بات خزان النفط "صافر" الواقع في مياه البحر الأحمر على الساحل الغربي لليمن، والذي كان يستخدم محطة لتصدير النفط منذ عام 1988، كارثة قد تهدد اليمن والدول المجاورة والمطلة على البحر الأحمر، مع احتوائه على أكثر من مليون برميل نفط خام.
وتعمد مليشيا الحوثيين باليمن عادة إلى تحويل الكوارث التي تشهدها البلاد إلى استراتيجيات حرب انتهازية، وأوراق ضغط، تدير من خلالها عملية الصراع الذي تشهده البلاد منذ نحو ست سنوات، مع رفضها إعادة صيانته الضرورية.
اتهامات متبادلة
ويتبادل طرفا الصراع باليمن الاتهامات، حيث تتهم الحكومة الشرعية ومنظماتٌ الحوثيين بالوقوف وراء هذه المخاطر، داعية الأمم المتحدة ومجلس الأمن إلى الضغط على الجماعة المسلحة.
في خزان صافر حالياً مليون و140 ألف برميل نفط خام، وتشير التقارير إلى أن الخزان بدأ بالتهالك، وأن انفجارا وشيكا سيحصل في حال عدم تفريغه أو صيانته.
ويواجه خزان صافر سيناريوهين خطيرين محتملين؛ الأول حدوث انفجار أو تسرب، قد يؤدي إلى واحدة من أسوأ الكوارث البيئية التي شهدها العالم، أما السيناريو الثاني فهو حدوث حريق كبير، سيتأثر معه نحو 3 ملايين شخص في الحديدة وكافة مناطق الساحل الغربي، بالغازات السامة.
وستتغطى 4% من الأراضي الزراعية المنتجة في اليمن بالغيوم الداكنة؛ مما يؤدي إلى تلف المحاصيل الزراعية، إضافة إلى تعليق المنظمات الإنسانية خدماتها الإغاثية، لتنقطع المساعدات عن 7 ملايين شخص من اليمنيين، وفقا لمنظمات معنية بـ"البيئة".
ومن بين الآثار التي قد يخلفها في حال انفجر أو تسرب محتواه، التسبب في فقدان 115 جزيرة يمنية في البحر الأحمر لتنوعها البيولوجي، وفقدان 126 ألف صياد يمني مصدر دخلهم بمناطق الصيد اليدوي، فيما سيتعرض 850 ألف طن من المخزون السمكي الموجود في المياه اليمنية لتهديد النفوق داخل البحر الأحمر ومضيق باب المندب وخليج عدن.
كما ستقتل بقع النفط الخام المتسربة 969 نوعا من الأسماك (الأسماك الساحلية وأسماك الأعماق)، و300 نوع من الشعاب المرجانية ستختفي، إضافة إلى اختناق 139 نوعا من العوالق الحيوانية التي تعيش في المياه اليمنية.
ووفقا للتقديرات سيحتاج اليمن في حال وقوع كارثة تسرب النفط الخام (الوشيك) من الناقلة صافر، إلى معالجة أضرار التلوث البحري مدة طويلة، قد تزيد على 30 سنة قادمة، كي تتعافى بيئة البحر الأحمر.
مجلس الأمن
وبدأت جلسة لمجلس الأمن حول خزان صافر والتسرب النفطي، وقالت الأمم المتحدة، إن بيئة الشعب المحيط بالبحر الأحمر بخطر من جراء التسرب النفطي في صافر.
وأضافت، خلال جلسة مجلس الأمن، أن ناقلة صافر لم تتم صيانتها منذ 2015.
وأوضحت منظمة الأمم المتحدة، أن 25 مليون شخص سيتأثرون من التسرب النفطي من خزان صافر بالبحر الأحمر.
من جانبه، قال وزير الخارجية اليمني محمد الحضرمي، إن قبول دعوة حكومة بلاده بعقد جلسة خاصة في مجلس الأمن الدولي الأربعاء، تدل على اهتمام المجتمع الدولي واستشعاره الكبير بمدى خطورة استمرار ابتزاز ميليشيا الحوثي المدعومة من إيران غير الأخلاقي.
وقال المسؤول اليمني، إن "ميليشيا الحوثي الإرهابية لم توافق على مقترح أممي لحل ملف الناقلة صافر يشمل تقييم وضع الخزان من أجل تفريغه والتخلص منه، واستخدام إيراداته للإسهام في تسديد رواتب موظفي الخدمة المدنية في مختلف المحافظات في البلاد وهو المقترح الذي وافقت عليه الحكومة الشرعية".
وأعرب الحضرمي عن استغراب الحكومة واستيائها من الإضافات الأخيرة في مبادرة المبعوث الأممي لليمن مارتن غريفيث، وقال إن "موافقة الحكومة على مبادرة المبعوث قبل التعديلات الأخيرة لا تزال سارية".
وفي السياق، قال المندوب السعودي في مجلس الأمن، إن خزان صافر يهدد اليمن والعالم والملاحة الدولية، موضحا أن إمكانية التسرب النفطي من خزان صافر سيؤدي لكارثة حقيقية.
وأضاف، خلال كلمته بمجلس الأمن المخصصة لمناقشة أزمة خزان صافر في اليمن، "ندين العمل غير المسؤول لميليشيات الحوثي بشأن خزان صافر".
وتابع المندوب السعودي، أن على مجلس الأمن أن يبقى يقظا لتحديد المخاطر والتحرك سريعا بشأن أزمة صافر، لافتا إلى أن الحوثيين يبتزون العالم في قضية خزان صافر الذي يهدد بكارثة كبيرة.
عهد المحمودي – إيران إنسايدر