أصدرت ميليشيا "كـتائـب حـزب الله" في العراق، يوم الثلاثاء، بيانا، بشأن مقتل الخبير في شؤون الجماعات المتطرفة هشام الهاشمي، بعد اتهامات وجهت لها من قبل نشطاء وصحفيين بالوقوف وراء العملية، نافية قتل الهاشمي ووجهت اتهامات لأمريكا.
وأضافت، أن "سرعة تجهيز الاتهامات نحو الأطراف المناهضة لمشروع الاحتلال في العراق والمنطقة يؤكد دون شك أن أداة القتل والاتهام واحدة، وما حدث في تظاهرات تشرين (مظاهرات أكتوبر الماضي في العراق)، من قتل بأساليب بشعة، تبين فيما بعد تورط الأمريكان والصهاينة بتلك الجرائم".
المشيعون يردون
وشيع عشرات المتظاهرين في ساحة التحرير وسط العاصمة العراقية، بغداد، الثلاثاء، الهاشمي بجنازة رمزية غاضبة هتفوا فيها "حزب الله عدو الله"، وطالبوا خلالها الحكومة بالقصاص من قتلة الهاشمي.
ورفع المشيعون الغاضبون صورا للمرشد الإيراني علي خامنئي والدماء تسيل من فمه وعليها عبارة "خامنئي قاتل"، وحملوه المسؤولية عن عمليات الاغتيال التي تقوم بها الميليشيات المدعومة إيرانيا.
ولأكثر من ساعتين، طافت جنازة رمزية للهاشمي ساحة التحرير، مركز اعتصامات بغداد، على أكتاف المتظاهرين في مشهد حزين وغاضب في الوقت نفسه.
وردد المشيعون من الثائرين الذين يعتصم أكثرهم في الساحة منذ أشهر، هتافات رثاء تشيد بمواقف الهاشمي، وتعبر عن الحزن عليه.
وشاركت العشرات من عربات "التكتك" التي تعتبر الناقل الرسمي للمتظاهرين، ورمزا من رموز تظاهرات تشرين العراقية في التشييع.
ونددت هتافات المتظاهرين بـ"حكومة الكواتم"، نسبة إلى كواتم الصوت المستخدمة في عمليات الاغتيال التي تتهم الميليشيات المدعومة من إيران بالمسؤولية عنها.
واغتال مسلّحون الباحث العراقي الخبير بشؤون الجماعات المتشددة مساء الإثنين في بغداد بينما كان يستقل سيارته أمام منزله، في هجوم أثار موجة غضب وتنديد في العراق وخارجه.
ويعرف عن الهاشمي (47 عاماً) وهو من مواليد بغداد، ظهوره اليومي على القنوات التلفزيونية المحلية والأجنبية لتحليل أنشطة الجماعات المتشددة والسياسة العراقية، كما كان وسيطاً بين أطراف سياسية عدة لقربه منها جميعها.
وقال مدير الإعلام في وزارة الداخلية سعد معن إن الهاشمي "توفي في المستشفى". وأكد مصدر طبي أن جثة الهاشمي كانت مصابة بطلقات نارية عدة في أنحاء جسده.
وأفاد ضابط التحقيق في مكان الاغتيال لوكالة فرانس برس أن ثلاثة مسلحين يستقلون دراجتين ناريتين أطلقوا النار من مسافة أمتار على الهاشمي، الذي كان يستقل سيارته أمام منزله في منطقة زيونة في شرق بغداد.
وعزّى رئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي بـ"استشهاد الخبير الاستراتيجي (...) الذي اغتيل على يد مجموعة مسلحة خارجة عن القانون". وأضاف "نتوعد القتلة بملاحقتهم لينالوا جزاءهم العادل، ولن نسمح بأن تعود عمليات الاغتيالات ثانية إلى المشهد العراقي".
وقال مستشار رئيس الوزراء، حارث حسن، في تغريدة على تويتر، إنّ "الجبناء اغتالوا صديقي وأحد المحلّلين اللامعين في العراق هشام الهاشمي، أنا في صدمة".
وعجّت مواقع التواصل الاجتماعي برسائل التعزية بمقتل الخبير الذي كان يكتب لمراكز أبحاث مرموقة، من "تشاتام هاوس" في لندن إلى "مركز السياسة الدولية" في واشنطن، والمعروف بدماثته وحسن خلقه.
وقالت الممثلة الأممية الخاصة في العراق جينين هينيس-بلاسخارت في تغريدة "صُدمنا باغتيال الدكتور هشام الهاشمي. نُدين بشدّة هذا الفعل الخسيس والجبان"، داعية الحكومة إلى "تحديد الجناة بسرعة وتقديمهم للعدالة".
وكان الهاشمي اتخذ موقفاً داعماً بشدة للانتفاضة الشعبية التي انطلقت في العراق مطلع أكتوبر الماضي للمطالبة بإصلاح شامل للنظام السياسي العراقي والتنديد بموالاة الحكومة السابقة إلى المعسكر الإيراني.
وخلال موجة الاحتجاجات التي استمرت ستة أشهر، اغتيل عشرات الناشطين أمام منازلهم بأيدي مسلحين مجهولين، غالباً ما كانوا يستقلون دراجات نارية. وتؤكد السلطات مراراً عدم قدرتها على تحديد هوية الجناة.
وفي سبتمبر الماضي، وحتى قبل بدء التظاهرات غير المسبوقة، هدّدت جماعات موالية لإيران على الإنترنت، الهاشمي و13 شخصية عراقية أخرى، بالقتل.
وفي حملة المضايقات الإلكترونية، هوجم الهاشمي واتّهم مع آخرين بأنهم "عملاء" و"خونة الوطن" و"مؤيّدون لإسرائيل والأميركيين".
وكان الهاشمي، وهو دكتور بالفقه الإسلامي، ضليعاً في تركيبات التنظيمات الجهادية، وخصوصاً تنظيم الدولة الإسلامية.
وساهم خلال مراحل الحرب ضد التنظيم المتطرّف في العراق وسوريا، بتفكيك هرميته، خصوصاً من خلال معرفته الأكاديمية الموثوق بها محلياً وعالمياً، إضافة إلى أرشفته تاريخ الشخصيات والقيادات التي تبوأت مناصب كبيرة داخل التنظيم، على غرار أبو بكر البغدادي الزعيم السابق لتنظيم الدولة الإسلامية.
إيران إنسايدر - الحرة