أعلنت حكومة النظام السوري، يوم الاثنين عن إلغاء حظر التجوال الليلي المفروض بشكل كامل بين المحافظات السورية، اعتبارا من مساء غد الثلاثاء، ورفع التنقل بين المحافظات.
ويأتي هذه القرار بعد ساعات من تسجيل 20 إصابة جديدة بفيروس كورونا بين السوريين القادمين إلى البلاد من الخارج، وهو أكبر رقم مسجل لعدد الإصابات اليومية بـ"كورونا" بمناطق سيطرة النظام، منذ الإعلان عن أول إصابة في 22 آذار/مارس الماضي.
وقالت وزارة الصحة بحكومة النظام، إن الإصابات الجديدة تم تسجيلها بين السوريين القادمين ومنهم 15 من الكويت و3 من السودان وإصابة من كل من روسيا والإمارات، ما يرفع حصيلة الإصابات المسجلة في سوريا إلى 106 إصابات.
وكانت سجلت صحة النظام، أمس الأحد، وهو أول أيام عيد الفطر، 16 إصابة بفيروس كورونا بين القادمين من خارج سوريا منهم 6 من الإمارات، و2 من السودان، و4 من روسيا، و4 من الكويت.
قرار حكومة النظام شمل أيضا السماح بالنقل الجماعي بين المحافظات، وتمديد فترة فتح المحلات والأسواق التجارية لتصبح من الساعة الثامنة صباحا وحتى السابعة مساء خلال فصل الصيف.
وشدد القرار على الاستمرار بمنع إقامة المناسبات الاجتماعية "الأفراح والتعازي"، واستمرار إغلاق الحدائق العامة والنوادي الرياضية والمسابح والمراكز الثقافية والمسارح والمعاهد الخاصة إضافة إلى المنشآت السياحية والمتنزهات والمطاعم والمقاهي على أن يتم إجراء مراجعة لواقع الوباء خلال الأسبوع القادم لاتخاذ قرار مناسب في ما يخص المنشآت السياحية وباقي القطاعات تباعا حسب المتغيرات، وقرر منح الأولوية في "بدل التعطل" للعاملين في المنشآت السياحية.
كورونا في سوريا
ولم يُعلن النظام السوري إلّا في 22 آذار/ مارس عن أول إصابة بالفيروس، رغم انتشاره في دول الجوار على نطاق واسع، ولكنّ مصادر غير رسمية أكدت مرارا أن مناطق سيطرته تحتوي على إصابات عالية به.
ومنذ منتصف شباط/ فبراير 2020، بدأ أطباء وعاملون في بعض المشافي تداول أنباء عن وجود حالات من المشتبه إصابتها بفايروس كورونا وصلت إلى بعض المشافي في كل من دير الزور، دمشق، حماة واللاذقية، وما إن انتقلت الأخبار إلى خارج المشافي حتى تم استهداف واعتقال البعض بغية التكتم على الحالات الواردة.
ومن أبرز الحالات التي تم توثيقها في هذا الخصوص مقتل الدكتور عماد طاهر إسماعيل في مدينة القرداحة معقل الأسد في ظروف غامضة. وكان الطبيب الذي يرأس قسم الأشعة في "مشفى القرداحة الحكومي" على رأس عمله، وسرب معلومات بأن حالات وردت للمشفى مصابة بالفايروس الجديد.
كما سجلت حالات إصابة تم تحويلها لمشفى المجتهد بدمشق، وتطور الأمر لوصوله لدرجة وفاة بعض الحالات، حيث توفيت الصيدلانية ديانا محمد ملا البالغة من العمر 24 عاما بتاريخ 6 آذار/ مارس بعد أن كانت تناوب في أحد المشافي الحكومية، ووالدها ممرض في أحد المشافي الحكومية كذلك.
كما توفيت الممرضة ريما حيدر عمران البالغة من العمر 44 عاما والعاملة في مشفى الباسل بطرطوس بسبب مرض رئوي حاد وأعراض ارتفاع حرارة وضيق تنفس، وهي ذات أعراض الإصابة بفايروس كورونا، وكانت على احتكاك مع مرضى في المشفى لم يعرف مصيرهم بعد.
كما تم تسجيل إصابة لمقاتل سوري في صفوف قوات إيرانية يدعى كيان العلي من أبناء بلدة حطلة من محافظة دير الزور شرق البلاد، وتم نقله لمشفى عائشة في البوكمال مع ثلاث حالات أخرى.
كذلك أصيب المقاتل السوري في صفوف قوات إيرانية حسين أحمد رسلان وأحيل إلى أحد المشافي دمشق العاصمة وكان قبلها بأيام مشاركا في دوريات قرب تدمر مع قوات تتبع لإيران بشكل مباشر.
وتم تسجيل حالات حظر في مشفى المجتهد بدمشق ومشافي أخرى حكومية لمقاتلين وصلوا إلى المشافي بأعراض تشبه أعراض كورونا، ومنهم من رفض البقاء في الحجر بعد أيام ليتم إخراجه.
وأعلن المدير الإقليمي لمنظمة الصحة العالمية مارك برينان بعد زيارته لإيران أنه يتخوف من انتشار المرض في سوريا، وأنه سيبدأ خلال الثلث الأخير من آذار/ مارس عمليات الكشف عن الفايروس في شمال غرب سوريا والتي تُسيطر عليه المعارضة.
