قالت مصادر إعلامية سورية معارضة، إن ميليشيات تابعة لـإيـران أطلقت النار على دورية عسكرية تابعة للجيش التركي كانت متجهة إلى داخل إحدى نقاط المراقبة التركية في مناطق سيطرة قوات النظام السوري في ريف حلب الجنوبي (شمال سوريا).
ونقل موقع "بلدي نيوز" المعارض، عن مصادره القول "إن سيارات تابعة للجيش التركي تعرضت في تمام الساعة السادسة من صباح اليوم الأحد لإطلاق نار بالرشاشات الثقيلة من قبل الميلشيات الإيرانية وقوات النظام المتمركزة في الفوج 46 بريف حلب الغربي".
وأضافت المصادر أنّ سيارات الجيش التركي كانت متوجهة إلى نقاط المراقبة التركية في ريف حلب الجنوبي الواقعة تحت سيطرة قوات النظام والميليشيات الإيرانية.
وقالت المصادر إن سيارات الجيش التركي أُجبرت على العودة إلى مناطق ريف حلب الغربي بسبب إطلاق النار التي تعرضت له، فيما لم يُعرف حجم الخسائر البشرية والمادية في صفوف الجيش التركي.
تهديد سابق
وكان أفاد المركز الاستشاري الإيراني في سوريا، السبت الماضي، بأن "قوات الجيش التركي قصفت مواقع عسكرية تابعة للقوات الإيرانية وحلفائها من القوات المساندة "الميليشيات الإيرانية"، في مدينة إدلب شمال غرب سوريا.
ووجه المركز الاستشاري الإيراني، في بيان له، تحذيرا للقوات التركية، مذكرا إياها "أنها موجودة منذ شهر في مرمى القوات الإيرانية وأنها كانت تستطيع الانتقام، ولكنها لم تفعل ذلك تلبية لأوامر قيادتها"، وذلك حسب وكالة "فارس" الإيرانية.
وقال المركز، تعليقا على الاشتباك الحاصل بين قوات النظام والجيش التركي منذ أيام في محافظة ادلب "شاركنا وساندنا قوات النظام بناء على طلب حكومة النظام في فتح طريق M5".
2000 مقاتل
وكانت كشفت صحيفة "يني شفق" التركية، أن إيران دفعت بألفي عنصر جديد من ميليشياتها إلى جبهة سراقب، بالتزامن مع الخسائر الكبيرة التي طالت قوات النظام في إطار عملية "درع الربيع" العسكرية التي أطلقتها تركيا في الـ27 من شهر شباط/فبراير الماضي.
وقالت الصحيفة، إن حلفاء الأسد سارعوا لنجدة نظامه، إثر الضربات الموجعة التي لحقت بالآلاف من عناصره في إدلب وحماة، خلال الأيام القليلة الماضية.
وتابعت أن مليشيات روسيا وإيران وحزب الله انتقلت إلى مرحلة الهجوم من عدة نقاط، بهدف السيطرة على سراقب وجبل الزاوية ومعرة النعمان، وإفساح المجال أمام النظام لالتقاط أنفاسه، وجمع شمل فلول عناصره".
وأشارت إلى أن إيران دفعت إلى جبهة سراقب بألفي عنصر جديد من ميليشياتها التابعة لعصائب أهل الحق، وحركة النجباء، وفيلق القدس، فيما دفع لواء الفاطميون بقافلة تعزيزات من تدمر ضمت 200 مركبة إلى معرة النعمان.
ولفتت الصحيفة الانتباه "إلى عودة مليشيات حزب الله للظهور في سراقب مجددا، وذلك بعد انسحاب المئات من عناصرها جنوبا، إثر استهداف الطائرات التركية المسيرة لهم، ما أسفر حينها عن مقتل 15 عنصرا على أقل تقدير، وإصابة 50 آخرين".
وأردفت أن حزب الله عمد إلى نقل عناصره من نبل والزهراء ودير الزور إلى سراقب، مشيرة إلى وجود قياديين بالحزب بينهم.
