تساءلت وسائل إعلام غربية إذا ما كانت الانفجارات والحوادث التي تعرضت لها مواقع عسكرية إيرانية داخل البلاد مقدمة لحرب يمكن أن تندلع قريبا بقيادة الولايات المتحدة ضد النظام الإيراني الحاكم.
ففي تقرير أورده موقع "صالون - salon"، أمس الأحد، نقلا عن صحيفة نيويورك تايمز، استهل مقدمته بتساؤل "هل كانت عملية اغتيال دونالد ترامب للواء قاسم سليماني بطائرة مسيرة في 3 كانون الثاني / يناير هي الخطوة الأولى في تحويل الحرب الباردة بين الولايات المتحدة وإيران إلى حرب ساخنة في الأسابيع التي سبقت الانتخابات الرئاسية الأمريكية؟".
وأجاب التقرير "بالطبع، لا توجد طريقة لمعرفة ذلك"، ولكن خلف هذا التساؤل بأرقام مزدوجة في معظم استطلاعات الرأي الوطنية، لا سيما أن ترامب "شخصية متهورة وغير منتظمة" وفقا لوصف الصحيفة، خصوصا أنه محاط بوزير الخارجية المتشدد للغاية مايك بومبيو.
ففي الأسابيع الأخيرة، على سبيل المثال، لم يتردد ترامب في إرسال قوات شبه عسكرية فيدرالية إلى المدن الأمريكية التي يديرها رؤساء بلديات ديمقراطيون، ويبدو أن إدارته أطلقت أيضا سلسلة من الإجراءات السرية ضد طهران والتي تبدو علنية بشكل متزايد وتثير قلق مراقبي إيران بشأن ما إذا كان يمكن أن تكون "مفاجأة أكتوبر".
وبحسب التقرير، ينشأ الكثير من هذا القلق من حقيقة أن الأشياء في جميع أنحاء إيران، كانت تنفجر أو تشتعل فيها النيران بطرق بدت غامضة وخطيرة، ففي أوائل الشهر الماضي، على سبيل المثال، احتل انفجار مريب في منشأة أبحاث نووية إيرانية في نطنز، والتي تعد أيضا موقعا لإنتاج أجهزة الطرد المركزي، عناوين الأخبار لفترة وجيزة، ولا يزال غير معروف ما إذا كان الموقع قد تعرض لأضرار جسيمة بسبب قنبلة مهربة إلى المبنى أو نوع من الغارات الجوية قد استهدفته.
تقرير نيويورك تايمز ذكر، أن "مسؤولا استخباراتيا شرق أوسطيا قال إن إسرائيل زرعت قنبلة في مبنى يتم فيه تطوير أجهزة طرد مركزي متطورة"، حيث تعصف بالبلاد أحداثا نارية مماثلة، فمنذ أسابيع (في 26 حزيران - يونيو)، على سبيل المثال، حدث "انفجار هائل في منطقة قاعدة عسكرية وتطوير أسلحة إيرانية كبرى شرق طهران". وفي (15 تموز - يوليو)، اشتعلت النيران في سبع سفن في حوض بناء سفن إيراني، كما ضربت حرائق وانفجارات غامضة أخرى منشآت صناعية، ومحطة لتوليد الكهرباء، ومصنع لإنتاج الصواريخ، ومجمع طبي، ومصنع للبتروكيماويات، ومواقع أخرى أيضا.
وخلص تقرير آخر في صحيفة التايمز إلى أن "بعض المسؤولين يقولون، إن استراتيجية أمريكية إسرائيلية مشتركة تتطور -وقد يجادل البعض في تراجعها- إلى سلسلة من الضربات السرية قصيرة الحرب".
وقد تم إجراء بعض هذا التخريب على خلفية خطة عمل "شديدة العدوانية" لوكالة المخابرات المركزية عمرها عامين للانخراط في هجمات إلكترونية هجومية ضد ذلك البلد، حيث أن "وكالة المخابرات المركزية نفذت سلسلة من العمليات السيبرانية السرية ضد إيران وأهداف أخرى منذ تحقيق نصر سري في عام 2018 عندما وقع الرئيس ترامب ما يرقى إلى تفويض شامل لمثل هذه الأنشط ، وفقًا لمسؤولين أمريكيين سابقين. بمعرفة مباشرة بالمسألة... لقد سهلت النتائج على وكالة المخابرات المركزية تدمير البنية التحتية الحيوية للخصوم، مثل مصانع البتروكيماويات".
وفي غضون ذلك -وفقا للصحيفة- حلقت طائرتان مقاتلتان أمريكيتان في 23 تموز/ يوليو بمحاذاة طائرة ركاب إيرانية مدنية في الأجواء السورية، مما تسبب في انحرافها وهبوطها فجأة، الأمر الذي أدى إلى إصابة عدد من ركاب الطائرة.
وبالنسبة للكثيرين في إيران، فإن اغتيال سليماني بطائرة بدون طيار -وحملة التخريب التي تلت ذلك- ترقى إلى مستوى إعلان حرب افتراضي. ووفقًا لبعض المحللين، فإن ما يعادل قتل اللواء الإيراني الذي أمر رئاسيا به، هو اغتيال إيران لوزير الخارجية بومبيو أو رئيس هيئة الأركان المشتركة مارك ميلي، على الرغم من أن مثل هذه المقارنات تقلل في الواقع من مكانة سليماني في سماء إيران.
وفي أعقاب ذلك، أوقفت إيران نيرانها إلى حد كبير، وكان ردها الوحيد هو توجيه ضربة محدودة لزوج من القواعد العسكرية الأمريكية في العراق. إذا كان مقتل سليماني يهدف إلى جر إيران إلى تصعيد عسكري متبادل في عام الانتخابات، فإنها فشلت، لذلك ربما صممت الولايات المتحدة وإسرائيل قرع طبول الهجمات ضد أهداف إيرانية مهمة هذا الصيف على أنها استفزازات متصاعدة تهدف إلى حث إيران على الرد بطرق قد توفر ذريعة لرد أمريكي أكبر بكثير.
ومن غير المرجح أن يشمل مثل هذا الصراع القادم القوات البرية الأمريكية ضد دولة أكبر عدة مرات وأقوى من العراق، وبدلاً من ذلك، قد يشمل ذلك حملة مستمرة من الضربات الجوية ضد العشرات من منشآت الدفاع الجوي الإيرانية وغيرها من الأهداف العسكرية، إلى جانب شبكة واسعة من المنشآت التي حددتها الولايات المتحدة على أنها جزء من برنامج الأبحاث النووية لذلك البلد.
ترجمة إيران إنسايدر