لا تزال قضية القرار الذي صدر مؤخرا عن قاضي الأمور المستعجلة في صور جنوب لبنان، محمد مازح، حول منع سفيرة واشنطن في بيروت، دوروثي شيا، من الإدلاء بالتصاريح الإعلامية ومنع أي وسيلة إعلامية لبنانية من أخذ تصريح لها، تتفاعل في البلاد.
ففي آخر التطورات، تقدم مازح باستقالته، اليوم الثلاثاء، بعد أن عقد مجلس القضاء الأعلى اجتماعه الدوري برئاسة القاضي سهيل عبود.
وأفادت مصادر مقربة من القاضي لـ"النهار"، بأنه "كان عدل عن تقديم استقالته بعدما أكد لمجلس القضاء الأعلى صباحا أنه سيحضر اليوم عند الثانية بعد الظهر إلى مجلس القضاء الذي كان يعقد اجتماعاً دورياً، إلا أن البيان الصادر عن وزيرة العدل ماري كلود نجم، الذي طلبت بموجبه إحالة القاضي مازح على المرجع القضائي المختص، وهو التفتيش القضائي للنظر في القضية وإجراء المقتضى وفقاً للأصول والقانون لمعالجة الأمر ضمن المؤسسات، ما حدا بمازح لتقديم استقالته إلى مجلس القضاء.
وهو كان قد أعلن أنه في حال إحالته على التفتيش القضائي فسيستقيل". ووفق المعلومات، "قدم مازح استقالته الخطية في ديوان مجلس القضاء وغادر من دون أن يلتقي أعضاء مجلس القضاء كما كان مقررا".
حرية الإعلام وحق التعبير
وكانت "شيا"، التقت أمس الاثنين وزير الخارجية اللبناني، ناصيف حتي، وتطرقا إلى القرار القضائي الذي صدر وناقشا المستجدات الحالية على الساحة المحلية.
كما تطرقا إلى العلاقات الثنائية، وشددا على أهمية التعاون بين الحكومتين في المجالات كافة، وذلك دعماً للبنان للخروج من الأزمة الاقتصادية التي يعاني منها.
إلى ذلك، أوضحت أن لقاءها مع ناصيف كان جيدا، وأن بلادها مستعدة لدعم لبنان طالما تتخذ الحكومة الخطوات الإصلاحية، قائلة: "اتفقت مع الوزير ناصيف على طي الصفحة بعد القرار المؤسف الذي جاء لتحييد الانتباه عن الأزمة الاقتصادية".
من جهته، شدد ناصيف حتي على حرية الإعلام وحق التعبير وناقش مع شيا بشكل صريح المستجدات الحالية على الساحة المحلية.
مقابلة مع "الحدث"
يذكر أن محمد مازح كان أصدر السبت قرارا يمنع بموجبه شيا من الإدلاء بالتصاريح الإعلامية ومنع أي وسيلة إعلامية لبنانية من أخذ تصريح لها في هذا الإطار، وذلك بعد تصريحاتها مع قناة "الحدث".
ويأتي قرار القاضي بناء على استدعاء مقدم من فاتن علي قصير ضد مقابلة السفيرة الأمريكية على قناة الحدث بتاريخ 26 -6-2020.
"نصرالله يهدد استقرار لبنان"
يشار إلى أن السفيرة الأمريكية في لبنان كانت قالت خلال المقابلة الجمعة إن "اللبنانيين لا يعانون من سياسة واشنطن بل من عقود من الفساد".
وأكدت أن "واشنطن من أكبر الداعمين للبنان بـ750 مليون دولار"، مشيرة إلى أنه "لدينا قلق بالغ من حزب الله في لبنان والذي نصنفه إرهابياً"، مشددة على أن "أمين عام الحزب حسن نصرالله يهدد استقرار لبنان وحزبه يمنع الحل الاقتصادي".
إلى ذلك، أوضحت أن "قانون قيصر ليس موجها للبنانيين والاقتصاد اللبناني"، لافتة إلى أن "المقصد من قانون قيصر تجفيف تمويل النظام الذي يقتل السوريين، وكنت واضحة بطمأنة للبنانيين بأن قانون قيصر لا يستهدفهم".