وأكدت أن روسيا وفرت لكل تلك المليشيات الدعم اللازم لتقدمها عبر غارات جوية استمرت لساعات دون انقطاع، ما اضطر الفصائل المعارضة للانسحاب من بعض المواقع بعد أن ألحقت خسائر كبيرة في صفوف النظام وحلفائه.
ونقلت الصحيفة عن مصادر محلية القول، إن الطائرات التركية المسيرة أوقعت نحو 40 قتيلا في صفوف نظام الأسد في قرية جوباس، بينهم محمود ديوب، وهو قائد عمليات فوج الطه التابع لمليشيات العقيد في جيش النظام سهيل الحسن.
ضربات تركية موجعة
وقالت مصادر إن خسائر ميليشيات حزب الله وفاطميون وزينبيون التابعة لإيران، بلغت 70 قتيلا بينهم 30 عنصرا لحزب الله و40 عنصرا من باقي الميليشيات.
وكشفت تسجيلات صوتية مسربة عن حجم خسائر ميليشيا "حـزب الله" في معارك محافظة إدلب السورية، واتهم صحفيون موالون للحزب روسيا وقوات النظام السوري بخذلان ميليشيا الحزب وتركهم أمام ضربات فصائل المعارضة والجيش التركي.
وقال الصحفي الإيراني حسن دليران، إن مقرا لحـزب الله اللبناني تعرض لقصف جوي عنيف من قبل الجيش التركي ما أسفر عن مقتل عشرة عناصر بالإضافة إلى إصابة خمسين آخرين.
وتداول ناشطون صوتيات لـثلاثة عناصر يعملون كمراسلين حربيين برفقة ميليشيا الحزب، أعلنوا فيها عن مقتل العديد من عناصر حزب الله جراء غارات جوية وقصف مدفعي تركي استهدف مقرا لحزب الله، في ظل تخلي القوات الروسية والنظام عن مساندتهم في معارك إدلب وريف حلب.
يشار إلى أن مليشيا حزب الله تشارك مع قوات النظام والقوات الروسية بمعارك عنيفة ضد فصائل المعارضة في أرياف إدلب وحلب منذ حوالي 3 أشهر وسقط من خلالها العديد من القتلى والجرحى بصفوف عناصر الحزب.
ميليشيات إيران
وتنشر إيران قواتها وميليشياتها من العراق ولبنان وأفغانستان على شكل قوس يمتد من ريف حماة الشمالي مرورا بريف حلب الجنوبي والغربي وصولا إلى ريف حلب الشمالي في بلدتي نبل والزهراء.
وشاركت ميليشيات إيران بالمعارك المندلعة حاليا والتي سيطرت خلالها على مناطق سيطرة المعارضة في كل من ريف إدلب الجنوبي وريف حلب الغربي، في كل من العيس ومحاذاة خان طومان وجمعية الزهراء بحلب.
وتتمركز الميليشيات الإيرانية في جنوب حلب منذ عدة سنوات حتى أنها أنشأت قواعد تعتبر نقطة الانطلاق لأغلب معارك هذه الميليشيات في حلب وادلب والرقة حتى دير الزور، ويعتبر قائد فيلق القدس "قاسم سليماني" الذي قتلته أمريكا مؤخرا هو مؤسس هذه القواعد والمشرف عليها.
وتعتبر قواعد الميليشيات الايرانية المتواجدة جنوب حلب من أهم وأخطر القواعد في سوريا، حيث يُشرف عليها كبار ضباط الحرس الثوري الايراني وفيلق القدس، وتضم مجموعات من نخب حزب الله اللبناني وحركة النجباء العراقية وفيلق القدس الايراني، ومجهزة هذه القواعد بأهم الأسلحة وطيران الاستطلاع، وأهم هذه القواعد جبل عزّان.
ويعتبر "معسكر "خلصة" التابع لميليشيا إيران من أكبر المعسكرات الايرانية جنوب حلب، بالإضافة لمعسكر الأكاديمية العسكرية ومعسكر السفيرة بالقرب من حلب، وكذلك معسكر البراغيثي الذي وصلته التعزيزات الايرانية.
عبد الرحمن عمر – إيران إنسايدر