قالت السفيرة الأمريكية لدى بيروت دوروثي شيا، إنه تم طي صفحة الضجة التي أثارها حكم قضائي لبناني بمنع وسائل الإعلام من إجراء مقابلات معها، إثر تصريحات انتقدت فيها "حـزب الله".
وعقب استدعاء وزير الخارجية في الحكومة اللبنانية شيا إلى مقر الوزارة، يوم الاثنين، صرحت السفيرة "لقد طوينا الصفحة على القرار المؤسف الذي أرى فيه صرفا للأنظار وذلك حتى يمكننا جميعا التركيز على الأزمة الحقيقية المتمثلة بتدهور الوضع الاقتصادي في لبنان".
وأفادت الوزارة، في بيان، بأن وزير الخارجية ناصيف حتي "شدد خلال اللقاء على حرية الإعلام وحق التعبير اللذين هما حقان مقدسان".
وأكد الوزير والسفيرة "على أهمية التعاون بين الحكومتين في المجالات كافة، وذلك دعما للبنان للخروج من الأزمة الاقتصادية التي يعاني منها".
ويعيش لبنان على وقع تداعيات سياسية مستجدة تضاف الى ما يشهده البلد منذ أشهر من حراك شعبي مناهض للنظام السياسي بسبب أزمة اقتصادية واجتماعية غير مسبوقة.
وحملت شيا في مقابلة تلفزيونية، مع قناة الحدث السعودية، يوم الجمعة الماضي، بشدة على حزب الله، وقالت إن بلادها "تشعر بقلق كبير حيال دور حزب الله المصنف منظمة إرهابية".
وقالت إن "مليارات الدولارات ذهبت إلى دويلة حزب الله بدل الخزينة الحكومية" متهمة الحزب بأنّه "حال دون إجراء بعض الإصلاحات الاقتصادية التي يحتاج اليها الاقتصاد اللبناني إلى حد بعيد".
وأشارت إلى أن الولايات المتحدة "لم تر بعد ما كنا نأمل به من هذه الحكومة، أي خطوات ملموسة لتطبيق الإصلاحات التي يعد الاقتصاد بأمس الحاجة إليها"، في ظل أزمة اقتصادية ومالية واجتماعية غير مسبوقة في لبنان. وتعدّ واشنطن حزب الله الذي تدعمه إيران ويتهمه خصومه بالتحكم بمفاصل الحياة السياسية في لبنان، منظمة إرهابية.
انتهاك حرية التعبير
وأثارت تصريحات السفيرة الأمريكية في بيروت، جدلا واسعا خاصة بعد تدخل قاضي الأمور المستعجلة في صور (جنوب لبنان) محمد مازح وأصدر قرارا، لا يعد ملزما، يمنع وسائل الاعلام المحلية والأجنبية في لبنان من إجراء "أي مقابلة مع السفيرة الأمريكية لمدة سنة، تحت طائلة وقف الوسيلة الإعلامية المعنية، عن العمل لمدة مماثلة". وتحت طائلة إلزام الوسيلة الإعلامية المعنية بدفع مبلغ مئتي ألف دولار أمريكي كغرامة إكراهية في عدم الالتزام بمندرجات هذا الأمر".
في المقابل لم تحترم وسائل إعلام عدة القرار القضائي، معتبرة أنه ضغط سياسي على القضاء وانتهاك لحرية التعبير. وفي قراره الذي يعدّ تجاوزا للأعراف الدبلوماسية، ووصفه مصدر قضائي رفيع بأنه "تجاوز لصلاحياته كقاض"، أورد مازح أن شيا تناولت أحد الأحزاب من دون أن يسميه، في إشارة الى حزب الله، وحمّلته "المسؤولية عما وصلت إليه الأوضاع في لبنان".
وفي ردّ شديد اللهجة، اتهمت الخارجية الأميركية حزب الله "بمحاولة إسكات الإعلام اللبناني"، معتبرة أنه "أمر مثير للشفقة".
وقالت "نقف مع الشعب اللبناني وضد رقابة حزب الله".
إيران إنسايدر