أفاد تقرير حديث لـ"راديو فاردا"، بأن طريق طهران المعبد بالورود إلى العراق، ما عاد سالكا كما كان، بل بات محفوفا بالمخاطر والتحديات، في ظل محاولات رئيس الوزراء العراقي الجديد مصطفى الكاظمي الحثيثة للسيطرة على الميليشيات الشيعية الموالية لطهران.
حتى وقت قريب، اعتاد المسؤولون العسكريون الإيرانيون، بمن فيهم القائدان السابق والحالي لفيلق القدس قاسم سليماني وإسماعيل قآاني، السفر إلى العراق وقتما شاءوا، دون أن يوقفهم أحد أثناء هبوطهم في المنطقة الخضراء ببغداد، للمشاركة في اجتماعات أمنية مع المسؤولين العراقيين.
لكن هذا قد تغير، بعدما أبلغ قآاني في يونيو بضرورة اتباع القنوات الرسمية عند السفر إلى العراق، فيما رفض الكاظمي استقباله وبقية الوفد الإيراني، بدون تأشيرة دخول.
الكاظمي، رئيس المخابرات السابق في العراق، تولى منصبه كرئيس للوزراء، بعد عدة أشهر من احتجاجات عنيفة واسعة النطاق، أدت إلى الإطاحة بسلفه عادل المهدي.
التقرير وفي محاولة لإبراز حجج تشير إلى ترنح النفوذ الإيراني في العراق، ذكر أن الجماعات العراقية الموالية لإيران، اضطرت في خاتمة المطاف لدعم تولي الكاظمي لرئاسة الوزراء، أملا في إنهاء الأزمة الاقتصادية في العراق والتي تفاقمت بسبب جائحة الفيروس التاجي.
يشير التقرير إلى أن هناك عوامل تحد من سلطة الكاظمي، من بينها حصته الضئيلة في الحكومة والمقدرة بنحو عشرة في المئة، ومع ذلك فالرجل يتمتع بدعم مجموعة كبيرة من السياسيين العراقيين، حسب التقرير.
فالأحزاب الكردية والسنية تدعم إجراءاته للحد من نفوذ الجماعات الشيعية المدعومة من إيران. كما تدعو الجماعات الشيعية الأخرى خارج نطاق النفوذ الإيراني، إلى سيطرة الحكومة على الميليشيات الموالية لإيران.
واسترسل التقرير قائلا، إن إعادة الكاظمي للفريق الركن عبد الوهاب الساعدي كرئيس لجهاز مكافحة الارهاب، بعد ما أبعده سلفه عادل عبد المهدي، تمثل أيضا مصدر قلق للسياسيين الموالين لإيران.
والساعدي ضابط معروف برفضه للتدخلات الإيرانية في العراق، وقبيل أيام هاجمت قواته مقرا لأحد فصائل الحشد الشعبي الموالي لإيران جنوبي بغداد، بحجة مهاجمته للقوات الأميركية، واعتقلت 14 شخصا من أعضائه.
وقلل التقرير من تهديدات المليشيات واستعراضها للقوة، ردا على عملية الاعتقال، وقال إن تهاوي نفوذ إيران والمليشيات الموالية لها في العراق، يتوالى خصوصا بعد نأي بعض الميليشيات بنفسها عن الحشد الشعبي وإعلان ولائها لآية الله علي السيستاني.
وخلص خبراء إلى أن موقف المليشيات العراقية الموالية لإيران، يضعف، مع إقامة حكومة مستقرة في بغداد بعد ستة أشهر من انهيار الحكومة السابقة، وعقب مقتل قاسم سليماني مطلع العام بضربة أميركية قرب مطار بغداد.
ويتجلى ذلك الضعف، حسب التقرير، في انخفاض هجمات المليشيات على القوات الأميركية خلال الأسابيع الماضية.
يضاف إلى ذلك كله أن أيران نفسها لها مشاكلها الخاصة والمتعلقة بالضائعة المعيشية الناجمة عن العقوبات الأميركية وجائحة كورونا الفيروسية.
المحادثات الاستراتيجية بين واشنطن وبغداد نفسها يمكن أن تشكل ضربة لطهران، وذكرت تقارير أن إيران طلبت من وكلائها في العراق عدم عرقلة هذه المحادثات، طالما أن الحكومة العراقية تسدد ديونها مقابل خدمات الكهرباء والغاز التي توفرها إيران للعراق.
المصدر: الحرة