بعد يومين من موافقة الملك السعودي سلمان بن عبدالعزيز على استقبال قوات أمريكية في قاعدة الأمير سلطان الجوية جنوب الرياض، كشفت شبكة "إن بي سي" الأمريكية، أن الجيش الأميركي بدأ نقل معدات وقوات إلى القاعدة الجوية في السعودية منذ حزيران الماضي، وأنه سيعيد تشغيلها.
وقالت المحطة التلفزيونية الأميركية، السبت، إنه توجد بالفعل أعداد من الجنود الأميركيين في القاعدة الواقعة جنوب الرياض، وأضافت أن الرقم سيتجاوز خمسمئة فرد بعد وصول سرب جوي أميركي للقاعدة السعودية.
ونقلت الشبكة عن مسؤولين عسكريين أميركيين أن الأسابيع المقبلة ستشهد نشر طائرات حربية وأنظمة للدفاع الصاروخي بعيدة المدى لمواجهة التهديد الإيراني.
تصاعد التوتر
ويأتي استقبال السعودية لجنود أمريكيين بعد تصاعد التوتر في منطقة الخليج العربي، إثر مهاجمة أربع سفن تجارية في مياه الخليج في شهري أيار وحزيران الماضيين، وإسقاط الحرس الثوري الإيراني لطائرة أمريكية مسيرة، واحتجاز ناقلة نفط بريطانية، وبالتزامن مع الهجمات المتكررة لميليشيا الحوثي المرتبطة بإيران هجمات صاروخية وبالطائرات المسيرة على مواقع حيوية في المملكة العربية السعودية.
وصرح مصدر مسؤول بوزارة الدفاع السعودية، يوم الجمعة، لوكالة "واس" السعودية بأنه "انطلاقا من التعاون المشترك بين المملكة العربية السعودية والولايات المتحدة الأميركية، ورغبتهما في تعزيز كل ما من شأنه المحافظة على أمن المنطقة واستقرارها، صدرت موافقة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود القائد الأعلى لكافة القوات على استقبال المملكة لقوات أميركية لرفع مستوى العمل المشترك في الدفاع عن أمن المنطقة واستقرارها وضمان السلم فيها".
من جهتها، قالت وزارة الدفاع الأميركية، السبت، إن "استقبال قواتنا في السعودية يوفر ردعا إضافيا ويعزز قدرتنا على حماية مصالحنا".
"ثاد" الدفاعية
وقالت وزارة الدفاع، يوم الجمعة، إن شركة لوكهيد مارتن فازت بعقد قيمته 1.48 مليار دولار لبيع منظومة ثاد الدفاعية الصاروخية للسعودية.
وأضافت أن العقد الجديد تعديل لاتفاق سابق لإنتاج المنظومة الدفاعية لصالح السعودية.
وذكرت أن الاتفاق الجديد يرفع القيمة الإجمالية لصفقة ثاد إلى 5.36 مليار دولار.
ثاد (THAAD) هي اختصار لـ Terminal High Altitude Area Defense وتعني منظومة دفاع في المناطق ذات الارتفاعات العالية الطرفية.
وتتميز المنظومة بقدرتها على التنقل من موقع لآخر، وفاعليتها في اعتراض الصواريخ الباليستية داخل أو خارج الغلاف الجوي خلال المرحلة النهائية من الرحلة.
وتستطيع "ثاد" اعتراض الصواريخ القادمة داخل وخارج الغلاف الجوي للأرض على مسافة 200 كيلومتر، ما يخفف من آثار أسلحة الدمار الشامل قبل وصولها إلى الأرض، وفقاً لما ذكره موقع "Missile Threat".
وتجعل القدرة على اعتراض الصواريخ داخل وخارج الغلاف الجوي، منظومة "ثاد" الصاروخية جزءا مهما في إطار مفاهيم الدفاع الصاروخي، كما أنه يجمع بين مزايا منظومة الدفاع exo-atmospheric Aegis لاعتراض الصواريخ خارج الغلاف الجوي وبطاريات صواريخ Patriot الاعتراضية داخل الغلاف الجوي.
وتستطيع منظومة "ثاد" التمييز بين ما هو حقيقي أو وهمي من الأهداف بفضل معدات الاستشعار عن بعد المتقدمة، والتي تتصل بالأقمار الصناعية، وهي أيضا من المزايا التي تساعد على توجيه بل إعادة التوجيه أثناء التحليق للصاروخ، حسب أي مستجدات.
عناصر المنظومة
هناك 4 مكونات رئيسية لـ"ثاد": قاذفة (منصة رجم) وصواريخ اعتراضية ورادار ووحدة التحكم في إطلاق الصواريخ.
يتم تركيب منصة الرجم على ظهر شاحنة للتنقل والتخزين. وهناك 8 صواريخ اعتراضية لكل قاذفة. وتشتمل تشكيلات الجيوش الحالية من بطاريات "ثاد" على 6 منصات رجم و48 صاروخا اعتراضيا، على الرغم من أن بعض التقارير تشير إلى أنه يمكن توسيع نطاقها تلك المنظومة إلى 9 منصات إطلاق و72 صاروخا اعتراضيا.
توفر كابينة القيادة والتحكم وإدارة المعركة والاتصالات (C2BMC) معلومات تتبع من مناطق إقليمية أخرى وتجمع معلومات واردة من أجهزة الاستشعار عن بعد في أنظمة Aegis وPatriot.
العمود الفقر
ويعتبر نظام التحكم في إطلاق الصواريخ هو العمود الفقري للاتصالات السلكية واللاسلكية وإدارة البيانات والمعلومات الواردة من الأقمار الصناعية وأجهزة الاستشعار عن بعد المتمركزة في أقاليم أخرى.
وتستخدم منظومة "ثاد" الرادار، المعتمد من البحرية الأميركية والقابل للتنقل (AN/TPY-2)، والذي يقوم بكشف وتتبع صواريخ العدو على مدى يصل إلى 1000 كيلومتر.
المصدر: إيران إنسايدر + الجزيرة نت + العربية نت + وكالات