قال محللون سياسيون عراقيون، إن إيران تسعى لإشعال العراق، مشيرين إلى أنها لا تريد استقرار البلاد، من خلال بث الفتنة والكراهية داخل المجتمع العراقي.
ويرون أن طهران تقتل من خلال ميليشياتها كل من يفضح سياستها في العراق، ويكشف أهدافها التي تسعى من خلالها للهيمنة على القرار السياسي في العراق.
يقول المحلل السياسي، "مشعل أبا الودع"، إن الدكتور هشام الهاشمي ضحية بسبب الجهل والفقر في العراق، الذي خلقه التدخل الإيراني، واغتيال رمز مثل الهاشمي هو اغتيال للعراق.
وأضاف لموقع "بغداد بوست"، أن من أطلقوا الرصاص على الهاشمي لا يعرفون قيمة هذا الرجل، الذي كان شخصية مثقفة ولديه علم كبير بموضوع الجماعات الإرهابية، ولم ينحز يوما إلا للعراق، وأهله، ولذلك الذين قتلوه لا يهمهم مصلحة العراق، ولا استقراره، وكل همهم ألا يخرج الملالي بفكره الملوث، والإرهابي من العراق.
وأكد أنه قبل مشهد قتل الهاشمي كان هناك مشهد المواجهة بين الكاظمي، وكتائب حزب الله العراقية التابعة لإيران، التي كانت تطلق الصواريخ على المنطقة الخضراء، التي توجد فيها السفارة الأمريكية.
وأشار إلى أن هذا ما جعل الكاظمي يتدخل ويصدر أوامره بالقبض على هذه الكتائب، التي كانت تجهز لإطلاق صواريخ أخرى، وتم اعتقالهم.
لكن ميليشيات إيران مارست ضغوطا على الكاظمي، أسفرت في النهاية عن الإفراج عن عناصر كتائب حزب الله، وهي التي تقف خلف اغتيال هشام الهاشمي الباحث الأمني والاستراتيجي بعد أن ظهر في إحدى المقابلات التليفزيونية، وهدد بكشف نشاط الصواريخ الإيرانية في العراق، وأيضا تغريدته الأخيرة على تويتر، التي ضجت مضاجع أذناب إيران، وأدت في النهاية إلى اغتياله للأسف.
وأشار إلى أن مصطفى الكاظمي رئيس الوزراء مسؤول اليوم مسؤولية مباشرة عن اغتيال هشام الهاشمي، وعليه أن يثبت أنه قادر على القبض على الجناة، ومحاكمتهم، وهذا لن يكون أمرا سهلا ويسيرا، خاصة أن هذه العناصر الإجرامية تابعة لإيران، ومحاكمتها يهدد بقاء الكاظمي في منصبه، لكن اليوم العراق في مرحلة خطيرة، ومهمة، حسب قوله.
وأضاف، أن على الكاظمي مواجهة ميليشيات إيران، وفرض هيمنة وسيادة الدولة العراقية، لأن الكشف عن جناة قتلة الهاشمي، ومحاكمتهم سوف يعيد السيادة إلى العراق، ويقطع اليد الإيرانية.
وقال المحلل السياسي، "العراق اليوم في مرحلة إما أن يكون أو لا يكون، أما إذا مرّ حادث اغتيال الهاشمي مثل غيره من حوادث الاغتيالات لشخصيات وعلماء بارزين مرور الكرام، فهذا يؤكد أن إيران نجحت في مخططها لاغتيال العراق، لكن ما أعرفه عن الشعب العراقي أن هذا الشعب يسمح لإيران بالاستمرار في اغتيال العراق، والشباب العراقي قادر على مواجهة ميليشيات إيران، والقضاء عليها".
"سنة" الاغتيالات
من جهته، يقول الحبيب الأسود في صحيفة العرب اللندنية "كثيرة هي الأصوات العراقية الحرة التي تعرضت للتصفية بكاتم الصوت خلال الأشهر الماضية، كذلك علينا أن نتذكر أعداد من تعرضوا للاغتيال من أبناء الدولة الوطنية من عسكريين وأمنيين وسياسيين ومثقفين وحقوقيين بعد الغزو في 2003".
ويضيف "كلما اجتمعت السياسة بالدين في الصراع على السلطة، كان القتل مباحا ومتاحا، وكانت أعراض وأملاك البشر غنائم للمكبّرين باسم الله البريء من تصرفاتهم، اليوم لا يختلف الوضع عما كان عليه سابقا، وكل من يمثل خطرا على المشروع الديني يصبح هدفا للتصفية، خصوصا إذا كان مثل هشام الهاشمي ينطلق في خطابه من روح وطنية رافضة للمشاريع العابرة للحدود".
أما جمال جصاني فيقول في صحيفة "الصباح الجديد" العراقية، إن "الحادثة الأليمة لاغتيال الشخصية المرموقة الدكتور هشام الهاشمي أثارت ملف الجرح المزمن في حياة العراقيين، ألا وهو الموقف المتخاذل والملتبس من عصابات القتل والإجرام".
ويضيف الكاتب أنه "كي لا يتحول حادث اغتيال الهاشمي إلى ذريعة إضافية لدى الأطراف المتناهشة عند أطراف الغنيمة الأزلية، ومناسبة لتصعيد وتيرة تصفية الحسابات المستعرة بينها، كما نضح عن ردود الفعل السريعة والاتهامات الجاهزة لبعضها البعض الآخر، علينا الالتفات جيدا إلى أن هذه الجريمة هي حلقة من مسلسل متواصل مثلت (جمهورية الخوف) سنامه الأعلى...".
ويقول محمد مندلاوي في صحيفة "شفق نيوز" العراقية، "إن استهداف العقول النيرة من قِبل المأجورين القتلة، لم ولن ينهِ دورهم التنويري في العراق والمنطقة، وقريبا ستأتي تلك اللحظة الحاسمة التي سيدفع هؤلاء الذئاب البشرية ما اقترفته أياديهم الملطخة بالدماء على أيدي أبناء الشعب الأبي، الذي ذاق وقاسى على أياديهم وألسنتهم كل أنواع الظلم والعذاب والتهميش".
إسراء الحسن – إيران إنسايدر