بدأت إيران عملية إعادة تموضع لميليشياتها وقواتها في سوريا، بعد استهدافها لمرات عدة خلال شهري نيسان/إبريل، وأيار/مايو الجاري، من قبل إسرائيل، بالتزامن مع تعزيز ميليشياتها في محافظة ديرالزور (الحدود السورية العراقية) والتي تعتبر البوابة الرئيسية لها نحو شواطئ المتوسط.
وقالت مصادر محلية سورية، إن إيران نقلت ميليشيا لواء فاطميون الذي يضم عناصر من الشيعة الأفغان، من منطقة دير الزور شرقي سوريا إلى تدمر في وسط سوريا، واللواء 313 من دير الزور إلى مقرات الميليشيا في منطقة السيدة زينب بدمشق.
وأشارت إلى أنه تم نقل الميليشيات في حافلات مدنية بدون أسلحة، من أجل عدم لفت الانتباه.
تعزيز مواقع
وبالتزامن مع إعادة تموضع قواتها، تواصل إيران تعزيز وجودها في قاعدة الإمام علي العسكرية، في مدينة البوكمال على الحدود السورية العراقية، رغم استهداف القاعدة بعدة ضربات جوية من قبل طائرات مجهولة الهوية –يعتقد أنها إسرائيلية- وأظهرت صور الأقمار الصناعية، استمرار أنشطة إيران بالقاعدة التي تضم صواريخ بالستية، على عكس التقارير التي تحدثت عن بداية انسحاب ميليشياتها من سوريا.
وأظهرت الصور، مخزن سلاح إيراني قيد الإنشاء، كما أظهرت نفقا و"بلدوزرات" تجوب المنطقة في الآونة الأخيرة.
وتعرضت قاعدة الأمام علي الإيرانية لقصف جوي أكثر من مرة من طيران مجهول مثلها مثل عشرات المواقع التابعة لإيران في منطقة البوكمال والبادية السورية، التي تستخدمها طهران لإرسال الأسلحة والميليشيات إلى سوريا عبر العراق.
زعيم ميليشيا حزب الله اللبناني، حسن نصر الله، علّق على الضربات الإسرائيلية التي تستهدف ميليشيات إيران في سوريا، بالقول، إن تل أبيب تخوض معركة وهمية هناك، حسب تعبيره.
وأكد نصرالله في خطاب متلفز، أن إسرائيل تهاجم كل ما يرتبط بتصنيع الصواريخ في سوريا، مشيرا إلى أن عناصره لم ينسحبوا من سوريا نتيجة هذه الضربات.
ومؤخرا أعلن مصدر دفاعي كبير في الجيش الإسرائيلي، أن إيران خفضت للمرة الأولى عدد مقاتليها في سوريا، وسحبت الآلاف من جنودها ومقاتلي الميليشيات التابعة لها، بسبب الغارات الإسرائيلية.
لكن تقارير إعلامية محلية سورية وأخرى دولية، تؤكد أن التصريحات الإسرائيلية مبالغ فيها، مشيرة إلى أن إيران ما زالت تعزز قواتها في سوريا، والشيء الوحيد الذي قامت به هو تغيير تموضع هذه القوات لتجنب الغارات الإسرائيلية عليها.
دعوات أمريكية
وفي سياق الدعوات لإنهاء الوجود الإيراني في سوريا، قال وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو، إن بلاده وإسرائيل، يريدان من النظام الإيراني مغادرة سوريا.
وأفاد بومبيو في حديث لقناة "كان" الإسرائيلية، "لقد أوضحت الولايات المتحدة الأمريكية وإسرائيل، للنظام الإيراني بأن عليه مغادرة سوريا، وأوضحنا هذا الأمر لنظام الأسد أيضا".
وكان وزير الدفاع والأمن الإسرائيلي بينيت نفتالي قال نهاية شهر نيسان الماضي، إن الهدف من عمليات القصف التي تكررت هذا الشهر في سوريا هو إخراج إيران عسكريا من سوريا قبل نهاية العام 2020.
وأضاف بينيت، أن إسرائيل لن تسمح أن يتعرض سكانها للقصف، بينما يعيش قادة إيران حياة هادئة في طهران ووصف الهجمات المتبادلة بين إيران وإسرائيل في سوريا بأنها معركة من اتجاه واحد، تقصف فيها إسرائيل أذرع إيران.
وكرر الوزير الإسرائيلي وقتها، أن الأيام التي تسيل فيها دماء الإسرائيليين في سوريا وغزّة، بينما يجلس رأس الأخطبوط في طهران بهدوء انتهت، مضيفا أن إسرائيل تقود في هذه الأيام معركة كبيرة جدا ضد إيران في سوريا وفي أبعاد أخرى.
وسبق أن هدد "بينيت" بتحويل سوريا لفيتنام جديدة للميليشيات الإيرانية، قائلا "نقول لإيران إن سوريا ستتحول إلى فيتنامكم، ستغرقون في دمائكم وستنزفون، وسنواصل جهودنا حتى تُخرجوا قواتكم الهجومية من سوريا.
عبدالرحمن عمر – إيران إنسايدر