أعلن الجيش الإسرائيلي، اليوم الثلاثاء إرسال المزيد من التعزيزات للمنطقة الشمالية، ليدفع بمزيد من آلياته العسكرية على الحدود اللبنانية، في الوقت الذي ندد فيه رئيس الحكومة اللبنانية حسان دياب بالتصعيد العسكري "الخطير"، من جانب إسرائيل على الحدود مع لبنان.
وفى تغريدة على حسابه العربي بموقع التواصل الاجتماعي "تويتر"، كتب المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي، أفيخاي أدرعي، أنه "بناءً على تقييم الوضع في جيش الدفاع، تقرر تعزيز القيادة الشمالية العسكرية بمنظومات نيران متطورة وتجميع معلومات وقوات خاصة".
وبحسب وكالة الأنباء الألمانية، يأتي القرار بعد إعلان إسرائيل إحباط محاولة تسلل عناصر من "حزب الله" في مزارع شبعا، بينما نفى حزب الله اللبناني ضلوعه في أي اشتباك مع الجيش الإسرائيلي.
دياب يندد
بدوره، ندّد رئيس الحكومة اللبنانية حسّان دياب، الثلاثاء، بالتصعيد العسكري "الخطير" من جانب اسرائيل عند الحدود الجنوبية، غداة اعلان الجيش الاسرائيلي إحباط محاولة تسلّل خلية إرهابية، ورده بإطلاق قذائف مدفعية باتجاه لبنان.
وأفاد الجيش الاسرائيلي الاثنين عن خوضه قتالا على الحدود الشمالية مع لبنان، مؤكدا أنه أحبط محاولة تسلّل "خلية إرهابية"، لم يعلن هويتها، إلا أن "حزب الله" اللبناني نفى التقارير الإعلامية عن إحباط إسرائيل لمحاولة تسلل قام بها عناصره، مؤكدا أنه لم يشارك في أي اشتباك أو إطلاق نار عند الحدود.
وكتب دياب على تويتر، في أول موقف رسمي تعليقا على التوتر الحدودي، "اعتدت إسرائيل مجددا على سيادة لبنان وخرقت القرار 1701 أمس عبر تصعيد عسكري خطير".
وينتهي في شهر آب/أغسطس تفويض قوة الأمم المتحدة الموقتة في جنوب لبنان.
واقترحت الولايات المتحدة في أيار/مايو ثم الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيتريش الشهر الماضي تعديل مهام قوات يونيفيل لتصبح أكثر مرونة وقدرة على الحركة.
ويرفض "حزب الله" المدعوم من إيران، بالمطلق أي تعديل يتعلق بمهام القوات الدولية، معتبرا ذلك مطلبا إسرائيليا.
وفرضت إسرائيل الإثنين عقب ما وصفته بـ"حادث أمني" الإغلاق على طول الحدود، وأعلنت إطلاق قذائف مدفعية على لبنان لأغراض دفاعية. واتهم رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتانياهو حزب الله بأنّه يلعب بالنار، معتبرا أنه والحكومة اللبنانية "مسؤولان عن أي هجوم مصدره الأراضي" اللبنانية.
وأعلنت قوات يونيفيل الاثنين فتح تحقيق "لكشف الوقائع وتحديد ملابسات الحادث".
وجاء التوتر عند الحدود في أعقاب تقارير إعلامية إسرائيلية رجّحت ردا محتملا من حزب الله بعد مقتل أحد عناصره قبل أيام في غارة جوية قرب دمشق، اتهم اسرائيل بشنّها.
وقال حزب الله في بيان أصدره الإثنين إن رده "آت حتما".
وتعمل إسرائيل جاهدة على الحيلولة دون تمركز الحزب اللبناني وراعيته إيران في سوريا ولاسيما في المنطقة الجنوبية القريبة منها، وكثفت في الأشهر الأخيرة من هجماتها، مؤكدة على لسان وزرائها بنيامين نتنياهو في أكثر من مناسبة بأنه لن يسمح لإيران بالتموضع عسكريا على الحدود الشمالية.
وتفاوتت التقديرات، في إسرائيل، حيال سيناريوهات الفترة المقبلة، حيث قال محللون سياسيون إن التوتر الحالي مع حزب الله قد انتهى، وآخرون حذروا من أنه قد يعيد الكرّة مجددا.
وفي هذا المجال، تساءلت صحيفة "جروزاليم بوست" الإسرائيلية، الثلاثاء، قائلة "إذا كان الحادث قد انتهى، فلماذا لا تعود القوات الإسرائيلية إلى قواعدها؟".
وبدورها، قالت صحيفة "يديعوت أحرونوت"، الثلاثاء "أراد حزب الله الحفاظ على ردعه في مواجهة إسرائيل، ليبرهن أيضًا لمتبرعيه الإيرانيين على أنه الوكيل الأكثر فاعلية وقوة، لدى إيران في الشرق الأوسط".
وأضافت إن حزب الله "لم يرغب في اتخاذ إجراء ينتهك سيادة إسرائيل ويجبر الإسرائيليين على الرد عسكريا داخل لبنان، كان الهدف هو تحديد ثمن من الجيش الإسرائيلي في منطقة متنازع عليها، مزارع شبعا، والتي يعتبرها حزب الله أراض لبنانية تحت الاحتلال الإسرائيلي".
إيران إنسايدر