قالت روسيا، اليوم الأحد، إن الأطراف المشاركة في الاتفاق النووي مع إيران، أكدت تمسكها به رغم تقويضه من قبل الولايات المتحدة، في الوقت الذي دعت فيه موسكو، طهران إلى الامتناع عن تصعيد التوتر المحيط بالاتفاق.
وقال مندوب روسيا الدائم لدى المنظمات الدولية في فيينا، ميخائيل أوليانوف، بعد محادثات اليوم، إن "هذه الجلسة أتاحت مناقشة مفصلة للأوضاع المتعلقة بتطبيق الاتفاق بالتركيز على أبعاده النووية والاقتصادية".
وأضاف أوليانوف، عقب اجتماع طارئ في فيينا حول مسألة تطبيق الاتفاق النووي مع إيران، "من الواضح أن العقوبات الأمريكية تقوض الصفقة النووية، لكن كل الأطراف المشاركة فيها متمسكة بالاتفاق بشكل صارم".
دعوة للتهدئة
بدوره، قال نائب وزير الخارجية الروسي، سيرغي ريابكوف، إن روسيا تدعو إيران إلى الامتناع عن تصعيد التوتر المحيط بالاتفاق النووي، لافتا في الوقت عينه إلى التفهم للأسباب التي دفعت طهران لذلك.
وقال ريابكوف في تصريحات صحفية، "الزملاء الإيرانيون لم يتخلوا عن النية المعلنة سابقا بتخطي حجم المسموح به من الماء الثقيل. ويبدو أن موقفهم هذا لا يزال ساري المفعول، على الرغم من أننا نواصل حث الإيرانيين على الامتناع عن خطوات التصعيد".
وأضاف ريابكوف أن موسكو "تتفهم الدوافع التي جعلت طهران تتحول إلى أسلوب التزام أقل فأقل".
إيران تخفض التزاماتها
من جانبها، قالت إيران، إنها ستواصل خفض التزاماتها بالاتفاق النووي حتى تتم حماية مصالحها، مشيرة في الوقت ذاته إلى أن أطراف الصفقة متمسكة بالحفاظ عليها.
وقال نائب وزير الخارجية الإيراني، عباس عراقجي، في تصريحات صحفية أدلى بها، اليوم الأحد، بعد محادثات للجنة المشتركة لتطبيق الاتفاق النووي على مستوى المدراء السياسيين في فيينا، "الاجتماع انعقد في أجواء بناءة، والمناقشات كانت جيدة، لا يمكنني القول إننا تمكنا من حل جميع القضايا، لكن ثمة تعهدات كثيرة بالتمسك بخطة العمل الشاملة المشتركة وبفكرة الحفاظ عليها. وكل الأطراف المشاركة الباقية وفية للاتفاق"، بحسب وكالة "رويترز".
واجتمعت الدول الموقعة على الاتفاق النووي الإيراني لعام 2015، الأحد، بفيينا في مسعى جديد لإنقاذه.
ولم يكن متوقعا تحقيق أي تقدم في هذا الاجتماع، الذي نظم على مستوى المديرين السياسيين والذي يأتي بعد شهر من اجتماع سابق غير مثمر في العاصمة النمساوية، التي شهدت قبل أربع سنوات التوقيع على الاتفاق النووي بين طهران ودول "5 + 1".
وتصاعدت حدة التوتر بين طهران وواشنطن نتيجة الانسحاب الأميركي في أيار 2018 من الاتفاق. وأتبعت واشنطن هذه الخطوة بإعادة فرض عقوبات قاسية على إيران أنهكت اقتصادها.
ولإبقاء التزامها بالاتفاق، تصر إيران على الدول الأوروبية، خاصة المشاركة في التوقيع على الاتفاق النووي (بريطانيا وألمانيا وفرنسا)، لاتخاذ إجراءات تتيح لها الالتفاف على العقوبات الأميركية.
المصدر: إيران إنسايدر