قال علي أكبر ولايتي، وهو مستشار المرشد الإيراني الأعلى علي خامنئي، إن طهران قد ترفع مستوى تخصيب اليورانيوم إلى 5 بالمئة.
وأضاف ولايتي، في مقابلة نُشرت أمس الجمعة على الموقع الإلكتروني لخامنئي "khamenei.ir"، إن مستوى التخصيب "سيرتفع حسب حاجات إيران للأنشطة النووية السلمية، وبالنسبة إلى مفاعل بوشهر؛ فإننا نحتاج لإنتاج يورانيوم مخصب بنسبة 5 في المائة تلبية للأنشطة السلمية".
ويعمل مفاعل بوشهر (غرب إيران) على الوقود المستورد من روسيا، وتراقبه الوكالة الدولية للطاقة الذرية من كثب.
وقال ولايتي إنّ "الولايات المتحدة انتهكت بشكل مباشر الاتفاق النووي فيما يقوم الأوروبيون بانتهاكه بشكل غير مباشر"، مضيفا "من هنا، فإننا سنرد على انتهاكاتهم بنفس المقدار".
وكان الرئيس الإيراني حسن روحاني قال يوم الأربعاء الماضي، إن بلاده ستعمد، اعتباراً من الأحد القادم، إلى تخصيب اليورانيوم بمستوى يتخطى نسبة 3.67 في المائة التي حددها الاتفاق النووي، كرد على الانسحاب الأميركي منه، وإعادة فرضها عقوبات على طهران.
نكتة مريرة!
وردّت إيران، ليل أمس الجمعة، على قرار الوكالة الدولية للطاقة الذرية عقد اجتماع طارئ الأربعاء المقبل، بناء على طلب الولايات المتحدة، لعرض انتهاكات طهران للاتفاق النووي، واصفة هذا القرار بـ"النكتة المريرة" بعد الانسحاب الأميركي من الاتفاق، وأكدت أنها ستدخل غداً المرحلة الثانية من تخفيض تعهداتها النووية، تزامناً مع انتهاء مهلة الـ60 يوماً التي وضعتها لشركائها الأوروبيين في الاتفاق، لتنفيذ التزاماتهم.
ورأت البعثة الإيرانية في الأمم المتحدة، في تغريدة عبر "تويتر"، أنّ الدعوة الأميركية إلى عقد اجتماع لـ"الطاقة الذرية" لمناقشة تخطّي مخزونها من اليورانيوم منخفض التخصيب عتبة الـ300 كيلوغرام، وهو الحد المتفق عليه في الاتفاق النووي، "تظهر عزلة واشنطن لرفضها التعددية وسيادة القانون في حل القضايا الدولية".
واعتبرت البعثة، أنّ هذه الدعوة تمثل "نكتة مريرة، حيث إنّ الدولة التي انسحبت بشكل غير قانوني وأحادي من الاتفاق النووي، وتضغط على المجتمع الدولي لاتخاذ إجراء مماثل والانسحاب منه، تُعرب عن قلقها من عدم تنفيذه من قبل إيران".
وأكدت البعثة، في بيانها، أنّ تخفيض بلادها تعهداتها النووية، جاء ردا على تداعيات انسحاب واشنطن من الاتفاق النووي، حيث إنها "تحظر الدول التي تريد تنفيذ تعهداتها بموجب الاتفاق النووي"، لافتة إلى أن التقليصات الإيرانية تهدف إلى "إعادة التوازن" إلى الاتفاق.
وكانت أعلنت الوكالة الدولية للطاقة الذرية، أمس الجمعة، أن مجلس المحافظين التابع لها سيلتئم الأربعاء المقبل، بناء على طلب الولايات المتحدة، لمناقشة خروقات إيران للاتفاق النووي.
وكانت الولايات المتحدة تقدّمت بطلب لهذا الاجتماع، بعدما أكدت الوكالة الدولية أن إيران قد تخطت بالفعل السقف المتفق عليه في الاتفاق، في الأول من يوليو/تموز الحالي.
ويأتي الاجتماع لمناقشة آخر تطورات البرنامج النووي الإيراني، في حين تواصل إيران تهديدها بالانتقال إلى تنفيذ المرحلة الثانية من تقليص تعهداتها النووية، اعتباراً من يوم غد الأحد، الذي تنتهي فيه مهلة الـ60 يوماً، وذلك بعد عدم تنفيذ الأطراف الأوروبية المشاركة في الاتفاق، أياً من مطالبها خلال مدة المهلة.
وفي 8 مايو/أيار الماضي، وردّاً على العقوبات الاقتصادية الأميركية وما أسمته "مماطلات الشركاء" الخمسة المتبقين في الاتفاق الموقّع عام 2015، أي الترويكا الأوروبية (بريطانيا وفرنسا وألمانيا) والصين وروسيا، في تنفيذ تعهداتهم، أعلن المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني قرارات "مرحلية"، علّقت بموجبها إيران تعهدات نووية على مرحلتين.
وبدأت المرحلة الأولى، الشهر الماضي، وشملت رفع القيود عن إنتاج اليورانيوم والمياه الثقيلة، لتتخطى احتياطيات اليورانيوم منخفض التخصيب عتبة الـ300 كيلوغرام، اعتباراً من الأول من يوليو الحالي.
وأعلنت إيران أنها ستباشر المرحلة الثانية اعتباراً من السابع من يوليو/تموز، بعد انتهاء مهلة الـ60 يوما، في حال لم يلبِ الشركاء المطالب الإيرانية في القطاعين النفطي والمصرفي لتخفيف آثار العقوبات الأميركية.
وتطاول المرحلة الثانية من تقليص التعهدات النووية رفع مستوى تخصيب اليورانيوم أكثر من الحد المتفق عليه (3.67 %) في الاتفاق النووي، بالإضافة إلى تفعيل مفاعل "آراك" لإنتاج المياه الثقيلة.
المصدر: إيران إنسايدر