لم تطبق وزارة الصحة التابعة للنظام ومديرياتها العاملة في المدن والبلدات أي إجراءات احترازية لمنع انتشار الأوبئة والمخاطر بين التكتلات السكانية الناشئة حتى منتصف شهر مارس، فخلال عام 2020 أصدرت وزارة الصحة قراراً تنظيمياً واحداً حول الشروط اللازمة لتسمية المختبرات وآليات ترخيص المخابر الخاصة، رغم الظروف التي تمر بها البلاد وارتفاع إمكانية الإصابة بالأوبئة والكوارث نتيجة الحروب وعمليات التهجير .
وبالمقابل، يمكن أن نلاحظ صدور 17 قراراً تنظيمياً حول معامل الأدوية والصيدليات ومدارس التمريض في عام 2019، فيما كان القرار الوحيد المتعلق بالوقاية والعلاج محصوراً بالجرحى المحسوبين على جيش النظام أو القوات العاملة معه .
كما يُلاحظ أنّ الوحدات الإحصائية العاملة في المشافي الحكومية ليس لديها قواعد بيانات محدّثة حول الحالات الواردة إليها، فهي تمسك سجلات يتم تدوينها بشكل ورقي، وقد يستمر تفريغها فترة طويلة تمتد لأسابيع بعد وصول الحالة، مما يجعل نظام الإنذار المبكر المطور عام 2012 بالتعاون مع منظمة الصحة العالمية غير ذي جدوى .
وقد أعلنت وزارة الصحة في حكومة النظام مراراً خلال شهري شباط/ فبراير وآذار/ مارس أنه ما من إصابات في سورية، كما أعلنت أن الحالات المشتبه بها ثبت عدم إصابتها . لكنها أعلنت عن أول إصابة في سورية يوم 22 آذار/ مارس .
كما أصدرت في وقت متأخر (16 آذار/ مارس 2020) تعليمات رسمية للمواطنين من أجل تجنب العدوى، وقامت إجراءات الوزارة على أساس منع التجمعات والحد من الاختلاط إضافة للنظافة الشخصية.
ومن أبرز الإجراءات التي اتخذتها حكومة النظام ما يلي:
تعليق الدوام في المدارس العامة والخاصة من 14 آذار/ مارس وحتى 2 نيسان/ إبريل، كما قررت وزارة التعليم العالي والبحث العلمي تأجيل جميع الامتحانات في الجامعات العامة والخاصة في نفس الفترة.
تأجيل انتخابات مجلس الشعب، فقد أصدر بشار الأسد في 14 آذار/ مارس المرسوم رقم (86) القاضي بتأجيل انتخابات مجلس الشعب إلى يوم 20 أيار/ مايو "ضمن الإجراءات الاحترازية التي تقوم بها الدولة للتصدي لفيروس كورونا".
تقليل الازدحام والأدوار، وهي مسألة كانت الحكومة تعمل عليها بشكل كبير من أجل تجنب الاحراج والأخبار التي تؤكد وجود أزمات، حيث عمدت إلى توزيع الغاز وبقية المواد بالبطاقة الذكية من أجل تقليل الازدحام، وقامت الحكومة مع انتشار خبر كورونا بمنع الوقوف في صفوف الأفران من أجل الحصول على الخبز، وحولته إلى منافذ بيع بالمحلات.
تعليق جلسات مجلس الشعب، حيث قرر المجلس تعليق جلساته اعتباراً من 22 آذار/ مارس وحتى إشعار آخر.
إغلاق مقاهي الانترنت وصالات ألعاب الأطفال في دمشق، حيث أصدر محافظ دمشق قراراً بهذاً الخصوص في 17 آذار/ مارس.
تعليق الدخول للأفراد من لبنان والعراق مع فتح المعابر نحو مناطق المعارضة، على الرغم من أن القرار صدر إلا أن الحركة مستمرة على مستوى المعابر غير الشرعية قرب الهرمل اللبناني ومعبر القائم العراقي. وقد خفّت الحركة بشكل كبير عن أي وقت سابق، مع استمرار الحركة التجارية في هذه المعابر، وتم وضع نقطة طبية عند معبر أبو الزندين عند تقاطع مناطق النظام مع درع الفرات، ومعبر التايهة مع قوات سورية الديمقراطية وبدأت صفحات ومواقع إعلامية محسوبة على النظام تنشر أن مناطق المعارضة انتشر فيها الفايروس.
تنشيط الحركة في مطار دمشق الدولي، على الرغم من أن معظم الدول علقت الرحلات إلا أنّ مطار دمشق الدولي لم يعلق أيّ رحلات جوية، حيث استمرت الرحلات نحو الإمارات والعراق وإيران والسودان إضافة لروسيا، حيث تحاول الحكومة كسر عزلتها قدر المستطاع، كما أعلنت المؤسسة السورية للطيران عن تشغيل رحلات من وإلى مطار القاهرة الدولي.
إغلاق الحدود البرية مع لبنان وتركيا، واستثناء معبر البوكمال مع العراق من الإغلاق. وجاء هذا القرار يوم 22 آذار/مارس.
إيقاف وسائط النقل الداخلي بين المحافظات وداخلها، على أن يتم الوقف داخل المحافظة اعتباراً من مساء يوم 23 آذار/مارس، وبين المحافظات في اليوم التالي.
إيران إنسايدر + مركز جسور