تتواصل التسريبات حول مدى تفشي فيروس كورونا في كل من العاصمة السورية دمشق وريفها وخاصة في منطقة السيدة زينب (المعقل الرئيس للميليشيات الإيرانية في سوريا)، واللاذقية (غرب سوريا).
وكشفت مجلة "دير شبيغل" الألمانية في تحقيق صحفي مشترك مع موقع "سيريا إن كونتكست"، أن فيروس كورونا ينتشر بشكل كبير في مناطق سيطرة النظام.
ونقلت المجلة، شهادات حية من داخل مناطق سيطرة النظام السوري، أكدت جميعها انتشار الوباء؛ غير أنه لا يسمح لأي أحد سواء كان عسكريا أو مدنيا بالحديث عن الوباء أو الحالات المسجلة.
ولفتت، أنه يجب على الأطباء والعاملين في الكادر الطبي انتظار توجيهات أجهزة الأمن قبل توصيف أي حالة إصابة بفيروس كورونا.
وأظهرت المقابلات التي أجراها التحقيق مع العديد من الكوادر الطبية من مختلف المناطق، أنهم ممنوعون من إخبار المرضى بحقيقة إصابتهم بالمرض، مؤكدة أن دمشق لوحدها سجلت ما يزيد عن 50 حالة وفاة في حين سجلت حلب 4 حالات وفاة على الأقل.
وأوضح التحقيق، أن جميع حالات الوفاة يتم تقيد أسبابها على أنها التهاب رئوي أو فشل كلوي أو ربو.
وأشار التحقيق إلى أن المصابين بالفيروس من ميليشيات إيران، تم علاجهم في مشفى تشرين العسكري. ولفت التحقيق إلى أن النظام يخطط لاستغلال هذا الوباء برفع العقوبات عنه ولو جزئيا.
عزل السيدة زينب
وأصدر النظام السوري قرارا بعزل منطقة "السيدة زينب"، يوم الخميس، الواقعة جنوب دمشق، والمعروفة بأنها المعقل الرئيسي لإيران والتنظيمات التابعة لها، بعد وصول عدد المصابين بفيروس "كورونا المستجد" في البلاد إلى 16 شخصا.
وبعد يوم على قرار عزل بلدة "منين" شمال دمشق، أعلن النظام أنه "في إطار الإجراءات المتخذة لتقييد الحركة في المناطق ذات الكثافة السكانية العالية حفاظاً على السلامة العامة، تقرر عزل منطقة السيدة زينب"، في الطرف الجنوبي للعاصمة السورية.
وقال مصدر مطلع، إن "القرار اتخذ بعد ورود معلومات عن استمرار اختلاط مصابين من إيران والعراق وأفغانستان ولبنان، بالأهالي في منطقة المكتظة بالسكان".
وتقع منطقة السيدة زينب، على بعد حوالي 10 كم جنوب العاصمة دمشق على الطرق السريع المؤدي إلى مطار دمشق الدولي والطريق المؤدي إلى مدينة السويداء، وهي من المناطق السكنية ذات الكثافة السكانية العالية، والتي يقطنها أعداد كبيرة من أبناء الطائفة الشيعية الذين يعتبرون النسبة الكبرى من السكان.
إصابات باللاذقية
وأكدت مصادر متطابقة، يوم الخميس، تسجيل إصابتين جديدتين بفيروس "كورونا المستجد" (كوفيد-19) في مدينة اللاذقية شمال غرب البلاد.
وقال موقع "جرف نيوز" المحلي، إن الإصابة الأولى سجلت لدى شاب من أبناء بلدة "بكسا" بريف اللاذقية ويدعى "علاء محمد صبيح" ورجل آخر يدعى "محمد متوج".
وأوضح المصدر أن "متوج" هو موظف في مشفى تشرين الجامعي، وأن المصاب الثاني عاد مؤخرا من إيران حيث يدرس هناك، مؤكدا نقل معظم أفراد عائلتي المصابين إلى العزل الطبي في مشفى تشرين.
وفاتان بريف حماة
كشف موقع "صحيفة جسر" نقلا عن مصادر محلية عن وفاة شخصين في مدينة السلمية بريف حماة الغربي، اليوم الجمعة، ظهرت عليهما أعراض الإصابة بفيروس "كورونا" المستجد (كوفيد-19).
وبحسب المصادر، فإن الرجل الأول الذي توفي يبلغ من العمر 70 عاما، وكان بحالة صحية متردية أثناء مراجعة مشفى السلمية، مساء أمس الخميس، ونقل إلى العناية المشددة مباشرة حيث توفي هناك.
وذكرت المصادر أن المريض الثاني يبلغ من العمر 59 عاما، وكان يعاني من ارتفاع في درجة الحرارة والسعال الجاف، توفي ظهر اليوم الجمعة في مشفى سلمية.
وكانت اعترفت وزارة صحة النظام بوفاة اثنين بفيروس كورونا وإصابة 16 آخرين، وطبقت حكومة النظام فرض حظر تجول بين المحافظات السورية اعتبارا من يوم الأحد الماضي وحتى تاريخ 16-4-2020، وكلفت وزارة الداخلية وضع التعليمات التنفيذية لهذا القرار.
عبدالرحمن عمر – إيران إنسايدر