بدأت محكمة نمساوية مؤخرا بمحاكمة قيادي في ميليشيا "حـزب الله" اللبناني، بعدة تهم بينها قيادة خلية من الحزب للقتال في سوريا، وتجنيد إرهابيين، وجمع الأموال لتمويل الميليشيا اللبنانية.
وكان المتهم أدلى بمعلومات عن نشاطه في حزب الله طواعية، قبل أشهر، إبان تقديمه طلب لجوء في النمسا.
وقال المتهم اللبناني في التحقيقات، إنه قيادي بحزب الله منذ عام 2006، وكان يقود في بعض الأحيان خلية من ٦٠ عنصرا كانت تقوم بعمليات عسكرية في منطقة الحدود اللبنانية السورية، وأوقعت العديد من الضحايا.
وأشار إلى أنه نجح في تجنيد 250 رجلا للقتال في صفوف حزب الله.
وشارك في التدريب العسكري لعناصر آخرين، الذي جرى أحيانا في إيران.
وخلال الجلسة، أكد الادعاء العام على الطابع الإرهابي لتنظيم حزب الله، لافتا إلى أنه منظمة إجرامية تحصل على الأموال من تجارة المخدرات والاتجار في البشر.
في نفس السياق، وقبل عدة أسابيع كانت قد ضبطت الشرطة الروسية شحنة مخدرات بقيمة تتجاوز 200 ألف دولار ببلدة معربا بريف دمشق تعود لأحد قيادات "ميليشيا حزب الله" اللبناني مجهزة للبيع بأسواق سوريا قادمة من لبنان.
ويأتي هذا في أعقاب صدور تقارير عدة عن تحقيقات دولية تجرى على مدى السنوات الماضية، لتتبع شبكات حزب الله وبالخصوص التي تقوم بالإتجار في المخدرات.
وأشار تقرير صادر عن معهد الشرق الأوسط للأبحاث في آذار/مارس 2019 إلى النتائج التي وجهت إدارة مكافحة المخدرات تحذيرات إلى شرطة الخيالة الكندية الملكية بشأنها في عام 2008، اي قبل نحو 12 عاما بما في ذلك ارتباط بارون مخدرات، ينتسب إلى تنظيم حزب الله الإرهابي، يدعى شكري حرب، بجرائم الكارتلات والعصابات الكولومبية في المدن الكندية.
وتقول الدراسة إن عمليات حزب الله لغسيل أموال المخدرات سوف تزداد في أميركا اللاتينية، وذلك لأن إيران تتعرض لضغوط العقوبات الأميركية.
وفي الواقع، ووفق كثير من تقارير موثقة، تعد تجارة المخدرات وتبييض الأموال من مصادر تمويل الحزب الأساسية، وخصوصا في السنوات الأخيرة، حيث تصاعدت بهدف تأمين التمويل اللازم بعدما تراجع الدعم الإيراني المالي بسبب الوضع الاقتصادي المتدهور الذي تعاني منه طهران نتيجة العقوبات الدولية المفروضة عليها.
وكانت إدارة مكافحة المخدرات، المسؤول عن مركز عمليات مكافحة الإرهاب التابع لوزارة العدل الأمريكية، بدأت بمتابعة نشاط ميليشيا حزب الله المتعلق بالإتجار بالمخدرات وتبيض الأموال والتي ينتج عنها تمويل عمليات توصف بالعمليات الإرهابية منذ نحو ثلاثين عامًا، عندما أوقفت بيع شحنات أطنان من الكوكايين كان يجريها شركاء الحزب بالتعاون مع كارتل المخدرات الكولومبي "لا أوفيسينا دي انفغادو".
ويعود تأسيس هذه الشبكة العاملة بتجارة المخدرات وتبيض الأموال التابعة لـ"حزب الله" إلى تسعينات القرن الماضي عندما قام عماد مغنية، باستحداث مصدر إضافي للتمويل إلى جانب الأموال التي تلقاها الحزب من إيران.
وتوسعت هذه الشبكة مع الوقت، وصار عملها يشمل أميركا الشمالية والجنوبية إضافة إلى أوروبا وأستراليا ودول عربية عدة كالأردن والمغرب وغيرهما،، وفق تقرير شامل نشرته مجلة "المجلة" وقد تم كشف الشبكة من قبل قيادات أمنية رفيعة من عدة دول أجنبية.
في نفس السياق، كان قد اتهم ماثيو ليفيت، مدير برنامج مكافحة الإرهاب في معهد واشنطن لسياسة الشرق الأدنى، مجموعة مناصرين لحزب الله بتنفيذ نشاطات غير قانونية في بريطانيا، بما فيها ترويج مخدرات وجمع تبرعات للمجهود الحربي، وهو الأسم الذي يطلقه حزب الله على عملياته العسكرية الارهابية!
ويرى مراقبون، أن الاتجار في المخدرات وتبييض أموالها لعبة تمارسها ميليشيا حزب الله الإرهابية باحترافية تامة. ثم في النهاية تخرج على الشعب اللبناني المسكين لتدعي قداستها وتزعم وجود أدوارا لها في المقاومة.
ميليشيا حزب الله كيان إرهابي لا يمكن أبدا استمراره، وقد تنبهت الدول الأوروبية ومنها النمسا وألمانيا وقبلهما بريطانيا وفرنسا وقبل الجميع واشنطن لنشاطاتها الارهابية.
إيران إنسايدر – إ ي