كشف صحفي عراقي، أن هشام الهاشمي، أبلغه في حديث هاتفي قبل أقل من أسبوعين على اغتياله، بتلقيه بشكل دوري تهديدات بالقتل.
وأوضح الصحفي، الذي طلب الكشف عن هويته، لموقع "الحرة"، أن المسؤول الأمني لميليشيا كتائب حزب الله، أبو علي العسكري، دأب على تهديده، وقد قال له حرفيا في آخر رسالة تهديد عبر الهاتف "سوف أقتلك في منزلك".
واغتال مسلحون مجهولون، يوم الاثنين، الهاشمي أمام منزله في منطقة زيونة شرقي بغداد، وفق المصادر الأمنية التي أشارت إلى أن المغدور أصيب بـ"إطلاق نار مباشر في منطقة الرأس والصدر".
وأظهر فيديو التقطته كاميرات المراقبة، لحظة اغتيال مسلحين مجهولين للهاشمي قرب منزله.
ويبدو المسلحون وهم يستقلون دراجتين ناريتين بالقرب من منزل الضحية، وكيف يهرع أحدهم وهو يحمل سلاحا رشاشا ليطلق النار منه على الهاشمي عند اقتراب سيارته من منزله، ثم يلوذ المعتدون بالفرار.
والهاشمي خبير في الجماعات المتشددة ولديه دراسات وكتب عن التنظيمات الإرهابية، بالإضافة إلى مواقفه المناهضة للفساد المستشري في العراق والفوضى الناجمة بسبب الميليشيات الموالية لإيران.
وشخصية أبو علي العسكري غير معروفة حتى الآن، لكن وسائل الإعلام العراقية تتعامل مع حسابه على تويتر على أنه ممثل لميليشيا كتائب حزب الله في العراق.
وبعد تهديد العسكري لرئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي على خلفية اعتقال عناصر من حزب الله، تحدث المحلل هشام الهاشمي مع موقع الحرة.
وقال حينها إن "القدرة العسكرية والقانونية والمالية متوفرة للكاظمي إذا أراد، لكنه لا يمتلك إرادة سياسية كافية لإنهاء تمرد وتحدي الفصائل".
والميلشيات العراقية مسؤولة عن اغتيال عدد من الناشطين والصحفيين العراقيين من بينهم الإعلامي أحمد عبد الصمد والناشط فاهم الطائي.
وكان عبد الصمد تعرض لتهديدات أيضا مثل ما تعرض الهاشمي قبل أيام من اغتياله في كانون الثاني/يناير الماضي.
ودشنت حسابات إلكترونية حملة بعد اغتيال الهاشمي تحت وسم "سلمت يد الكتائب"، ما يشير إلى احتمالية تورطها في اغتيال المحلل العراقي.
الكاظمي يعزي
وعزى رئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي في الخبير الأمني الهاشمي، مشددا على أنه لن يسمح بـ"عودة الاغتيالات ثانية إلى المشهد العراقي".
وقال الكاظمي في بيان صدر عنه: "تلقينا ببالغ الحزن والأسف، نبأ استشهاد الخبير الاستراتيجي هشام الهاشمي، الذي اغتيل على يد مجموعة مسلحة خارجة عن القانون".
وأضاف "الفقيد كان من صناع الرأي على الساحة الوطنية، وكان صوتا مساندا لقواتنا البطلة في حربها على عصابات داعش، وساهم كثيرا في إغناء الحوارات السياسية والأمنية المهمة".
وتوعد رئيس الوزراء العراقي "القتلة بملاحقتهم لينالوا جزاءهم العادل".
وأضاف "لن نسمح بأن تعود عمليات الاغتيالات ثانية إلى العراق، لتعكير صفو الأمن والاستقرار".
وشدد الكاظمي على أن "الأجهزة الأمنية سوف لن تدخر جهدا في ملاحقة المجرمين، وسنعمل بكل جهودنا في حصر السلاح بيد الدولة، وأن لا قوة تعلو فوق سلطة القانون".
وفي سياق متصل، أعلنت وزارة الداخلية العراقية، عن إقالة الكاظمي، مسؤولا أمنيا رفيعا في العاصمة بغداد بعد ساعات من اغتيال الهاشمي.
وقالت الداخلية "القائد العام للقوات المسلحة السيد مصطفى الكاظمي، يأمر بإعفاء قائد الفرقة الأولى بالشرطة الاتحادية من منصبه" التي تتمركز في العاصمة بغداد.
وذكر مصدر أمني لوكالة شفق نيوز، أن الإقالة تأتي على خلفية اغتيال الهاشمي في العاصمة بغداد.
وأضاف أن قائد الفرقة الأولى بالشرطة الاتحادية هو العميد الركن محمد قاسم وهو مسؤول عن قاطع الرصافة بالكامل.
إيران إنسايدر