انتهت المهلة التي منحها ناشطون عراقيون للسلطات المحلية والحكومة المركزية للكشف عن قتلة الناشط المدني في ثورة تشرين تحسين أسامة الشحماني وباقي النشطاء في مدينة البصرة، وإقالة قائد الشرطة رشيد فليح.
وأقدم مسلحون على اغتيال الناشط البارز في احتجاجات البصرة أسامة الشحماني، يوم الجمعة، بـ21 رصاصة استقرت في جسده داخل مكان عمله وسط المدينة.
وتوقع الشحماني توقع أن تتم تصفيته قبل أيام من العملية، عندما نشر على صفحته في فيسبوك صورة لمسدس كاتم للصوت مع تعليق "يوما ما كلنا سنذبح على الطريقة الإسلامية".
ويتهم ناشطون عراقيون، ميليشيات مسلحة مرتبطة بإيران بتصفية نشطاء الثورة الشعبية في العراق رغم مرور أشهر على اندلاعها ونجاحها بإسقاط حكومة عادل عبدالمهدي، وإيصال مصطفى الكاظمي إلى رئاسة الوزراء.
وقال الناشط المدني عمار سرحان، إن "تحسين الشحماني كان قائدا حقيقيا لاحتجاجات البصرة، ولديه تواصل مع جميع النشطاء في باقي المدن".
وأضاف سرحان في حديث لموقع "الحرة"، أن "الميليشيات عرفت أن اغتياله سيهز البصرة والعراق بشكل عام، في محاولة منها لإرسال رسالة لباقي النشطاء أننا قتلنا أفضل شخصية لديكم، وسنستمر بذلك".
ويحمل سرحان السلطات الأمنية وقائد الشرطة في البصرة مسؤولية اغتيال الشحماني، لأنها "فشلت في توفير الحماية للاحتجاجات وتركت الميليشيات تصول وتجول في المدينة".
غضب شعبي
وطالب ناشطون عراقيون، اليوم الأحد، بتشكيل "مجاميع للدفاع عن النفس"، لمواجهة عمليات الاغتيال التي يتعرضون لها، والتي يتهمون الحكومة بـ "السكوت عنها"، وذلك بعد مقتل تحسين أسامة الشمحاني.
ودعا القيادي في التظاهرات العراقية، أسعد الناصري، الناشطين إلى "الدفاع عن أنفسهم"، و"أخذ كامل الحيطة والحذر"، بعد ساعات من دفن أسامة.
وقال الناشط ليث شبر إن "المليشيات الولائية (المدعومة من إيران) اتخذت قرارها بتصفية كل من يعاديها من الناشطين والوطنيين الذين لا يحملون سوى الكلمة.. وآن الأوان لتشكيل فصائل مقاومة شعبية لتحرير الوطن من أيدي هؤلاء العملاء الذين مرغوا أنوفهم في وحل الذل والمهانة فما عاد ينفع بهم الكلام فمن يهن يسهل الهوان عليه ما لجرح بميت إيلام".
وقال ناشطون، إن الميليشيات المرتبطة بإيران والممولة منها، ستعمل على تصفية كافة نشطاء الحراك الثوري قبل الانتخابات البرلمانية التي حددها رئيس الوزراء مصطفى الكاظمي في 6 حزيران/يونيو من العام المقبل.
وقال مركز بغداد لحقوق الإنسان "تأتي جريمة اغتيال الناشط أسامة تحسين ضمن مسلسل جرائم الاغتيال التي يتعرض لها الناشطون المدنيون المعارضون لسلطة المليشيات والأحزاب، وبعد ما يقرب من 40 يوما من اغتيال الخبير الأمني والناشط "هشام الهاشمي"، والذي تعرض لجريمة اغتيال في السادس من الشهر الماضي، وقد أعلنت الحكومة العراقية في حينها عن فتحها لتحقيق عال المستوى للكشف عن ملابسات الجريمة وتقديم المجرمين ومن يقف خلفهم للقضاء لينالوا جزاءهم العادل، لكن لم يُعلن حتى الآن عن أي نتائج توصلت لها لجنة التحقيق، مع غياب تام لدور الادعاء العام والقضاء العراقي وكان هذه الجرائم وقعت في خارج العراق".
وأضاف، في بيان له "إن مركز بغداد لحقوق الإنسان يؤكد أن الجهات التي ترتكب تلك الجرائم هي جهات نافذة، فلا يمكن لأي جهة أن تتحرك بهذه الأريحية وترتكب جرائمها البشعة بسهولة دون أن تكون جهات متنفذة".
وطالب المركز السـلطات العراقية بالقيام بواجبها القانوني والأخلاقي المتمثل في التصدي لهذه الجهات الإجرامية ووجوب اتخاذ الخطوات الجدية والكفيلة بملاحقتهم وتقديمهم لمحاكمات عادلة، لمعاقبة المجرمين وإنصاف الضحايا ولتحقيق الردع اللازم، مؤكدا على أن استمرار تغاضي القضاء العراقي عن كل هذه الجرائم يثبت عدم قدرته أو رغبته في القيام بواجبه في تحقيق العدالة، وهو ما سيتيح إمكانية اللجوء الى الآليات القضائية في الخارج لملاحقة هؤلاء المجرمين، سواء من خلال سعي الأمم المتحدة لإيجاد آلية قضائية دولية أو من خلال اللجوء الى قضاء الدول الأُخرى في الخارج وفق مبدأ الاختصاص الجنائي العالمي.
إيران إنسايدر