يبدي العراقيون ارتياحا كبيرا بالزيارات الميدانية التي يجريها رئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي، منذ تسلمه المنصب في شهر آيار/مايو الماضي.
ويرون أنها تقربه من الشارع للوقوف على همومه ومعرفة أوجاعه ومطالبه والعمل على تحقيقها.
وقال المواطن حمزة جبار، إن رصيد رئيس الوزراء هو الجمهور فقط وليس الكتل السياسية التي من الممكن أن تنقلب عليه في أي لحظة إذا ما قام بإجراءات إصلاحية قد تضر بمصالح تلك الكتل، مضيفا أن الحكومة العراقية الحالية يجب أن تكون حكومة إصلاحية ووضع العجلة على السكة لكي تسير بالبلد إلى بر الأمان والقضاء على الفساد والمحاصصة والطائفية.
بدوره، يقول عبدالله نجم، "كلنا أمل أن يعيد الكاظمي للعراقيين حقوقهم المسلوبة وأموالهم المهدورة على مدى 17 عاما من الفساد والسرقات والمحاصصة".
وأضاف لجريدة "القدس العربي"، "مهمة الكاظمي ليست يسيرة ولكنه مادام قد ارتضى بها فعليه تحمل المسؤولية كاملة وجميع الشعب سيقف معه ويكون مساندا له"، مشيرا إلى أن القضاء على الفساد وحصر السلاح بيد الدولة يتطلب شجاعة وإقدام لأن الفاسدين سيستخدمون كل الطرق والوسائل غير المشروعة من أجل بقاء الوضع على ما هو عليه.
أما حسام أحمد، قال "نشعر بارتياح كبير عندما نرى رئيس الوزراء العراقي يتجول بين الناس ويستمع إليهم، هذا أمر افتقدناه في رؤساء الحكومات السابقة الذين كانوا يقبعون في بروج مشيدة لا أحد يستطيع الوصول إليهم، في حين كان الشعب يتعرض للقتل والتهجير ويعيش في فقر مدقع حتى وصل الحال أن تقتات بعض العائلات من النفايات"، داعيا الحكومة إلى تطبيق برنامجها الحكومي وتلبية مطالب المتظاهرين، لافتا أنه "لولا دماء المتظاهرين الذين سقطوا لما تمكن الكاظمي أن يصبح رئيس وزراء العراق اليوم".
والتقى الكاظمي يوم الأربعاء بـ500 شاب من خريجي الجامعات ويعتصمون في ساحات التظاهر في بغداد، ووعد بتوظيفهم جميعا في وزارة الدفاع، كما استقبل في مكتبه إحدى السيدات التي لم تقبض راتب زوجها المتوفي منذ سنوات.
واستقبل الكاظمي، الاثنين الماضي، المراهق العراقي حامد سعيد الذي تعرض لاعتداء جسدي ولفظي من قبل عناصر في قوات "حفظ القانون" في بغداد، وتكفل بإكمال دراسته ومحاسبة العناصر.
وأجرى زيارات ميدانية لعدة مواقع لعل أبرزها المنافذ الحدودية، ومنح القوات العراقية كافة الصلاحيات لإيقاف هدر المال العام ووقف عمليات التهريب.
كما زار الكاظمي، قضاء الطارمية شمالي بغداد، بعد دعوات إلى إخلائها من السكان واتهامات إلى القوات الأمنية بارتكاب حملة اعتقالات وإعدامات بعد مقتل أمر لواء في الجيش العراقي.
يقول السياسي معتز النجم، إن الكاظمي "يريد سحب البساط من الكتل بالاعتماد على الحراك الشعبي، محاولا صقل هذا الحراك والإبتعاد به عن الأدلجة الدينية أو الطائفية أو المناطقية، لأن الكاظمي يدرك مكامن القوة في الكتل بحكم إنها فقدت جمهورها".
وأضاف أنه يجب أن يكون هناك تخندق جماهيري حول الكاظمي إذا ما كان الكاظمي ينوي فعلا الانقلاب على الدولة العميقة وبعض جيوب الفساد.
إيران إنسايدر