قال الكاتب الإيراني المعارض نظام مير محمدي، إن النظام الإيراني يواصل ارتكاب الجرائم بحق الشعب، وآخرها جريمة إخفاء الأرقام الحقيقية حول تفشي فيروس "كورونا".
وأضاف الكاتب الحقوقي والخبير في الشأن الإيراني، "في القانون الجنائي، يتم تقسيم توصيف الجريمة بأحد شكلين (الشكل الأول الجريمة الوقتية، والشكل الثاني هو الجريمة المستمرة)".
وقال إن الجريمة الوقتية تقع في فترة زمنية قصيرة ومحددة. مثال على ذلك: اذا أطلق شخص الرصاص على أحدهم وقتله، في هذه الحالة ترتكب الجريمة خلال ثوان معدودة فقط. والفعل المادي هو جريمة يعبر عنها بالفعل أو تركه.
وأشار أنه وفي الشكل الثاني ترتكب الجريمة بصورة مستمرة ولا تنتهي بفترة قصيرة وتستمر لمدة طويلة، ويطلق عليها القانون اسم "الجريمة المستمرة".
ونوه أنه من الناحية القانونية، ثبتت جريمة مسؤولي نظام ولاية الفقيه الإيراني فيما يتعلق بكتمان حقيقة تفشي وباء "كورونا" وعدم مواجهته.
وقال مير محمدي إن "جميع رؤوس النظام متهمون بارتكاب جريمة مستمرة بكتمان من خلال إخفاء حقيقة تفشي كورونا وعدم توعية الشعب وتركه يواجه تفشي الفيروس، والجهل بالظروف الكارثية التي أصابت البلاد.. المتهمون هم: كل الطغمة الحاكمة من كبيرهم خامنئي وحسن روحاني ووزير الداخلية وحتى وزيرالصحة".
وانتشر كورونا في جميع مدن إيران، وانتقل مع المسافرين إلى الدول المجاورة لإيران، ما تسبب في منع هذه الدول لجميع الرحلات الجوية والبرية والبحرية القادمة من إيران إلى أراضيها، وانشأت مراكز حجر صحية للمصابين بالفيروس في بلدانها، ولكن في ايران لم تقم الحكومة بإنشاء أي مراكز حجر صحية في المدن، وعجزت عن توفير الخدمات الطبية والأشياء الضرورية لمواجهة الوباء، وارتكبت الحكومة جريمة شنيعة بحق الشعب وعتم النظام على فعلته بشكل متعمد.
وقال مير محمدي "نظام الملالي وخلال ٤١عاماً من توليه السلطة، تعامل مع الكوارث الطبيعية، التي يمكن الوقاية منها كالفيضانات والهزات الأرضية والحرائق ومن ثم حاليا فيروس كورونا، بسوء تدبير وإجرام واستهزاء، فانقلبت كل هذه الكوارث الطبيعية والأوبئة إلى كوارث مضاعفة ومميتة للشعب الإيراني، وبات الشعب الضحية الأول لهذا النوع من الإجرام الموصوف، نظام الملالي وتحديدا خامنئي، باعتباره الولي الفقيه لهذا النظام وبإخفاءه هذه الحقائق، تسبب بهذه الكارثة".
وصرح مسؤولو الأمم المتحدة، أن الوضع في إيران خطير جداً وذلك بسبب عدم شفافية النظام.
ولم يعط النظام الإيراني إحصائية دقيقة بهذه الفاجعة، ولا بعدد ضحايا فيروس كورونا.
وقال الكاتب المعارض "طبقا للتقارير الواردة من وسائل التواصل الاجتماعي والمصادر الأهلية، وصل عدد الضحايا لأكثر من 1500 شخص حتى الآن. أوردت المعارضة الإيرانية نقلاً عن مصادرها الخاصة من داخل إيران أن عدد ضحايا هذا الوباء بلغ 1500 شخص ووفقا للتقرير نفسه، أصيب ما يقارب ٦٠ ألف بهذا الفيروس".
وأضاف مير محمدي "كانت قد سجلت نماذج من الإصابات بهذا الفيروس (١١شباط/فبراير، ذكرى انتصار الشعب الايراني على الشاه الديكتاتور) لكن النظام لم يعلن عن ذلك متعمدا، وكان السبب هو التحضير لحدثين هامين وهما إقامة المسيرات السنوية في ١١ فبراير، ذكرى الثورة وإقامة مسرحية الانتخابات البرلمانية في 21 فبراير، ولأن خامنئي هو منظم المسرحية وكان يعلم أنه لو انكشف الأمر لوسائل الإعلام، فإن الشعب الإيراني سيقاطع الانتخابات بكل تأكيد، وسيخسر الملالي حتى تلك النسبة الضئيلة للغاية من الناخبين التابعين للنظام، والدين سيمتنعون بدورهم عن التصويت أيضاً، ولهذا السبب أخفى خامنئي الخبر".
