استقبل رئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي، يوم الاثنين، المراهق العراقي حامد سعيد الذي تعرض لاعتداء جسدي ولفظي من قبل عناصر في قوات "حفظ القانون" في بغداد.
ولاقت حادثة اليافع موجة استنكار واسعة من قبل العراقيين على مواقع التواصل الاجتماعي، ما دفع بالكاظمي لإقالة مسؤول بارز وفتح تحقيق فوري بالحادثة.
وأفاد المكتب الإعلامي لرئيس الوزراء، بأن الكاظمي "استقبل الحدث حامد سعيد بعد إطلاق سراحه والذي تعرض الى اعتداء غير أخلاقي وغير قانوني"، وأشارت وزارة الداخلية في وقت سابق إلى أن الطفل متهم بسرقة دراجة وأن الواقعة تعود لشهر أيار الماضي.
ويوم الجمعة الماضي، أعلن يحيى رسول، المتحدث باسم القائد العام للقوات المسلحة، بأن الكاظمي وجه الجهات المختصة بالتحقيق الفوري والعاجل لمعرفة تفاصيل فيديو يظهر فيه مجموعة ترتدي الزي العسكري وهي تقوم بالاعتداء على احد المواطنين "ومعرفة مرتكبي هذه الجريمة التي لن تمر دون عقاب بحق مرتكبيها".
وذكر بيان المكتب الإعلامي اليوم، بأن القائد العام للقوات المسلحة أمر على إثر الحادثة "بتشكيل لجنة تحقيقية فورية شخّصت خلال ساعات أسماء المتجاوزين من منتسبي قوات حفظ القانون، وفسخت عقودهم واحالتهم الى القضاء".
وقال الكاظمي، خلال اللقاء، إنه "يشعر بالألم والحزن لما حدث، وإن ثقافة استمراء الاعتداء على المواطن من قبل بعض ممن يستغل موقعه، هي أمر يتوجب المعالجة الحازمة"، مضيفا أن "ما حدث يمثل مشهدا للاعتداء على كرامة المواطن ينتمي الى كل ما حاربناه خلال كل السنوات الماضية، وسنحاربه لنمنع تكراره".
وأكد أن ما حدث من اعتداء على هذا المواطن يجب أن لا يعامل وكأنه يمثل السلوك العام للأجهزة الأمنية، "فقواتنا البطلة سبق أن ضحّت ومازالت تضحّي وتقاتل من أجل العراق، أمّا من يستغل وجوده داخل القوات الأمنية لغرض الاعتداء فلن يواجه سوى العقوبة والملاحقة القانونية".
وأشار القائد العام للقوات المسلحة، الى أن القيادة بصدد عملية إعادة تقييم لأداء قوات حفظ القانون، لأن الأصل من تشكيلها هو حماية الناس وليس إهانتهم، مؤكداً توجيهه "بتنفيذ حملة تثقيف بمبادئ حقوق الإنسان، سلوكا وتطبيقا داخل وزارة الداخلية وفي أجهزتها وبين منتسبيها".
ووجّه بتوفير محام لمساعدة الحدث حامد سعيد، وتقديم الدعم القانوني له، كما وعد بتكفله شخصيا لإكمال دراسته وتحويل ما تعرض له الى عنصر قوة يخدم المجتمع، ووجّه أيضا بمساعدة الحدث في ما يحتاجه، ووعد "بأن يأخذ القانون مجراه، وأن من قاموا بالاعتداء سينالون عقابهم، تطبيقا للقانون، وحفظا لكرامة المواطنين، ولسمعة قواتنا المسلحة وأجهزتنا الأمنية البطلة".
وأعلن مجلس القضاء الأعلى، أمس الأحد، إطلاق سراح "الطفل" محمد سعيد، بعد اعتقاله على يد قوة أمنية في ساحة التظاهر في العاصمة بغداد، واليوم قدم الكاظمي شكره لرئيس مجلس القضاء فائق زيدان لحل الإشكالات القانونية المتعلقة بموضوع إطلاق سراح الحدث حامد سعيد بكفالة.
وقال المشرف على المركز الإعلامي في مجلس القضاء الأعلى القاضي عبد الستار البيرقدار، في بيان، إن رئيس مجلس القضاء الأعلى فائق زيدان اطلع على موضوع المتهم الموقوف الحدث محمد سعيد بعد التداول مع رئيس الوزراء مصطفى الكاظمي بخصوص الإشكاليات القانونية المتعلقة بموضوعه، مشيرا إلى الإيعاز بمعالجة موضوعه وفق القانون حيث قرر القاضي المختص إطلاق سراحه بكفالة لحين اكتمال التحقيق.
وأحالت وزارة الداخلية العراقية، يوم السبت، قائد قوات حفظ القانون إلى الآمرة على خلفية اعتداء عناصر القوة على اليافع العراقي.
وتداول مستخدمو موقع تويتر العراقيون، السبت، فيديو يظهر فيه اليافع وقد جرد من ملابسه بالكامل بينما يستجوبه أفراد يرتدون ملابس تبدو عسكرية ويهينون الفتى الخائف لفظيا، بينما يقطع أحدهم شعره باستخدام سكين.
ونشرت صفحة "يلا" على فيسبوك، لقاء مع المراهق العراقي الذي ظهر في الفيديو وهو يتعرض للتعذيب.
وقال الشاب، وهو على سرير في مشفى على ما يبدو، إن ثلاثة أشخاص اعتقلوه فيما كان يقف في الشارع، ثم عذبوه و"سلحوه" إلى أمه وهم يواصلون ضربه.
وبدت أثار التعذيب دامية على ظهر الشاب ورأسه.
إيران إنسايدر