بدأت إيـران تتخوف من فقدان هيمنة حليفها "حـزب الله" الذي تدعمه بالمال والسلاح، على لبنان، بعد انفجار بيروت الدامي الذي خلف أكثر من 171 قتيلا وآلاف الجرحى، وأضرارا مادية تراوحت بين 3 و5 مليار دولار أمريكي.
وقال وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف، إن مرابطة البوارج الأجنبية قبالة السواحل اللبنانية "أمر ليس طبيعيا"، معتبرا ذلك "تهديدا للشعب اللبناني ومقاومته"، حسب قوله.
وأضاف ظريف "نعتقد أن التحقيق بانفجار بيروت يجب أن يكون لبنانيا ويجب أن توجهه الحكومة اللبنانية".
وتابع "ما يختاره لبنان نحن نختاره، وأمن لبنان هو أمننا وأي حكومة ينتخبها الشعب اللبناني سنتعاون معها"، مشيرا إلى أن طهران تدعم ما يريده الشعب اللبناني وما يختاره، حسب تعبيره.
وشدد على أن إيران لم تفرض يوما أي شيء على أي أحد في لبنان، وقال "إذا سمح الشعب اللبناني لمن لا يريد الخير للبنان ببث الفرقة فحينها ستبرز المخاوف تجاه المستقبل".
وأضاف أنه على المجتمع الدولي أن يعترف باستقلال لبنان وأن يبتعد عن التدخل في شؤونه.
ويتضح من سياق التصريحات التي أدلى بها ظريف أنها أشبه ما تكون بالرد على الوزيرة الفرنسية، عندما قال إن "الشعب اللبناني وممثليه هم وحدهم أصحاب قرار تحديد مستقبل بلادهم".
وتزامنت زيارة وزير الخارجية الإيراني إلى بيروت مع النشاط الدبلوماسي الغربي المتسارع، المطالب بحث لبنان على دك حصون الفساد وسن إصلاحات طال انتظارها على أمل فتح الطريق أمام المساعدات المالية الدولية لمعالجة أزمة البلاد الاقتصادية.
البوارج الغربية
وقبل أيام، وصلت بارجة حربية بريطانية، تابعة للأسطول الملكي، بهدف رصد الأضرار التي خلفها الانفجار والشروع في عمليات البناء. وأعلنت وزيرة الجيوش الفرنسية فلورانس بارلي، من قصر بعبدا، الجمعة، أن بلادها قدمت مساعدات كثيرة، وسوف تقدم المزيد، لا سيما المعدات التي تساعد على رفع الأنقاض واستكمال أعمال الإغاثة ومسح الأضرار، وسيشارك في كل هذه المهمات نحو 750 عسكريا فرنسيا، سيصلون إلى لبنان.
وأشارت إلى أن خبراء فرنسيين سيساعدون في التحقيقات الجارية لكشف ملابسات انفجار مرفأ بيروت، في ظلّ إعلان مساعد وزير الخارجية الأميركي للشؤون السياسية، ديفيد هيل، توجه المكتب الفدرالي الأمريكي إلى لبنان للمشاركة في التحقيقات.
ويأتي ذلك في وقت تتصاعد فيه الضغوط الدولية على الطبقة السياسية في لبنان لتشكيل حكومة تركز على مهام مكافحة الفساد وإنقاذ البلاد من أزمتها السياسية والاقتصادية.
وأجرى مسؤولون كبار أمريكيون وفرنسيون وألمان محادثات في الأيام القليلة الماضية مع المسؤولين اللبنانيين، على رأسهم رئيس الجمهورية ميشال عون الذي وافق على مشاركة مكتب التحقيقات الفيدرالي الأمريكي (أف.بي.آي) في كشف حقيقة التفجير الكبير الذي وقع في ميناء بيروت في الرابع من الشهر الجاري وأدى إلى تدمير قسم من العاصمة اللبنانية.
وتدعم إيران جماعة حزب الله اللبنانية المسلحة التي ساعدت، جنبا إلى جنب مع حلفائها، في تشكيل الحكومة التي قدمت استقالتها برئاسة حسان دياب.
وكان اللبنانيون ينظمون احتجاجات غاضبة ضد نخبة سياسية ينحون عليها باللائمة في المحن الكثيرة التي تعصف بالبلاد حتى قبل انفجار الرابع من أغسطس، الذي أسفر عن إصابة الآلاف وتدمير أحياء بأكملها في المدينة المطلة على البحر المتوسط. وترك الانفجار 300 ألف شخص مشردين بلا مأوى. ولا يزال حوالي 30 في عداد المفقودين.
إيران إنسايدر