قال السفير الإيـراني في لبنان محمد جلال فيروزنيا، يوم الخميس، إن بلاده لا تتدخل "مبدئيا" في الشؤون الداخلية اللبنانية، الأمر الذي أثار سخرية واسعة على مواقع التواصل الاجتماعي.
وأطلق ناشطون لبنانيون هاشتاغ بعنوان "السفير الإيراني"، معتبرين أن تصريحاته نكتة، خاصة وأن طهران أبرز الداعمين لـ"حزب الله" الذي يهيمن على قرار الدولة اللبنانية، وعلى حكومتها، ويتحمل الجزء الأكبر من أزمتها الاقتصادية.
وعلّق "سعد صالح" على تصريحات فيروزنيا، بالقول " فعلاً ايران لا تتدخل في الشؤون الداخلية للبنان.. ايران تقرر الشاردة والواردة في لبنان!".
وفي رد الفعل، كتب مغرد باللهجة اللبنانية ما معنى أن السفير الإيراني يبدو جادا في ما يقول: "مش نكتة، قسما بالله هو هيك عم يقول".
وعلق "إيلي محفوض"، قائلا "تصريح السفير الإيراني محمد جلال فيروزنيا من أن بلاده لا تتدخل مبدئيا في الشؤون اللبنانية هو إما استغباء للبنانيين أو يضحك على نفسه ولو يشرح لنا ماذا قصد بعبارة مبدئيا وإنني أحيله على مواقف لمسؤولين ايرانيين اعتبروا أن لبنان تابع لطهران وماذا عن ميليشيا حزب الله التي تشغلّونها؟"
وقال "فيصل ناصولي"، إن "تصريح السفير الإيراني محمد جلال فيروزنيا من أن بلاده لا تتدخل مبدئيا في الشؤون اللبنانية الداخلية الخ خطير جدا. ١. ماذا قصد بكلمة مبدئيا، ٢- من يمول ويدرب ويسلح ويصدر الأوامر لحزب لبناني يعتبر لاعبا أساسيا بالساحة الداخلية في لبنان؟ تصريح السفير الإبراني لا يمت للحقيقة بكلمة واحدة!".
وغرد مروان غنام، قائلا "على سؤال عن رأيو بطرح غبطة البطرك عن حياد لبنان يجيب السفير الإيراني "نحن بالمبدأ لا نتدخل بأمور لبنان الداخلية"، معاشات حزب الله وسلاحو وذخيرتو وأكلو وشربو وأوامرو وتعليمات ومرجعيتو باعتراف حسن نصرالله بعضمة لسانو... هول شو؟ "دروس خصوصية"؟.
ويشهد لبنان أسوأ أزمة اقتصادية منذ عقود، أدت إلى ارتفاع معدّل التضخّم وجعل قرابة نصف السكّان يعيشون تحت خط الفقر، وفقد عشرات الآلاف أعمالهم أو جزءا من دخلهم مع إغلاق معظم المحال التجارية أبوابها وموجة الغلاء غير المسبوقة في بلد يكاد يكون خاليا من الموارد الأولية ويستورد معظم منتجاته بالدولار من الخارج.
ومنذ أشهر، لا يتمكن اللبنانيون من السحب من حساباتهم بالدولار، بينما يمكنهم السحب منها بالليرة اللبنانية فقط على وقع أزمة سيولة حادة وشحّ الدولار.
وتدهور مستوى معيشة اللبنانيين بشكل غير مسبوق، مع ارتفاع أسعار السلع الغذائية بشكل جنوني وانهيار قيمة العملة اللبنانية حيال الدولار، وتخطت الزيادة على أسعار السلع الـ100 في المائة خلال الأسبوعين الأخيرين، ونحو 500 في المائة مع بعض السلع منذ بدء الأزمة المالية نهاية العام الماضي.
ومنذ تشرين الأول/أكتوبر الماضي، تضاعفت أسعار السلع الغذائية يومياً مع ارتفاع سعر الدولار، وبات المستهلك في سباق مع الزمن، يحاول شراء ما يستطيع شراءه خوفا من ارتفاع سعره في اليوم التالي، ولا سيّما أن ارتفاع الأسعار يقابله ثبات في الرواتب التي تخسر قيمتها يوما بعد يوم.
وارتفع سعر الأجبان والزيت النباتي والشاي والحليب، ثلاثة أضعاف عما كان عليه في السابق، فيما ارتفع سعر الخبز بنسبة 25 في المائة، بينما سعر الحبوب مثل الفاصولياء والعدس ارتفع ضعفين.
إيران إنسايدر