وقال الكاتب في مقاله "لو أخبر خامنئي ورؤوس نظامه الشعب الإيراني بالحقيقة كاملة لتوقفت الاحتفالات والانتخابات، ولكان الشعب طالب بالتحقيق مع أولئك الذين اعتمدوا التضليل والتعتيم كسياسة فاشلة في مواجهة الوباء الذي أدى إلى هذه الكارثة التي لحقت بكامل البلاد، كما تكتم هذا النظام عن الإفصاح بالحقيقة المرة خلال الاستهداف المتعمد لطائرة الركاب الأوكرانية والتي أدت إلى قتل ١٧٦ إنسان بريء من جميع أنحاء العالم، ولم يعلن النظام عن هذه الكارثة الإنسانية واستمر في التعتيم عليها".
ونوه الكاتب الإيراني المعارض أنه ولمواجهة هذا الوباء والحد من الكارثة، كان الأمر يتطلب توعية المجتمع واستعمال جميع الإمكانيات، توجب عليهم إجراء الاحتياطات اللازمة، على سبيل المثال: كان يتعين عليهم وقف صلاة الجمعة التي هي أحد وسائل خامنئي المهمة، لتطوير سياساته وقمع الشعب، لا أن ينتظر أن يجبر على وقف صلاة الجمعة كما حدث في طهران.
وأشار الكاتب إلى تصريح غلام علي جعفري زاده عضو البرلمان لمدينة رشت والذي قال فيه (أقسم عليكم يا سادة! أن تعلنوا عن الإحصائية الحقيقية للشعب. بكل أسف أقول إنهم لا يكتبون العدد الحقيقي للمصابين بفيروس كورونا ولم تعلن حتى الآن الإحصائية الحقيقية).
وانعكس عدم إعلان النظام الإيراني عن الإحصائية الحقيقية في وسائل الإعلام العالمية، وكتبت تورنت استار الكندية، أنه ضمن بحث لمحقق كندي، بخصوص الفيروس المتفشي في إيران أصيب ما يقارب أضعاف المعلن عنه في الاحصائيات الحكومية، وأيضاً جريدة لوموند الفرنسية التي تنحاز بمواقفها للنظام الايراني، نقلاً عن طبيب إيراني كتب: إن إيران تقول إن هذا الفيروس مؤامرة ضدها، هذا الكلام ما يردده خامنئي وروحاني على الدوام.
وكان قال روحاني "هذه مؤامرة أعدائنا، يريدون بث الذعر في المجتمع ويشلوا البلاد". وأضافت لوموند نقلا عن الطبيب أن الاحصائية التي تم تداولها بين الأطباء تحكي عن أزمة كبيرة، وهى بعيدة كل البعد عن الإحصائية التي أعلنتها الحكومة.
وأشار الكاتب إلى أن فيروس كورونا دخل إلى طهران منذ أواخر شهر كانون الثاني/يناير الماضي.
وأضاف "حقيقة هذا الموضوع من الناحية القانونية والقضائية، أن فيروس كورونا الفتاك دخل من الصين إلى إيران، والسبب الأساسي شركة ماهان للطيران التابعة للحرس والتي لم توقف رحلاتها في فترة تفشي الفيروس. وتقول الإحصائيات أنه يوجد ما يقارب ٧٠٠ طالب يدرس في حوزة قم الدينية وكانوا يسافرون إلى بلدهم الصين بشكل مستمر، هؤلاء الطلاب يشاركون في مشروع منظم ومدروس في جامعة المصطفى والتي هي مركز تعليم أصولي ومركز نشر الفكر الإرهابي للنظام، أنشأها خامنئي قبل سنوات ولها فروع ومكاتب في مختلف الدول وينفق عليها أموال كثيرة".
وتعاني إيران تفشياً لفيروس كورونا، وتشهد أعلى معدلات وفاة بالمرض خارج الصين، حيث ظهر الفيروس لأول مرة في ديسمبر/كانون الأول الماضي.
طاهرة الحسيني - إيران إنسايدر