أبدى نائب في البرلمان اللبناني، استغرابه من تصريحات النائب عن ميليشيا "حزب الله" حسن فضل الله، عن تدخل أمريكي في ملف التعيينات بمصرف لبنان المركزي.
وغرد النائب محمد الحجار، على حسابه في تويتر، "تعجبت من كلام أحد نواب حزب الله عن تدخل أمريكي في تعيينات مصرف لبنان، لأنو ما بيشبه الشي اللي نقال، لما إنحكى عن تدخل اميركي بإطلاق العميل عامر الفاخوري! على كل حال الكل بيعرف أن الحزب هو اللي نظم مخرج سحب بند التعيينات من جدول الاعمال، حتى ما يدبكوها حلفاؤه مع بعض".
وأضاف في تغريدة ثانية، "حزب الله يريد إدارة مالية في البلد تملك كفاءة الاصطدام مع المؤسسات الدولية ومع الإدارة الأمريكية، عدا عن أن الحرب المعلنة على النظام المصرفي قرار عبثي سيدفع ثمنه لبنان بكل فئاته ومناطقه".
وكان خرج الرئيس السابق للحكومة سعد الحريري عن صمته حيال ما آل إليه الأداء الحكومي، ولا سيما في ملف التعيينات، مهدداً بدوره بالاستقالة من المجلس النيابي على خلفية التعيينات المرتقبة، ما يطرح أكثر من علامة استفهام حول المنحى الذي سيسلكه رئيس الحكومة، خصوصاً أن موقف الحريري لم يكن وحيداً، بل جاء معطوفاً على بيان شديد اللهجة لرؤساء الحكومات السابقين الذي استنكر اتجاه الحكومة إلى "القيام بتعيينات يُستشم منها الرغبة في السيطرة على المواقع الإدارية والمالية والنقدية للدولة، بغرض الإطباق على الإدارة الحكومية، من دون الالتزام بقواعد الكفاءة والجدارة".
وفي حين تعامل الحزب مع هذا الموقف على أنه "تسديد فواتير" للأميركيين، ويرمي إلى الدفاع عن رجل أمريكا في المصرف المركزي محمد بعاصيري، ينتظر أن يفجر هذا الملف الحكومة من الداخل، خصوصاً أن تأجيل بت بند التعيينات في الجلسة الماضية، جاء على خلفية ضغوط أميركية، كما كشفت معلومات لموقعنا، بعدما أبلغت الحكومة صراحة بأن سلامة وبعاصري خطان أحمران.
وهذا يعني أن أي استمرار في المنحى الذي قرره الحزب بوضع اليد على السلطة بكل أبعادها السياسية والأمنية والمالية والنقدية، سيدخل البلاد في مواجهة عنيفة مع واشنطن التي ستلجأ إلى تصعيد الضغط، ولا سيما في ملف العقوبات.
تغطية على صفقة الفاخوري
وفي رأي أوساط سياسية مراقبة، تصعيد الحزب في الملف المالي، يرمي إلى التغطية على صفقة تسليم عامر الفاخوري قبل أسبوع، والذي جاء باعتراف نصر الله نفسه تلبية لمطلب حلفائه المسيحيين الذي طلبوا مخرجاً لتلافي إدراج أسمائهم على لائحة العقوبات.
وهذا يعني أن هذا السيف سيظل مسلطاً فوق رؤوس الحلفاء، كما الحزب، فيما سيتحتم على رئيس الحكومة مواجهة هذا الاستحقاق، بالعودة إلى المبادىء التي رسمها لحكومته، وتتمثل بأنها حكومة تكنوقراط ومستقلين، فينأى بها عن نفوذ الحزب المتمادي، وإلا فإن مصيرها بات مهدداً بالانفجار.
وكان لافتاً موقف رئيس تيار "المردة" سليمان فرنجيه، الذي هدد بدوره بالخروج من الحكومة "إذا لم يتم اختيار اثنين من المرشحين اللذين اقترحناهما للتعيينات الجديدة". والمعلوم أن موقف فرنجيه يأتي لقطع الطريق على رئيس "التيار الوطني الحر" جبران باسيل من الاستئثار بالحصة المسيحية، بعدما كان رئيس المجلس نبيه بري قام بتهديد مماثل، وإنما للحصول على ما يريد في ملف عودة المغتربين.
ريتا مارالله – إيران إنسايدر