يحاول الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون تسويق حكومة حسان دياب المدعومة من حـزب الله، من خلال بوابة أن الضغوط الممارسة على الحكومة يمكن أن يستغلها الحزب.
وقالت مصادر، إن ماكرون أكد لنظيره الأمريكي دونالد ترامب، أن العقوبات الأمريكية التي تستهدف "حزب الله" تكون نتيجتها في صالح أولئك الذين تستهدف إضعافهم.
وأضاف المسؤول أن فرنسا تعتقد بوجود أدلة كافية لافتراض أن انفجار بيروت كان حادثا.
وبخصوص مؤتمر المانحين الخاص بلبنان، صرح المسؤول في القصر بأن المؤتمر سيجمع أموالا لإعادة بناء بيروت وتقديم مساعدات غذائية وبناء المدارس والمستشفيات وتوفير التجهيزات الطبية، في إطار الدعم الذي سيستغله حزب الله عبر حكومة دياب من بوابة إعادة الإعمار.
وأشار إلى أن ماكرون أبلغ ترامب في اتصال هاتفي يوم الجمعة، بأن على الولايات المتحدة أن "تستثمر مجددا" في لبنان كي تساعد في إعادة بنائه.
مؤتمر المانحين
وأعلن قصر الإليزيه، اليوم السبت، أن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون والأمم المتحدة سيستضيفان مؤتمرا للمانحين من أجل لبنان عبر الفيديو غدا الأحد اعتبارا من الساعة 12:00 بتوقيت غرينتش.
وقال مكتب الرئيس الفرنسي، إن ماكرون سيستضيف الأحد مؤتمرا للمانحين للبنان عبر الفيديو، في الوقت الذي تحشد فيه الدول للمساعدة في إعادة إعمار بيروت بعد الانفجار الضخم الذي وقع هذا الأسبوع.
ويسعى المؤتمر، الذي ستشترك في رئاسته الأمم المتحدة، إلى الحصول على تعهدات من المشاركين، بما في ذلك الرئيس الأمريكي دونالد ترامب.
ومن المتوقع أن تقرر كيفية توزيع المساعدات بحيث تفيد الناس بشكل مباشر، وفق ما أوردت "رويترز".
قنوات تواصل
وكانت صحيفة "الأخبار" اللبنانية، المقربة من "حزب الله"، كشفت أن تواصلا فرنسيا مع حزب الله جرى قبل زيارة وزير الخارجية جان إيف لودريان إلى بيروت في الـ23 من شهر تموز/يوليو الماضي، ربما يكون تمهيدا للقاء يعقده وزير الخارجية الفرنسي مع وفد من الحزب.
وزار الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، لبنان، الخميس الماضي، في أعقاب التفجير الدامي الذي ضرب بيروت، وأدى إلى مقتل 175 شخصا وإصابة أكثر من 6 آلاف آخرين.
ونقلت وسائل إعلام لبنانية، عن ماكرون قوله إنه يحمل خلال زيارته مبادرة سياسية جديدة للبنان عموما سيقدمها للسياسيين والقادة.
ورد ماكرون على جموع من الناس احتشدت حول المكان، مؤكدا أنّ "لبنان بحاجة إلى تغيير"، وأعرب عن شعوره بـ"الحزن والألم"، وقال "إننا سنقدم ما يلزم من طعام ومستلزمات لإعادة بناء المنازل ومساعدات طبية".
وعندما ردد المتظاهرون "ثورة" و"ميشال عون إرهابي"، قال ماكرون "لست هنا لدعم النظام أو الدولة أو الحكومة".
وشدد على أن "المساعدات الفرنسية لن تنتهي بأيدي الفاسدين وسنقدم مساعدات دولية تحت إشراف الأمم المتحدة وستصل مباشرة إلى الشعب والجمعيات غير الحكومية".
وكان مصدر في القصر الرئاسي الفرنسي "الإليزيه" تحدث عن أن زيارة الرئيس إيمانويل ماكرون لبيروت تستهدف استرجاع لبنان والحد من النزاعات.
التغيير مقابل المساعدة
وتابع الرئيس الفرنسي "نعلم أن الأزمة في لبنان كبيرة وهي سياسية وأخلاقية قبل كل شيء وضحيتها الشعب اللبناني، سألتقي المجتمع المدني والأولوية لدعم الشعب اللبناني من دون شروط".
وقال ماكرون "سنخوض حوارا صريحا مع المسؤولين ولضرورة وضع حد للفساد والبدء بالإصلاحات كشرط للدعم"، لافتا إلى أن لبنان سيظل يعاني إذا لم تنفذ إصلاحات، مضيفا "هناك العديد من الضحايا الفرنسيين أحدهم مهندس فرنسي، نحن قلقون ولدينا الكثير من الجرحى وقلقون على مصير البعض".
تمديد العقوبات
وكان وجه الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، الأربعاء 29 تموز/يوليو، رسالة إلى الكونغرس الأمريكي، أمر فيها بتمديد سياسات الطوارئ الوطنية المتعلقة بلبنان والمعلنة عام 2007 لعام إضافي.
وقال ترامب في رسالته، "يؤدي استمرار الأنشطة المهددة للاستقرار بينها عمليات نقل الأسلحة الإيرانية إلى حزب الله إلى تقويض السيادة اللبنانية، والمساهمة في عدم الاستقرار السياسي والاقتصادي في المنطقة".
وأضاف "هذه الأنشطة تشكل تهديدا غير عادي واستثنائي للأمن الوطني والسياسة الخارجية لواشنطن. لهذا السبب، يجب أن تستمر حالة الطوارئ الوطنية المتعلقة بلبنان إلى ما بعد الأول من أغسطس المقبل".
وأعلن الرئيس الأمريكي قراره بموجب قانون السلطات الاقتصادية الدولية الطارئة للتعامل مع أي تهديد استثنائي للأمن القومي والسياسيات الخارجية للولايات المتحدة.
وأعلنت حالة الطوارئ الأمريكية المتعلقة بلبنان عام 2007، للتعامل مع التهديد غير العادي للأمن القومي والسياسة الخارجية للولايات المتحدة.
إيران إنسايدر