بدأ الحرس الثوري الإيراني سياسة جديدة في العراق، بهدف التخفي عن عيون واشنطن، ونقل طائراته وتأهيل بعض المطارات تحسباً لأي ضربة أميركية محتملة لإيران.
وقالت مصادر إعلامية أن الحرس الثوري بدأ استخدام معسكرات تابعة للحشد الشعبي العراقي ومعسكرات قديمة للجيش العراقي السابق في محافظة ديالى، منها "معسكرات سعد وسط بعقوبة، وقاعدة عباس بن فرناس ومعسكر خان بني سعد" كمعسكرات لها وخاصة بها للتحرك منها وضرب المصالح الأميركية في العراق.
ترميم معسكرات
وأكدت المصادر، أن الفوج الهندسي التابع لـ"منظمة بدر" مع الجهد الهندسي لـ"فيلق القدس" أعادوا ترميم وتأهيل معسكر ومطار منصورية الجبل، وهي منطقة تقع شمال شرقي محافظة ديالى، وأيضا معسكر ومطار قضاء خان بني سعد في جنوب ديالى وهو قريب من الحدود العراقية الإيرانية، ومعسكر ومطار عباس بن فرناس 8 كم شرق مدينة بعقوبة مركز المحافظة.
ولفتت إلى أنه من المقرر أن يتم نقل طائرات من نوع F – 14 توم كارت تو من إيران إلى العراق في قصة مشابهة لما حدث في العام 2003 عندما أودع العراق طائراته السوخوي لدى إيران خشية قصفها من قبل قوات التحالف آنذاك.
وأوضحت المصادر أن الإيرانيين بدأوا بالاستعداد لنقل هذه الطائرات لمطار عباس بن فرناس قرب بعقوبة لإخفائها خشية تعرضها لضربة جوية أميركية، في حين أكدت المصادر أن هيئة الحشد الشعبي تعاقدت مع الإيرانيين لشراء 200 دبابة لتوزيعها على فصائل بالحشد الشعبي، 50 دبابة لكل من "ميليشيا بدر" و"كتائب حزب الله" و"عصائب أهل الحق" و"كتائب النجباء" الموالية لإيران والمرتبطة مباشرة بالمرشد علي خامنئي.
وأشارت المصادر، إلى أن الأمريكيين لديهم معلومات كبيرة عن نية قيام الإيرانيين بنقل طائراتهم وتأهيل هذه المطارات لإخفاء الطائرات تحسباً لأي ضربة أميركية محتملة لإيران.
التغلغل الإيراني
يقول المحلل السياسي العراقي غانم العابد، إن نقل الحرس الثوري الإيراني أسلحته إلى العراق، "أمر ليس بالجديد".
وأضاف العابد أنه ومنذ أكثر من عامين إيران تعمل على نقل الكثير من الأسلحة والصواريخ إلى العراق، وتسلمها إلى الفصائل الموالية لها المنضوية تحت لواء "الحشد الشعبي"، وهي "ميليشيا بدر" و"كتائب حزب الله" و"عصائب أهل الحق" و"كتائب النجباء" .
وبيّن العابد أن الصواريخ والأسلحة الإيرانية وضعت في مناطق جرف الصخر التي تسيطر عليها كتائب "حزب الله" و"عصائب أهل الحق"، كاشفا أن العديد من أهالي المنطقة تم تهجيرهم منذ شهر سبتمبر 2014، وحتى الآن لم تتم إعادتهم إليها، حيث تم استخدام هذه المناطق بالكامل من قبل الميليشيات الإيرانية في العراق.
وأكد العابد أن العراق هو أفضل ساحة لإيران لاستباق الهجوم الأمريكي، متبعة في ذلك أخذ الحيطة والحذر وتأمين الأسلحة.
ويذكّر المحل السياسي العراقي أن هناك العديد من الفصائل التي ترتبط عقائديا بإيران، وتشرف طهران على تسليحهم وتنظيمهم؛ فمن المؤكد أنهم سيكونون البيئة الآمنة لهذه الأسلحة، مذكرا بأن إيران تستطيع أن تستخدم بعض هذه الفصائل لمحاولة استهداف المصالح الأمريكية في العراق وحتى استهداف المصالح الأمريكية في دول الخليج.
ونوه العابد أن هذه الجهات التي تهدد الآن، هي من قصفت السفارة الأمريكية في المنطقة الخضراء المحصنة، وحينها وعدت الحكومة العراقية بأن هذه الحوادث لن تتكرر.
وقال العابد "حتى لو نجحت الحكومة العراقية في إبعاد هذه الفصائل عن الانخراط في الصراع الأمريكي - الإيراني، أعتقد أن هذا الإبعاد سيكون بشكل مؤقت، وما أن تبدأ المواجهة الفعلية بين إيران وأمريكا، بالتأكيد هذه الجهات ستقاتل مع إيران".
ويعتقد العابد أن الحكومة العراقية لن تتمكن من منع هذه الفصائل، حيث إنها تمتلك القوة والعتاد والأموال وهي لا تأتمر بأوامرها بل بأوامر المرشد الأعلى علي خامنئي.
المصدر: إيران إنسايدر