قالت صحيفة إسرائيلية، إن سلسلة الحوادث التي شهدتها إيـران مؤخرا، والتي لا يعرف الجهة المسؤولة عنها تحديدا، تبعث برسالة "تحذير واضحة" للنظام الإيراني، معتبرة أن تكون هذه الحوادث والانفجارات التي طالت مواقع حساسة قد حدثت من قبيل الصدفة.
ورجح مقال تحليلي نشر، في صحيفة "جيروزاليم بوست" الإسرائيلية، أن تكون عملية نفذها جهاز الموساد في إيران، عام 2018، مهدت الطريق للانفجارات والحرائق الأخيرة التي شهدتها البلاد، وذلك لو صحت التكهنات بأن إسرائيل هي المسؤولة عنها.
وجاء في مقال الكاتب، يونا جيريمي بوب، أن عملية الحصول على وثائق سرية إيرانية التي نفذتها، إسرائيل، في كانون الثاني/يناير 2018، غيرت مسار الملف النووي بمرور الوقت، بعد أن كشفت عن انتهاكات إيرانية للاتفاق، فقد أدت إلى انسحاب، الولايات المتحدة منه، وممارسة أقصى الضغط على النظام في طهران، وكذلك انقلاب الهيئة الدولية للطاقة الذرية على إيران.
وقال الكاتب، إن "الوكالة طرحت أسئلة حول أنشطة نووية مشبوهة لإيران كانت عملية الموساد قد كشفت عنها، وطلبت منها، في آذار/مارس الماضي، السماح بدخول موقعين نوويين، وأشارت إلى مواد نووية غير مشروعة تم العثور عليها".
وبدأت سلسلة الحرائق والانفجارات، في 26 حزيران/يونيو الماضي، بانفجار ضخم، في موقع بارشين العسكري، أضاء العاصمة الإيرانية طهران.
ولم تمر أيام حتى وقع حريق، في منشأة نطنز النووية، لتخصيب اليورانيوم، وآخر هذه الحوادث، وقع الأحد الماضي، في محطة كهرباء، بإقليم أصفهان بوسط البلاد، دون حدوث إصابات، وفي اليوم ذاته، اندلع حريق في مصنع، بإقليم أذربيجان الشرق.
ويشير التقرير إلى أن أحد مآخذ الوكالة الدولية على إيران هو تجاوزها الحدود المسوح بها في استخدام أجهزة الطرد المركزي المتقدمة، وكان لافتا أن هذه الأجهزة قد أصيبت في الهجوم الأخير في نطنز، يوم الثاني من حزيران/يوليو، وهو ما أعاد الإيرانيين سنوات إلى الوراء، بحسب التقرير.
وتشير الصحيفة إلى تأخر رد الفعل الإيراني للضربات وبطئها، مشيرة إلى أنها لو كانت تمتلك "الشرعية" التي تنادي بها، لكانت قد ردت في إطار "الدفاع على النفس".
واعتبرت الصحيفة الإسرائيلية، في تقرير سابق، أن سلسلة الحوادث الأخيرة، التي لا يعرف الجهة المسؤولة عنها تحديدا، تبعث برسالة "تحذير واضحة" للنظام الإيراني، مفادها أنها "معرضة للخطر، وأن أكثر مرافقها حساسية يمكن الوصول إليها واختراقها، وأن تلك المرافق، التي يشتبه في استخدامها لتعزيز برنامجها النووي والصواريخ البالستية، يمكن أن تتضرر بشدة".
ورجح التقرير حينها، بعض الأسباب المحتملة لتنفيذ هذه العمليات في الوقت الحالي، منها تسارع إيران في العمل ببرنامجها النووي، والتصويت المرتقب في الأمم المتحدة على رفع الحظر على الأسلحة المفروض على إيران، والأجواء السياسية في الولايات المتحدة، ورغبة طهران في عدم إظهار أي رد فعل، في الوقت الحالي، قد يغضب المرشح الرئاسي، جو بايدن، لو فاز في الانتخابات الرئاسية المقبلة.
وتوقع رئيس المخابرات الإسرائيلي السابق، شاباتاي شافيت، في مقابلة، قبل أسابيع، أن تطور إيران قنبلة نووية "خلال أشهر"، مشيرا إلى أن الإيرانيين قاموا "بعد انسحاب، واشنطن، من الاتفاق النووي بتخصيب اليورانيوم الكافي لقنبلة واحدة على الأقل، وفي غضون بضعة أشهر سوف يفجرون النبأ".
إيران إنسايدر