أصيب 9 متظاهرين بجروح، يوم الأربعاء، جراء استهدافهم ببنادق الصيد من قبل قوات الأمن وميليشيات إيران قرب ساحة الخلاني وسط بغداد.
وتجددت الاشتباكات بين قوات الأمن والميليشيات من جهة، والمتظاهرين من جهة ثانية، يوم الأربعاء، قرب ساحة الخلاني ما تسبب بإصابة 9 متظاهرين ببنادق الصيد "الخرطوش" والرصاص الحي.
واندلعت اشتباكات مماثلة مساء يوم الثلاثاء، في محاولة من قوات الأمن والميليشيات المرتبطة بإيران إنهاء الحراك الشعبي المطالب بإسقاط النظام السياسي القائم على المحاصصة الطائفية وحل البرلمان وتشكيل حكومة مستقلة بعيدة عن سيطرة الأحزاب، ومحاسبة الفاسدين.
وفي الكوت، تصاعدت حركة الاحتجاجات أمام قيادة الشرطة رفضا للاعتداء على المتظاهرين.
اغتيال ناشطين
وفي السياق، اغتالت مليشيات مسلحة، مساء الثلاثاء 10 آذار/مارس، كلا من الفنان المسرحي عبد القدوس قاسم والمحامي كرار عادل الناشطين فـي التظاهرات بمحافظة ميسان.
واتهم ناشطون ميليشيات "سرايا السلام" التابعة لرجل الدين مقتدى الصدر بالوقوف وراء تلك الاغتيالات بعد توجيه قاسم وكرار انتقادات لاذعة للصدر وميليشياته.
ثورة العراق
ويشهد العراق احتجاجات شعبية واسعة بدأت من بغداد للمطالبة بتحسين الخدمات العامة وتوفير فرص العمل ومحاربة الفساد، قبل أن تمتد إلى محافظات في الجنوب ذات أكثرية شيعية، لتطالب بإسقاط الحكومة.
ونجح المتظاهرون بإسقاط الحكومة العراقية التي يترأسها عادل عبدالمهدي، بعد لجوء قوات الأمن وميليشيات مرتبطة بإيران للعنف لوأد الاحتجاجات، كما تمكنوا يوم الأحد 1 آذار/مارس بإجبار رئيس الوزراء المكلف محمد توفيق علاوي على الانسحاب من تشكيل الحكومة.
ويطالبون بإسقاط النظام السياسي القائم على المحاصصة الطائفية ومحاسبة الفاسدين، وحل البرلمان، وتنظيم انتخابات مبكرة.
وارتفع عدد قتلى الاحتجاجات في العراق منذ اندلاعها في مطلع شهر تشرين الأول/أكتوبر إلى 558 مدنيا برصاص قوات الأمن وميليشيات مرتبطة بإيران، غالبيتهم لقوا حتفهم برصاص قناصة، بحسب ما أفادت مصادر طبية لمراسل إيران إنسايدر.
وعادت الاحتجاجات إلى زخمها بعد تكليف الرئيس العراقي برهم صالح للوزير السابق محمد توفيق علاوي بتشكيل حكومة جديدة خلفا لعبد المهدي.
ومرت الاحتجاجات بثلاث مراحل تخللها عنف الأجهزة الأمنية والميليشيات الموالية لإيران وتنكيلهم بالمتظاهرين، الأولى امتدت من الأول من تشرين الأول/أكتوبر، حتى العشرين من الشهر ذاته، وبدأت الموجة الثانية من 25 تشرين الأول/أكتوبر، والثالثة بعيد تكليف علاوي بتشكيل الحكومة وهو الأمر الذي يرفضه بشدة المتظاهرين ويصرون على تكليف شخصية مستقلة بتشكيل حكومة تكنوقراط بعيدة عن تسلط الأحزاب والتيارات السياسية المرتهنة لإيران، والتي يتهمونها بتكريس الفساد ورعايته طيلة 16 عاما.
العنف الذي جوبهت به المظاهرات لم يمنع العراقيين من الحفاظ على سلميتهم، وابتكار أساليب عدة للاحتجاج وإيصال رسالتهم للمسؤولين والأحزاب، أبرزها قطع الطرقات، والاعتصام بالساحات.
إسراء الحسن – إيران إنسايدر