كشف مسؤول عسكري إسرائيلي، أن "حـزب الله" اللبناني، قد يهاجم منصات الغاز الإسرائيلية في البحر المتوسط، ردا على مقتل قيادي له في سوريا يوم الاثنين الماضي.
وقال قائد قاعدة حيفا العسكرية البحرية العميد غيل أغينسكي، لصحيفة "يسرائيل هايوم" العبرية، إن "حزب الله" مهتم بمهاجمة إسرائيل عن طريق البحر، وإنه يطوّر قدرات تسمح له بذلك، في مواجهة قادمة.
وأوضح أغينسكي، أن سلاح البحرية الإسرائيلي مستعد لأي تحديات مهما كانت كبيرة، وبأن حماية منصات الغاز الطبيعي الإسرائيلية في البحر المتوسط، في أعلى سلم أولويات الجيش الإسرائيلي.
ولفت العميد أغينسكي إلى أنه إذا أراد "حزب الله" إلحاق ضرر استراتيجي، فسيحاول ضرب منصات الغاز، مشيرا إلى أن بلاده تمتلك 5 حقول غاز طبيعي في البحر المتوسط، وهي (تامار، وتامار الجنوبي، وقرش، وتمساح، وليفياثان).
استعدادات للرد
وكشف إعلامي لبناني مقرب من "حـزب الله"، أن الأخير بدأ الاستعداد للرد على مقتل أحد قادته بغارة إسرائيلية استهدفت مواقع عسكرية لإيران وميليشياتها في سوريا.
وغرد مدير مركز الارتكاز الإعلامي اللبناني، سالم زهران، على حسابه في "تويتر"، قائلا "حزب الله لا يخفي أين وكيف يستشهد عناصره، وهذا ما فعله في آخر استهداف. ومعادلة العام الفائت حين رد حزب الله على غارة عقربا باستهداف آلية عسكرية عند طريق ثكنة أفيفيم وقتل وجرح من فيها صالحة الآن. وتقديري التجهيز لعملية الرد قد بدأ وباقي فقط التنفيذ الذي يخضع لحسابات الميدان"، حسب قوله.
وتأتي تصريحات زهران، بعدما نقلت صحيفة "الشرق الأوسط"، عن مصادر تأكيدها، أن "حزب الله" اتخذ قرارا بالرد على الغارة الإسرائيلية التي استهدفت موقعا عسكريا قرب مطار دمشق الدولي يوم الاثنين الماضي، وأسفرت عن مقتل أحد مقاتليه.
بينما يرى خبراء أن الحزب وضع نفسه في مأزق؛ لجهة الرد وما قد يحمله من تداعيات، أو الامتناع عنه بما يؤدي إلى تضرر معنويات مقاتليه وجمهوره.
وقالت مصادر مطلعة، إن الردّ على مقتل محسن "يخضع للمعادلة التي وضعها نصر الله في العام الماضي بالرد من لبنان على أي استهداف لمقاتلي الحزب في سوريا".
وكان نصر الله قال خلال خطاب في 25 أغسطس (آب) 2019 بعد استهداف الطائرات الإسرائيلية منزلا في سوريا أسفر عن مقتل اثنين من مقاتلي الحزب "نحن لا نمزح، ولدينا التزام واضح بأنه إذا قتلت إسرائيل أيا من إخواننا في سوريا؛ نحن سنرد على هذا القتل في لبنان، في لبنان وليس في مزارع شبعا"، في إشارة إلى المنطقة اللبنانية المحتلة التي واظب الحزب على الرد فيها قبل أن يغيّر استراتيجيته للردّ في مواقع أخرى على الحدود الجنوبية، ونفذها في سبتمبر (أيلول) الماضي باستهداف آلية إسرائيلية من داخل الحدود اللبنانية.
ويُنظر إلى الرد، على أنه سيكون "مدروسا بحيث لا تتدحرج الأمور إلى حرب، أو تدفع تل أبيب إلى رد مقابل"، حسب ما يقول رئيس "مركز الشرق الأوسط للدراسات" الدكتور هشام جابر.
وأضاف جابر، أن الحزب "لا يستطيع أن يحجم عن الرد حفاظا على معنويات مقاتليه وعلى مصداقيته وتأكيدا لالتزامه"، لكنه في الوقت نفسه "هو في مأزق، وتقوضه معادلات عدم فتح جبهة مع إسرائيل".
وأوضح، في حديث مع "الشرق الأوسط"، أن "إسرائيل تنتظر الحزب لاستدراجها إلى فتح جبهة معها، وبالتالي إذا بدأ الحزب الحرب، فإنها ستكسب تأييدا دوليا لردها وتسوقه على أنه دفاع عن النفس، بينما سيخسر الحزب التفافا من معظم الشعب اللبناني ومن قوى سياسية، لذلك فلن ينزلق إلى رد يستدرج إلى حرب واسعة، والعكس صحيح؛ إذا قامت إسرائيل بالضربة الأولى، فسيحصد الحزب التفافاً داخلياً للدفاع عن لبنان".
