عودٌ على بدء.. مظاهرات في لبنان وقطع طرقات

تظاهر مئات اللبنانيين، مساء الخميس، احتجاجا على تردي الأوضاع المعيشية وانقطاع التيار الكهربائي، وفساد الحكومة.   

وفرقت قوات الأمن مظاهرة قرب مبنى البرلمان اللبناني "مجلس النواب"، وأطلقت القنابل المسيلة للدموع، ما أدى إلى إصابة طفلة تواجدت وسط الحشود.

وردّ المتظاهرون بإلقاء الحجارة على قوات الأمن، في محيط مجلس النواب.

وعاود المتظاهرون قطع عدد من الطرقات، من بينها تقاطع بشارة الخوري وجسر الكولا ونفق سليم سلام، غرب العاصمة بيروت، إضافة إلى الطريق السريع في بلدة عدلون وتقاطع إيليا في صيدا.

وتأتي المظاهرات بعد يومين من انفجار مرفأ بيروت الذي أودى بحياة 140 شخصا، وإصابة 5 آلاف آخرين بجروح، وخسائر قدرت بين 3 إلى 5 مليار دولار.

انهيار اقتصادي

ويشهد لبنان أسوأ أزمة اقتصادية منذ عقود، أدت إلى ارتفاع معدّل التضخّم وجعل قرابة نصف السكّان يعيشون تحت خط الفقر، وفقد عشرات الآلاف أعمالهم أو جزءا من دخلهم مع إغلاق معظم المحال التجارية أبوابها وموجة الغلاء غير المسبوقة في بلد يكاد يكون خاليا من الموارد الأولية ويستورد معظم منتجاته بالدولار من الخارج.

ومنذ أشهر، لا يتمكن اللبنانيون من السحب من حساباتهم بالدولار، بينما يمكنهم السحب منها بالليرة اللبنانية فقط على وقع أزمة سيولة حادة وشحّ الدولار.

وتدهور مستوى معيشة اللبنانيين بشكل غير مسبوق، مع ارتفاع أسعار السلع الغذائية بشكل جنوني وانهيار قيمة العملة اللبنانية حيال الدولار، وتخطت الزيادة على أسعار السلع الـ100 في المائة خلال الأسبوعين الأخيرين، ونحو 500 في المائة مع بعض السلع منذ بدء الأزمة المالية نهاية العام الماضي.

وتضاعفت أسعار السلع الغذائية يوميا مع ارتفاع سعر الدولار، وبات المستهلك في سباق مع الزمن، يحاول شراء ما يستطيع شراءه خوفا من ارتفاع سعره في اليوم التالي، ولا سيّما أن ارتفاع الأسعار يقابله ثبات في الرواتب التي تخسر قيمتها يوما بعد يوم.

وارتفع سعر الأجبان والزيت النباتي والشاي والحليب، ثلاثة أضعاف عما كان عليه في السابق، فيما ارتفع سعر الخبز بنسبة 25 في المائة، بينما سعر الحبوب مثل الفاصولياء والعدس ارتفع ضعفين.

وتعثرت محادثات الحكومة اللبنانية المحسوبة على "حزب الله والتيار الوطني الحر" مع صندوق النقد الدولي، التي بدأت في أيار/مايو الماضي، بسبب خلاف بين الحكومة والبنك المركزي على حجم الخسائر في النظام المالي وكيفية توزيعها.

واستشعر اللبنانيون هاجس الانهيار منذ شهر أيلول/سبتمبر الماضي، وأن بلدهم يمشي بخطى ثابتة نحو المجهول في ظل أزمات غير مسبوقة تتفجر تباعا في كافة مناحي الحياة وعلى مختلف الأصعدة.

وبدأت الأزمات المتلاحقة من شحّ الدولار مرورا بالخبز والمحروقات وكارثة الحرائق التي فشلت أيضا السلطة اللبنانية بالسيطرة عليها، حالها حال الأزمات الأخرى كالفقر والبطالة والفساد المستشري.

إيران إنسايدر

مقالات متعلقة

الجمعة, 7 أغسطس - 2020