أصيب ثلاثة جنود من قوات التحالف الدولي في العراق، يوم السبت، جراء هجوم بصواريخ الكاتيوشا على قاعدة التاجي شمال العاصمة بغداد، بحسب ما أعلن التحالف الدولي.
ويأتي هذا الهجوم بعد هجوم سابق استهدف القاعدة الأربعاء الماضي تسبب في مقتل جندييْن أمريكيين وبريطاني وإصابة 14 آخرين، وردت على إثره القوات الأميركية بقصف مواقع لميليشيا "كتائب حزب الله" العراقي، مما أسفر عن مقتل عشرات العناصر.
وكانت كشفت قيادة العمليات المشتركة للجيش العراقي، عن وقوع إصابات بصفوف منتسبي الدفاع الجوي العراقي جراء قصف جديد استهدف قاعدة التاجي التي تضم قوات للتحالف الدولي، مشيرة إلى أن إصابة غالبيتهم "حرجة".
وأكد بيان قيادة العمليات، أنه "في تمام الساعة الحادية عشرة من صباح السبت، تعرض معسكر التاجي إلى عدوان سافر آخر بعد سقوط 33 صاروخا نوع كاتيوشا على وحدات الدفاع الجوي العراقي وقرب بعثة التحالف الدولي، وعثرت قواتنا على 7 منصات تم إطلاق الصواريخ منها في منطقة أبو عظام قرب التاجي شمالي العاصمة بغداد، ووجدت فيها 24 صاروخا جاهزا للإطلاق، حيث عملت على إبطال مفعولها".
وقال البيان إن "هذا العدوان الغاشم تسبب بجرح عدد من منتسبي الدفاع الجوي وهم بحالة حرجة جدا".
وأوضحت قيادة العمليات المشتركة "أنها ستتخذ كل الإجراءات لملاحقة من قام بهذا العمل العدواني وإلقاء القبض عليهم".
وأفادت قيادة العمليات المشتركة أنه "لا يمكن العبث بأمن العراق بهذا الشكل وأن أي إرادة تحاول أن تكون بديلا للدولة وسياستها وسيادتها وتفرض لها وجودا مصيرها الفشل ومستقرها خلف القضبان بقوة القانون والقضاء العراقي. فعلى من يقوم بهذا العمل أن يعلن عن نفسه ليتحمل مسؤولياته القانونية والشرعية، وسنعتبر أي طرف يعبئ لهذه الأعمال ويشرعنها بالدعم والتسهيلات شريكا محتملا فيها. كما نرفض أن تقوم القوات الأميركية أو غيرها بأي عمل دون موافقة الحكومة العراقية والقائد العام للقوات المسلحة، كما فعلت صباح الجمعة، فهي بذلك لا تحد من هذه الأعمال بل تغذيها وتضعف قدرة الدولة العراقية وتوقع المزيد من الخسائر بالعراقيين وغيرهم مما يستوجب المسارعة بتطبيق قرار مجلس النواب الخاص بموضوع الانسحاب".
وأهاب بيان القيادة العامة بالعراقيين، أن "لا يترددوا في الإبلاغ وتقديم المعلومات للجهات الاستخبارية عن هذه العناصر الخارجة عن القانون. فالشعب العراقي وقواته الأمنية بكل تشكيلاتها من جيش وشرطة وحشد شعبي وعشائري وبيشمركة ستفرض في النهاية هيبة وإرادة الدولة وتحقق الأمن والسلام".
وقال مسؤولان أمنيان عراقيان، إن وابلا من الصواريخ أصاب معسكر التاجي، وهي المرة الثانية التي تتعرض فيها القاعدة التي تستضيف قوات التحالف بقيادة الولايات المتحدة لهجوم هذا الأسبوع. وتحدث المسؤولان، السبت، بشرط عدم الكشف عن اسميهما التزاما باللوائح.
وقال المسؤولان إن أكثر من عشرة صواريخ سقطت داخل القاعدة، بعضها أصاب مناطق التحالف بينما سقط البعض الآخر على مدرج تستخدمه القوات العراقية.
ضربات جوية
ويأتي القصف الجديد على قاعدة التاجي، بعد قصف الولايات المتحدة لعدد من مقرات ميليشيا "كتائب حزب الله العراق"، في مدن عراقية عدة.
وكانت قالت وزارة الدفاع الأمريكية "البنتاغون"، إنها نفذت ضربات دفاعية دقيقة ضد ميليشيا "كتائب حزب الله العراق"، في أنحاء العراق، يوم الخميس الماضي.
وأضاف البنتاغون، أن الضربات الجوية استهدفت منشآت تخزين أسلحة استخدمت لمهاجمة القوات الأمريكية والتحالف الدولي في العراق.
وقال وزير الدفاع الأمريكي مارك إسبر، في بيان، إن "أمريكا لن تتسامح مع هجمات على شعبنا أو مصالحنا أو حلفائنا".
حصيلة القصف
وطال القصف الأمريكي مواقع تابعة لميليشيات الحشد في منطقة جرف الصخر جنوب بغداد، وأخرى في محافظات صلاح الدين وبابل والبصرة.
وأكدت مصادر لإيران إنسايدر، إن القصف تسبب بقتل وجرح العشرات وخاصة بميليشيا "كتائب حزب الله" بينهم قيادات وشخصيات مهمة.
وأضافت أن القصف طال البنية التحتية لحزب الله، مؤكدة مشاركة بريطانيا في هذه العملية.
ولفتت أن القصف الأمريكي استهدف مقار الاتصالات لميليشيات الحشد الشعبي ومقار اللواء 46 و47 لهذه الميليشيات شمال بابل.
وفي سوريا، نقل مراسل إيران إنسايدر عن مصادر محلية قولها، إن قصفا جويا طال مواقع عسكرية لميليشيات الحشد الشعبي في منطقة البوكمال بريف ديرالزور شرق سوريا، مؤكدة مقتل قرابة 85 عنصرا من ميليشيا كتائب حزب الله.
ومطلع يناير/كانون الثاني الماضي، اغتالت الولايات المتحدة بغارة جوية لطائرة مسيرة قائد فيلق القدس الإيراني قاسم سليماني، وأبو مهدي المهندس نائب رئيس هيئة ميليشيات الحشد الشعبي قرب مطار بغداد، مما أدى إلى تصاعد التوتر بين واشنطن وطهران التي ردت باستهداف قواعد عراقية يوجد فيها أميركيون.
يشار إلى أن الجيش الأميركي ينشر نحو خمسة آلاف جندي في قواعد عسكرية بمختلف أرجاء العراق.
إسراء الحسن – إيران إنسايدر