ويرى جابر، وهو عميد متقاعد من الجيش اللبناني، أن الحزب والتزاما بمعادلة عدم الدفع إلى حرب واسعة "لن يستخدم صواريخ أرض - أرض أو أرض - بحر أو أرض - جو، وستنحصر خياراته في الرد من الداخل السوري باتجاه الجولان عبر إطلاق صواريخ، وهي غير مؤثرة، أو باستهداف هدف عسكري في مزارع شبعا عبر دراسة كمين، أو اختيار هدف عسكري مقابل الحدود اللبنانية كما في العام الماضي، أو باستخدام مسيّراته لتنفيذ ضربة في العمق ضد هدف إسرائيلي".
تعزيزات إسرائيلية
وأرسل الجيش الإسرائيلي تعزيزات عسكرية إلى الحدود مع لبنان، لدعم قواته في المنطقة الشمالية، بحسب ما ذكر المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي أفيخاي ادرعي.
وغرد ادرعي على حسابه في تويتر، قائلا "نظرا لتقييم الوضع الذي يجرى في الجيش الإسرائيلي، تقرر إرسال تعزيز معيّن بقوات مشاة الى القيادة الشمالية العسكرية".
من جهتها، قالت القناة الـ13 العبرية، صباح اليوم الخميس، إن الجيش قرر تعزيز فرقة الجليل، بالمنطقة الشمالية، بوحدة من قوات المشاة، وذلك في أعقاب تهديدات حزب الله بالرد.
وأضافت القناة العبرية، إن حالة يقظة وترقب تسود الحدود مع لبنان، وأن الجيش الإسرائيلي يتوقع رد "حزب الله" على مقتل أحد عناصره بهجوم منسوب لإسرائيل وقع بسوريا قبل يومين.
وأشارت القناة، الى أن الجيش رفع من حالة اليقظة لقواته بالجبهة الشمالية، وعلى الحدود مع لبنان، وألغى تدريبا عسكريا، تحسبا لرد محتمل من "حزب الله" اللبناني.
واعترف "حـزب الله"، يوم الثلاثاء، بمقتل أحد عناصره في سوريا، جراء الغارات الإسرائيلية التي استهدفت مواقع للميليشيات الإيرانية في كل من دمشق وريفها ودرعا.
وفي بيان مقتضب، قال الحزب "بمزيد من الفخر والاعتزاز تزف المقاومة الإسلامية الشهيد المجاهد علي كامل محسن جواد من بلدة عيتيت جنوب لبنان، والذي ارتقى أثناء قيامه بواجبه الجهادي".
وتداول ناشطون صورا للقتيل علي محسن، مشيرين إلى أنه قتل في الغارة الإسرائيلية على الأراضي السورية مساء الاثنين.
غارات الاثنين
وقصفت إسرائيل، مساء الاثنين، مواقع عسكرية لإيران وميليشياتها في كل من دمشق وريفها ودرعا، أسفر عنها مقتل وجرح عدد من العناصر بينهم جنرال بالحرس الثوري الإيراني.
واستهدفت الغارات المركزة، محيط مطار دمشق الدولي، ومقر الفرقة الأولى وجبل المانع بمحيط مدينة الكسوة، ومعامل الدفاع الاحتياطية على تخوم بلدة الهامة بريف دمشق.
وقصفت الطائرات الإسرائيلية موقعا عسكريا قرب مدينة صحنايا، خلال اجتماع أمني بين الحرس الثوري الإيراني وقادة من ميليشيات إيران.
وقال موقع "صوت العاصمة"، إن حرائق شوهدت في محيط حي "المزة" بدمشق، نتيجة سقوط صاروخ دفاع جوي لقوات النظام بالإضافة إلى سقوط شظايا الصواريخ المتفجرة في بعض الأحياء السكنية بمنطقة "أشرفية صحنايا".
وأشار إلى وجود حركة كثيفة لسيارات الإسعاف والإطفاء باتجاه أتستراد دمشق - صحنايا وسط استنفار لميليشيات إيران في محيط منطقة "السيدة زينب" جنوب دمشق.
وذكر أن دفاعات قوات النظام الجوية حاولت التصدي للغارات الإسرائيلية عبر عشرات الصواريخ خرجت من مناطق عدة، أبرزها، "فوج سرايا الصراع"، و"الفوج 153 في تل كوكب"، و"تل المانع بمحيط الكسوة"، و"مقر قيادة الفرقة السابعة في بلدة زاكية".
وأكدت مصادر لإيران إنسايدر وقوع عدد من القتلى غالبيتهم من الحرس الثوري الإيراني وميليشيات مرتبطة بإيران في اجتماع بموقع عسكري في مدينة صحنايا.
وأضاف أن عددا من القتلى سقطوا في موقع عسكري إيراني في منطقة الكسوة جنوب دمشق، منوها أن الغارات استهدفت موقعين في محيط مطار دمشق الدولي، وتسبب بوقوع خسائر بشرية وعسكرية.
وفي السياق، قالت مصادر، إن قائد المنطقة الشرقية في الحرس الثوري الجنرال "علي حاج حسين"، قتل جراء الغارات الإسرائيلية.
وأكدت مصادر لإيران إنسايدر، أن القصف استهدف مواقع عسكرية تضم منظومات صواريخ دفاع جوي في كل من درعا والكسوة وصحنايا ومحيط مطار دمشق الدولي.
وأشارت المصادر إلى أن القصف جاء بعد وصول معلومات مؤكدة عن نشر منظومات صواريخ إيرانية للدفاع الجوي بعد الاتفاقية العسكرية الأخيرة بين النظام وإيران.
إيران إنسايدر