حذرت إيـران إسرائيل من قصف مواقعها في سوريا، بعد توقيعها اتفاقية عسكرية شاملة مع نظام الأسد، مهددة بفرض واقع جديد بعد الاتفاقية الأخيرة.
وأعلنت طهران، الثلاثاء الماضي، أن اتفاقية التعاون العسكري والتقني بينها وبين النظام في سوريا، تشمل أبعادا في التدريب والأمن والتكنولوجيا، والقضايا العسكرية.
وأبدت استعدادها لتجهيز المنظومة الدفاعية للنظام تجاه التهديدات الجوية –في إشارة إلى إسرائيل- باستخدام معدات إيرانية، منوهة أن هذا هو القرار الأول بعد توقيع الاتفاقية الأخيرة بين البلدين.
وقال المتحدث باسم الحكومة الإيرانية علي ربيعي، في مؤتمر صحفي، إن طهران أعلنت استعدادها لتعزيز المنظومات الدفاعية التابعة للنظام بالتكنولوجيا الإيرانية، لمواجهة التهديدات الجوية المحتملة، مشيرا إلى أن رئيس الأركان العامة للقوات المسلحة الإيرانية اللواء محمد باقري التقى خلال زيارته سوريا المستشارين الإيرانيين هناك، وتحدث معهم بهذا الشأن.
وشدد على أن العلاقات بين إيران والنظام وأن التعاون بينهما، "تعزز خلال السنوات الماضية في محاربة الإرهاب، بعد تجربة من التعاون بين البلدين في عهد حافظ الأسد".
وقلل مراقبون من أهمية الاتفاق باعتباره لا يمثل سوى "خطوة دعائية" لن تؤثر على موازين القوى في سوريا، على الرغم من التصريحات الإيرانية المستمرة بتغيير قواعد اللعبة بعد إبرام الاتفاقية.
ويرى الأستاذ تركي مصطفى، أن الاتفاقية العسكرية الأخيرة بين الإيرانيين وحليفهم الأسد يوم الأربعاء الماضي، تأتي في سياق استمرار دعم إيران للنظام، في خطوة تنافسية للدور الروسي وتأكيدها على نفوذها في سوريا على كافة المستويات، وتحمل في طياتها تمسكها بالأسد بخلاف التحركات الروسية السياسية الأخيرة لاستشفاف مدى قدرتها على إحداث تحولات سياسية في بنية النظام،
وأضاف مصطفى "تعتبر زيارة رئيس هيئة الأركان العامة للقوات المسلحة اللواء محمد باقري لدمشق، وبيان الاتفاقية المشترك مع العماد علي أيوب وزير حرب الأسد، رسالة للإدارة الأميركية التي عرضت على الأسد تعديل قانون العقوبات "قيصر" في حال التزامه بمطالبها وعلى رأسها إخراج إيران من سوريا، مما يعني انحياز نظام الأسد كليا إلى جانب طهران سياسيًّا، وعسكريًّا، وأمنيًّا، واقتصاديًّا، وغير ذلك.
وجاء الاتفاق الإيراني مع النظام بعد عدة غارات يعتقد أنها إسرائيلية، استهدفت مواقع داخل سوريا بعضها عسكرية تخضع لسيطرة قوات النظام، وأخرى تابعة "للحرس الثوري الإيراني" وأذرعه من الميليشيات العراقية المنتشرة في سوريا.
ويرى مراقبون أن الاتفاقية لن تغير من قواعد اللعبة في سوريا، فالمنظومة التي تتحدث عنها إيران غير قادرة على مواجهة الطائرات الإسرائيلية أو إسقاطها، ولذلك فهي تدخل في خانة دعم النظام من خلال تعزيز دفاعاته المتهالكة بمنظومة دفاعات متهالكة أكثر منه.
تهديدات لإسرائيل
وتوعد المتحدث باسم الجيش الإيراني، في تصريحات صحفية، إسرائيل بـ"اليد الطولى والأقوى لمحور المقاومة وإيران في ساحة الحرب" إذا أقدمت على "اختبار قوتهما مرى أخرى" واستمرت في "نشر الأكاذيب" حول غاراتها على سوريا.
وشدد اللواء أبو الفضل شكارجي، على أن إسرائيل "ستواجه انتقام إيران القاسي في المستقبل"، بناء على الاتفاقية العسكرية الجديدة المبرمة بين نظامي طهران والأسد لـ"تعزيز قوى محور المقاومة وتقوية المنظومات الدفاعية السورية".
رسائل مزدوجة
واعتبرت وسائل إعلام إسرائيليّة، اتفاقيّة التعاون العسكري التي وقعت بين إيران والنظام السوري في دمشق، بمثابة "إعلان نوايا ورسالة مزدوجة لإسرائيل".
وأشارت وسائل الإعلام الإسرائيليّة، إلى أنّ الأمر المهم هو التصريح الذي أطلقه رئيس أركان الجيش الإيراني محمد باقري مباشرة بعد التوقيع على الاتفاق، حيث تحدث عن أنّ بلاده تنوي مساعدة الجيش السوري وتطوير منظومات الدفاع الجويّ الخاصة به.
محلل الشؤون العبريّة في قناة "كان" روعي قيس، قال إنّه "ربما إيران تريد إرسال رسالة مزدوجة لإسرائيل عبر هذا الاتفاق".
الرسالة الأولى وفق قيس، هي أنّه "أولاً وقبل كل شيء نحن باقون في سوريا ومهما كانت هجماتكم لن تغيّر من ذلك"، أمّا الرسالة الثانية فهي أن "إيران ووكلائها قادرون على ضرب إسرائيل من الأراضي السوريّة".
عبدالرحمن عمر – إيران إنسايدر