استقبل رئيس مجلس الوزراء العراقي، مصطفى الكاظمي، اليوم السبت، عائلة الصحفي توفيق التميمي، الذي اختطف من قبل ميليشيات مسلحة في شهر آذار/مارس الماضي، على خلفية مظاهرات تشرين الأول/أكتوبر ضد الحكومة السابقة.
وقال الكاظمي، إن "الحكومة تبذل قصارى جهدها لمتابعة قضية اختطاف الصحفي توفيق التميمي، وإنهاء معاناته، وهي جادة أيضا بمتابعة ملف جميع المختطفين وحسم هذا الملف، حيث باتت هذه الجرائم تعكّر صفو الأمن والاستقرار، وتؤثر في المكاسب التي تحققها قواتنا الأمنية في ملاحقتها للإرهاب وبسط الأمن في عموم العراق"، مبينا أن "الحكومة لن تدخر جهداً في ملاحقة المجرمين والقتلة وتقديمهم إلى العدالة".
وأشار رئيس الوزراء العراقي، إلى أن "الحكومة قطعت شوطا كبيرا فيما يتعلق بملف شهداء التظاهرات، وسيتم الإعلان عن أسماء الشهداء قريبا، ليحظوا بحقوقهم".
من جهتها، أعربت عائلة الصحفي توفيق التميمي، عن شكرها لرئيس الوزراء العراقي، لاهتمامه بمتابعة هذا الملف، "وبما يعكس حرصه على حماية حرية الرأي وأصحاب الكلمة الحرة".
اختطاف التميمي
وكان الصحفي العراقي توفيق التميمي متوجها إلى عمله برفقة سائقه كما جرت العادة، دون أن يخطر بباله ما سيحدث عندما تمر سيارته في أحد الأحياء شرقي العاصمة بغداد.
قبل الوصول إلى مقر عمله صباح يوم 9 مارس/آذار الماضي، استغل التميمي الوقت بتصفح هاتفه المحمول، وربما طالع الصورة التي نشرها قبل يومين مع صديقه الكاتب والإعلامي مازن لطيف الذي اختُطف دون أثر له منذ الأول من فبراير/شباط الماضي.
في تمام الساعة 8.20 صباحا، وصلت سيارة التميمي إلى حي أور في جانب الرصافة من العاصمة بغداد، فاعترضها مسلحون مجهولون يرتدون ملابس مدنية، أنزلوه مع سائقه تحت تهديد السلاح، وأجبروهما على الصعود في إحدى سياراتهم، ثم اقتيدا إلى مكان مجهول.
وبينما أطلق سراح سائقه لاحقا، لا يزال مصير التميمي -وقبله مصير الكاتب مازن لطيف- مجهولا حتى الآن.
وفي إحصائية أعدتها جمعية الدفاع عن حرية الصحافة في العراق عن حجم الانتهاكات التي طالت صحفيين في الأشهر الأربعة الأولى من اندلاع المظاهرات، قتل من الأسرة الإعلامية 3 صحفيين، واختُطف أو اختفى 4 آخرون واعتقال 10 غيرهم، وهُدد 37 صحفيا آخر بالقتل والتصفية الجسدية، واعتدي بالضرب على 91 صحفيا وعُرقلت تغطيتهم للمظاهرات، وتعرض 14 منهم لإصابات خطرة.
ويقول عضو مفوضية حقوق الإنسان (منظمة حكومية) علي البياتي إن الإحصائية المتوفرة بشأن أعداد الناشطين والإعلاميين المختطفين منذ بداية أكتوبر/تشرين الأول 2019 ولغاية 17 مارس/آذار الماضي، تشير إلى وجود أكثر من 350 قضية بين إصابة واختطاف وقتل واعتداء.
إيران إنسايدر