كشفت مصادر إعلامية عن زيارة قائد لواء القدس في الحرس الثوري الإيراني اللواء قاسم سليماني، مدينة البوكمال (شرق سوريا) على الحدود السورية العراقية، مشيرة إلى أنه طلب من الميليشيات التابعة لإيران التجهيز لحرب محتملة مع أمريكا.
وقالت المصادر، لوكالة الأناضول التركية، أكد عدم وجود أي خلاف مع النظام السوري، خلال لقائه مع قادة الميليشيات الإيرانية.
وأفادت مصادر الوكالة أن سليماني زار عددا من المعسكرات التابعة لإيران، وسط إجراءات أمنية مشددة، والتقى المستشارين العسكريين للحرس الثوري، وقيادات مختلف تلك المجموعات في المنطقة.
وأضافت أن سليماني زار كذلك محطة "T2" النفطية في بادية دير الزور الشرقية، الواقعة على خط النفط الواصل بين العراق وسوريا.
مخطط أمريكي
وكشف قيادي سابق في الجيش السوري الحر التابع للمعارضة السورية، الأحد 21 تموز، عن وجود مخطط للولايات المتحدة لتدريب أكثر من 65 ألف عنصر من الجيش الحر ونشرهم على الحدود السورية العراقية، مشيرا إلى أن تلك القوات ستوكل اليها حماية المصالح الاميركي
وقال القيادي "أبو أنس الحريري"، إنه "يتم الآن العمل على تدريب "جيش المغاوير" و"قوات أحمد العبدو" و"جيش أسود الشرقية" في منطقة الـ55 على الحدود السورية العراقية الأردنية، انطلاقا من قاعدة التنف التي تديرها القوات الأميركية والبريطانية".
ورأى الحريري، الذي كان يقود فصيلا في الجنوب السوري تلقى دعما في وقت من الأوقات من "غرفة عمليات الموك" التي يديرها الأميركيون، أن هذه القوات التي يتم تدريبها ستوكل إليها مهمة خدمة المصالح الأميركية، مشيرا إلى أن قادة أغلب هذه الفصائل موجودون في الأردن حاليا ويتلقون الدعم والتعليمات من هناك.
65 ألف مقاتل
ووفق الحريري، "سيتم تدريب المزيد من القوات حتى يصل العدد إلى ما يقارب 65 ألف مقاتل لنشرهم على الحدود مع العراق، فضلا عن بناء قوة عسكرية للمواجهة المستقبلية مع إيران إذا لزم الأمر، وبشكل عام بناء قوة فصائلية تتبع لغرفة العمليات الأميركية كما فعلت روسيا في الجنوب مع فصيل شباب السنّة".
واعتبر الحريري أن "هذه القوات ستكون نسخة عربية من "قوات سورية الديمقراطية"، لكن "لن تكون لها قيادة مركزية حقيقية، أو مشروع سياسي مستقل، ولا تملك القرار بعيدا عن الأوامر من قاعدة التنف، كما لن تكون لها ديمومة، لأن عملها مؤقت وسيتم استخدامها لتحقيق أهداف محددة، تنتهي بانتهائها، وتموت سريريا مع انقطاع الدعم".
وتقع قاعدة التنف، التابعة للتحالف الدولي، في معبر التنف الحدودي بين سورية والأردن والعراق، وتتمركز فيها قوات أميركية تابعة للتحالف، وتقوم بدعم وحماية فصائل من المعارضة موجودة في منطقة الـ55 داخل الأراضي السورية، من أبرزها "جيش مغاوير الثورة"، إلى جانب فصائل أخرى مجمّدة، أو انتقلت قيادتها إلى الأردن، مثل "قوات أحمد العبدو" و"جيش أسود الشرقية" و"جيش أحرار العشائر"، إلا أنها تحافظ على عتادها العسكري وعناصرها في المنطقة، وتخضع لقيادة التحالف الدولي.
استئناف الدعم
وكشفت مصادر، يوم الأربعاء الماضي 17 تموز، أن واشنطن استأنفت تدريب عناصر "جيش المغاوير" في قاعدة التنف الواقعة على مثلث الحدود السورية الأردنية العراقية، إضافة إلى تدريبات في معسكرات داخل الأردن.
وقالت إن أفراد الجيش الحر يتلقون تدريبات على القتال في البيئة الصحراوية والجبلية وعمليات إنزال واقتحام، والقتال في ظروف مناخية صعبة، وعمليات المداهمة، مشيرة إلى أن ضباطا من الجيش ومسؤولين من جهاز الاستخبارات الأميركية، يشرفون على هذه التدريبات، إلى جانب مستشارين من التحالف الدولي ضد تنظيم "داعش". ونشر موقع "جيش مغاوير الثورة" على "فيسبوك" صورا ولقطات مصورة لهذه التدريبات مع قوات التحالف.
وقالت المصادر إن القوات الأميركية في التنف فتحت باب الانضمام إلى "جيش المغاوير" بهدف زيادة عدد المقاتلين، خصوصا من أبناء المنطقة الشرقية.
وأوضحت أن الهدف من إعادة تنشيط الجيش الحر هو القضاء على خلايا "داعش" في المنطقة، إلى جانب التحضير للسيطرة على الحدود السورية العراقية التي تتمركز فيها المجموعات التابعة لإيران في مدينة البوكمال وباديتها.
