كشفت مصادر إعلامية محلية، يوم الجمعة، اللثام عن موقع القاعدة العسكرية الرئيسية لإيران في شرق سوريا، والتي سبق أن قالت إسرائيل إن طهران تحضر لشن هجوم منها تجاه أمريكا.
وبحسب شبكة "ديرالزور24" المحلية؛ فإن إيران تتخذ من "قاعدة الكم النفطية" مركزا لإدارة عملياتها العسكرية في شرق سوريا، وتقع جنوب مدينة البوكمال على الحدود مع العراق.
وأضافت أن القاعدة تضم جل القادة الإيرانيين في سوريا، وفيها تقام معسكرات تدريب للعناصر الجدد، ومنها تدير قواتها في محافظة ديرالزور.
وتقع المحطة على مقربة من الحدود السورية-العراقية، ويمر عبرها الطريق البري العسكري للميليشيات الإيرانية، وزارها قائد فيلق القدس قاسم سليماني مؤخرا وتفقد قواته من الحرس الثوري الإيراني فيها.
واستغلت طهران جل المناطق الاستراتيجية في ديرالزور ووظفتها لمشروعها في المنطقة.
زيارة سليماني
وزار قاسم سليماني، مدينة البوكمال، وطلب من الميليشيات التابعة لإيران التجهيز لحرب محتملة مع أمريكا.
وأفادت مصادر أن سليماني زار عددا من المعسكرات التابعة لإيران، وسط إجراءات أمنية مشددة، والتقى المستشارين العسكريين للحرس الثوري، وقيادات مختلف تلك المجموعات في المنطقة.
وأضافت أن سليماني زار كذلك محطة "T2" النفطية في بادية دير الزور الشرقية، الواقعة على خط النفط الواصل بين العراق وسوريا.
قاعدة عسكرية
وأشارت مصادر إسرائيلية، في 12 تموز الجاري، إلى أن بلدة البوكمال شرق سوريا وقرب حدود العراق، تحولت إلى "قاعدة عسكرية" لإيران، وأن أميركا وإسرائيل تراقبان ذلك بشكل دائم، وتعتبرها كتهديد لمصالحهم.
وأفادت المصادر، أن إيران قامت بإنشاء مقرها في البوكمال لشن الهجمات على القوات الأميركية المنتشرة في شرق سوريا، فضلا عن أهداف أخرى داخل إسرائيل، كجزء من الرد الإيراني على العقوبات الأميركية المشددة على مبيعاتها وصادراتها النفطية للخارج.
وأضافت المصادر، أن إيران أقامت بالبوكمال مرافق التدريب الخاصة والمخصصة للقوات الموالية لإيران بشأن تنفيذ هذه الهجمات، فضلا عن وجود مراكز القيادة وترسانة الأسلحة هناك، كما استولى بعض القادة على المدارس السابقة، في حين يجري تخزين الأسلحة داخل مباني المستشفيات السابقة وأقام الإيرانيون برجا للاتصالات في وسط البلدة للربط بين الوحدات والمنشآت المختلفة.
وتنشر إيران في البوكمال عناصر من ميليشيات "حزب الله" اللبناني، و"حزب الله" العراقي، و"النجباء" العراقية، و"فاطميون" الأفغانية، و"زينبيون" الباكستانية.
من جهته، أفاد موقع "ديبكا" الاستخباراتي، "بـنشر صواريخ أرض - أرض الإيرانية ذات المدى القصير والمتوسط في البوكمال، بالإضافة إلى الصواريخ المضادة للطائرات. وجرى نشر هذه الصواريخ في مناطق مختلفة من البلدة وفي القرى النائية التابعة لها".
وتابع الموقع "بأن طهران تتوقع هجوما من الوحدات الأميركية المتمركزة في سوريا والعراق على مقر القيادة الإيراني المتقدم في البوكمال إلى جانب إسرائيل، إما بصورة استباقية وإما كرد عقابي بعد هجومهم على الطائرة الأمريكية".
تحذير سابق
وكان رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو حذر، أن سرب طائرات "إف – 35" المقاتلة الخفية والتابعة لسلاح الجو الإسرائيلي، يمكنه الوصول إلى أي نقطة في منطقة الشرق الأوسط، وليس فقط إيران، وإنما سوريا كذلك.
يذكر أن "البوكمال" تقع على الضفة الغربية لنهر الفرات، بينما ينتشر الجيش الأميركي وحلفاؤه الغربيون والمحليون السوريون شرق الفرات، كما تفصل البوكمال عن قاعدة التنف في زاوية الحدود السورية - العراقية - الأردنية عن شرق الفرات.
وسيطرت قوات النظام السوري والميليشيات الإيرانية في تشرين الثاني 2017، على مدينة البوكمال بعد انسحاب تنظيم "داعش" منها، إذ شهدت تخريب وسرقة لمنازل مقاتلين سابقين بالجيش السوري الحر من قبل الميليشيات الإيرانية، إضافة إلى فرض "إتاوات" وضرائب على المدنيين العائدين إليها.
المصدر: إيران إنسايدر