تتضمّن بحث العلاقات الثنائية، وتعزيز التعاون المشترك في مجالات عديدة في مقدمتها الأمن والاقتصاد والصحة وغيرها من القطاعات.
وتأتي الزيارة بعد أن أجرى البلدان جولة أولى من المباحثات في إطار ما يسمى "الحوار الإستراتيجي" في يونيو/حزيران الماضي، لإعادة رسم العلاقات بين البلدين والتي تنظمها اتفاقية "الإطار الإستراتيجي".
وكان البلدان وقعا اتفاقية الإطار الإستراتيجي عام 2008 التي مهدت لخروج القوات الأميركية بشكل كامل أواخر 2011، بعد 8 سنوات من الغزو. وتنظم الاتفاقية العلاقات بين البلدين على مختلف الصعد السياسية والأمنية والاقتصادية والثقافية وغيرها.
وعادت القوات الأميركية إلى العراق بطلب من بغداد لمساعدتها في التغلب على تنظيم الدولة عام 2014، إلا أن قوى سياسية وفصائل شيعية تضغط لرحيل تلك القوات.
وينتشر نحو 5 آلاف جندي أميركي في العراق، ضمن إطار التحالف الدولي المناهض لتنظيم الدولة، وتقوده الولايات المتحدة.
المصدر: وكالات