أظهرت صور التقطت من الأقمار الصناعية أن السلطات الإيرانية بدأت أعمال الحفر في منطقة بهشت معصومة قرب مدينة قم (80 ميلا جنوب طهران)، لدفن ضحايا فيروس كورونا.
ورصدت صحيفة "واشنطن بوست"، صورا لمقابر جرى حفرها حديثا في منطقة بهشت معصومة قرب مدينة قم، والتي تمكنت أقمار صناعية من رصدها من الفضاء، تظهر كخنادق كبيرة بأطوال شاسعة.
وأظهرت الصور ما يجري من أعمال حفر هناك، وبحلول نهاية فبراير/شباط الماضي، ظهر خندقان كبيران يبلغ طولهما 100 ياردة في الموقع من الفضاء.
وبحسب تحليلات الخبراء وشهادات الفيديو والبيانات، تم حفر قبور لاستيعاب العدد المتزايد من ضحايا الفيروس في قم.
وأظهرت تحليلات خبراء للصور الفضائية والتي عززت من مقاطع فيديو نشرت على شبكات التواصل الاجتماعي أن عدد ضحايا فيروس كورونا في قم كبير جدا.
وتظهر في الصور وفق خبير فضل عدم ذكر اسمه ما يبدو مادة بيضاء من الكلس، والتي على الأرجح تستخدم للحد من رائحة المقابر عند دفن ضحايا فيروس كورونا، وفقا لما ذكرته الصحيفة.
بعد نشر احد مقاطع الفيديو عن حجم الوفيات في قم ( موجود على حسابي) تابعت الواشنطن بوست هذا الملف وعملت تحقيقًا عبر الأقمار الصناعية عن الإحصائيات الصحيحة حول عدد الوفيات الناتجة عن اصابتهم بفيروس كورونا ، اكتشفت الصحيفة عن تجهيز مقابر كبيرة بمدينة قم لدفن المتوفين بفيروس كورونا .! pic.twitter.com/J34qCbVS0N
— محمد مجيد الأحوازي (@MohamadAhwaze) March 12, 2020
بؤرة الفيروس
وكان قال النائب عن مدينة تبريز (عاصمة إقليم آذربيجان إيران)، شهاب الدين بي مقدار، في مقابلة أجراها مع وكالة "إيلنا" شبه الرسمية، إن "التأخير في البدء بالإجراءات الوقائية كان أحد الأخطاء التي ارتكبها المسؤولون. لو تم فرض الحجر الصحي على مدينة قم، لما انتشرت العدوى بهذا الشكل في إيران".
وشدد بي مقدار على أن "فيروس كورونا انتشر في المحافظات الإيرانية ودول الجوار انطلاقا من مدينة قم".
وأكد تصريحات بي مقدار، نائب رئيس البرلمان ووزير الصحة الإيراني الأسبق الدكتور مسعود بزشكيان، الذي قال في مقابلة مع موقع "إنصاف نيوز" الناطق بالفارسية: "لو كنت مكان وزير الصحة لفرضت الحجر الصحي على مدينة قم منذ اليوم الأول".
وأشار بزشكيان إلى أن الإحصائيات التي تُنشر حول تفشي فيروس كورونا في إيران "لا تعكس الأرقام الحقيقية".
كورونا في إيران
وانتشر كورونا في جميع مدن إيران، وانتقل مع المسافرين إلى الدول المجاورة لإيران، ما تسبب في منع هذه الدول لجميع الرحلات الجوية والبرية والبحرية القادمة من إيران إلى أراضيها، وانشأت مراكز حجر صحية للمصابين بالفيروس في بلدانها، ولكن في ايران لم تقم الحكومة بإنشاء أي مراكز حجر صحية في المدن، وعجزت عن توفير الخدمات الطبية والأشياء الضرورية لمواجهة الوباء.
وصرح مسؤولو الأمم المتحدة، أن الوضع في إيران خطير جدا وذلك بسبب عدم شفافية النظام.
ويتهم معارضون النظام الإيراني بإخفاء الرقم الحقيقي لضحايا فيروس كورونا، والتكتم عن مدى العجز في مواجهة تمدده.
وتشهد إيران حالة من انعدام الثقة بين المواطنين والنظام وحتى بين أعضاء البرلمان، الذين اتهموا الحكومة بالتستر على الأرقام الحقيقية، خاصة مع ورود تقارير عن أعمال عنف وحفر مقابر جماعية لدفن الضحايا.
وفي الوقت الذي تكشف الأرقام الرسمية عن وفاة 429 شخصا حتى تاريخ 12 آذار/مارس الجاري بفيروس كورونا، يقول الكاتب الإيراني المعارض نظام مير محمدي، "طبقا للتقارير الواردة من وسائل التواصل الاجتماعي والمصادر الأهلية، وصل عدد الضحايا لأكثر من 1500 شخص حتى الآن، والإصابات إلى ما يقارب ٦٠ ألفا".
طاهرة الحسيني – إيران إنسايدر