وقال القيادي في الجيش الحر، العميد فاتح حسون، إن "ما تقوم به الدول يخدم مصالحها، وأحيانا تتقاطع هذه المصالح مع مصالح الثورة، فالولايات المتحدة دعمت قوات سورية الديمقراطية لقتال داعش والضغط على تركيا، وحاليا تعمل على دعم الجيش الحر في الركبان لتقطع الطريق على إيران ومليشياتها، وكل هذه المصالح تكتيكية تتبدّل بتغيّر أولوياتها في سورية والمنطقة، واليوم أولوياتها هي تقليل النفوذ الإيراني في سوريا وإنهائه في الجنوب".
تحركات ميدانية
وأفادت مصادر إعلامية محلية، يوم الأحد 21 تموز، أن قوات التحالف العربي بقيادة الولايات المتحدة الأمريكية، قصفت مواقع الميليشيات التابعة لإيراني في ديرالزور (شرق سوريا).
وقالت المصادر إن قوات التحالف قصفت بالمدفعية الثقيلة، مواقع الميليشيات التابعة لإيران في محيط مدينة البوكمال بريف ديرالزور الشرقي.
وأضافت، إن القوات الأمريكية المتمركزة في حقل العمر النفطي استهدفت بعدد من الصواريخ مواقع الميليشيات الإيرانية في ريف مدينة البوكمال، شرق محافظة ديرالزور، ونقل شهود عيان عن سماع أصوات انفجارات مساء يوم السبت، في قرى "العباس، الصالحية وحسرات" في ريف دير الزور الشرقي.
وقصفت طائرات تابعة للتحالف الدولي بتاريخ 24 نيسان الماضي، سيارات لنقل النفط قادمة من العراق باتجاه مناطق سيطرة النظام، مما أدى إلى تدمير أكثر من 32 شاحنة نفط قرب مدينة البوكمال على الحدود السورية-العراقية.
قاعدة إيرانية
وأشارت مصادر إسرائيلية، في 12 تموز الجاري، إلى أن بلدة البوكمال شرق سوريا وقرب حدود العراق، تحولت إلى "قاعدة عسكرية" لإيران، وأن أميركا وإسرائيل تراقبان ذلك بشكل دائم، وتعتبرها كتهديد لمصالحهم.
وأفادت المصادر، أن إيران قامت بإنشاء مقرها في البوكمال لشن الهجمات على القوات الأميركية المنتشرة في شرق سوريا، فضلا عن أهداف أخرى داخل إسرائيل، كجزء من الرد الإيراني على العقوبات الأميركية المشددة على مبيعاتها وصادراتها النفطية للخارج.
وأضافت المصادر، أن إيران أقامت بالبوكمال مرافق التدريب الخاصة والمخصصة للقوات الموالية لإيران بشأن تنفيذ هذه الهجمات، فضلا عن وجود مراكز القيادة وترسانة الأسلحة هناك، كما استولى بعض القادة على المدارس السابقة، في حين يجري تخزين الأسلحة داخل مباني المستشفيات السابقة وأقام الإيرانيون برجا للاتصالات في وسط البلدة للربط بين الوحدات والمنشآت المختلفة.
وتنشر إيران في البوكمال عناصر من ميليشيات "حزب الله" اللبناني، و"حزب الله" العراقي، و"النجباء" العراقية، و"فاطميون" الأفغانية، و"زينبيون" الباكستانية.
من جهته، أفاد موقع "ديبكا" الاستخباراتي، "بـنشر صواريخ أرض - أرض الإيرانية ذات المدى القصير والمتوسط في البوكمال، بالإضافة إلى الصواريخ المضادة للطائرات. وجرى نشر هذه الصواريخ في مناطق مختلفة من البلدة وفي القرى النائية التابعة لها".
وتابع الموقع "بأن طهران تتوقع هجوما من الوحدات الأميركية المتمركزة في سوريا والعراق على مقر القيادة الإيراني المتقدم في البوكمال إلى جانب إسرائيل، إما بصورة استباقية وإما كرد عقابي بعد هجومهم على الطائرة الأمريكية".
تحذير سابق
وكان رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو حذر، أن سرب طائرات "إف – 35" المقاتلة الخفية والتابعة لسلاح الجو الإسرائيلي، يمكنه الوصول إلى أي نقطة في منطقة الشرق الأوسط، وليس فقط إيران، وإنما سوريا كذلك.
يذكر أن "البوكمال" تقع على الضفة الغربية لنهر الفرات، بينما ينتشر الجيش الأميركي وحلفاؤه الغربيون والمحليون السوريون شرق الفرات، كما تفصل البوكمال عن قاعدة التنف في زاوية الحدود السورية - العراقية - الأردنية عن شرق الفرات.
وسيطرت قوات النظام السوري والميليشيات الإيرانية في تشرين الثاني 2017، على مدينة البوكمال بعد انسحاب تنظيم "داعش" منها، إذ شهدت تخريب وسرقة لمنازل مقاتلين سابقين بالجيش السوري الحر من قبل الميليشيات الإيرانية، إضافة إلى فرض "إتاوات" وضرائب على المدنيين العائدين إليها.
المصدر: إيران إنسايدر