عاودت ميليشيا "سرايا السلام" التابعة لرجل الدين مقتدى الصدر، يوم الخميس، الاعتداء على ناشطة صحفية في ساحة التحرير وسط العاصمة بغداد.
وقالت مصادر، إن الصحفية خلود الطائي، تعرضت لاعتداء بالضرب من قبل ميليشيا سرايا السلام التابعة لمقتدى الصدر، بسبب تغطيتها ودعمها للحراك الثوري ضد الأحزاب الفاسدة.
ويأتي الاعتداء على الصحفية الطائي، بعد يومين من إفراج مليشيا "سرايا السلام" عن الناشطة والإعلامية رنا الصميدعي؛ بعدما زادت الضغوط الشعبية وتهديد عشائر النجف بالتصعيد إذا لم يتم الإفراج عنها.
وقالت "الصميدعي" فور الإفراج عنها إنها لن تتوقف عن فضح تلك المليشيات وزعيمها، وقالت إن عناصر الميليشيا هددوها بالاغتصاب.
في تلك الأثناء، نظم مئات الطلاب تظاهرات في ساحة الحبوبي في الناصرية بمحافظة ذي قار، تصدرتها طالبات الجامعة للتأكيد على عدم التراجع عن دعم الحراك حتى تحقيق مطالبه كاملة وعلى رأسها الإطاحة بالأحزاب الفاسدة التي تعمل لصالح إيران.
وكانت خرجت مظاهرات ليلية مساء الأربعاء في عدد من المدن العراقية أبرزها البصرة وكربلاء تؤكد على أنه لا تراجع عن استرداد العراق من أيدي المليشيات والأحزاب التابعة لإيران.
ثورة العراق
ويشهد العراق احتجاجات شعبية واسعة بدأت من بغداد للمطالبة بتحسين الخدمات العامة وتوفير فرص العمل ومحاربة الفساد، قبل أن تمتد إلى محافظات في الجنوب ذات أكثرية شيعية، لتطالب بإسقاط الحكومة.
ونجح المتظاهرون بإسقاط الحكومة العراقية التي يترأسها عادل عبدالمهدي، بعد لجوء قوات الأمن وميليشيات مرتبطة بإيران للعنف لوأد الاحتجاجات، كما تمكنوا يوم الأحد 1 آذار/مارس بإجبار رئيس الوزراء المكلف محمد توفيق علاوي على الانسحاب من تشكيل الحكومة.
ويطالبون بإسقاط النظام السياسي القائم على المحاصصة الطائفية ومحاسبة الفاسدين، وحل البرلمان، وتنظيم انتخابات مبكرة.
وارتفع عدد قتلى الاحتجاجات في العراق منذ اندلاعها في مطلع شهر تشرين الأول/أكتوبر إلى 558 مدنيا برصاص قوات الأمن وميليشيات مرتبطة بإيران، غالبيتهم لقوا حتفهم برصاص قناصة، بحسب ما أفادت مصادر طبية لمراسل إيران إنسايدر.
وعادت الاحتجاجات إلى زخمها بعد تكليف الرئيس العراقي برهم صالح للوزير السابق محمد توفيق علاوي بتشكيل حكومة جديدة خلفا لعبد المهدي.
ومرت الاحتجاجات بثلاث مراحل تخللها عنف الأجهزة الأمنية والميليشيات الموالية لإيران وتنكيلهم بالمتظاهرين، الأولى امتدت من الأول من تشرين الأول/أكتوبر، حتى العشرين من الشهر ذاته، وبدأت الموجة الثانية من 25 تشرين الأول/أكتوبر، والثالثة بعيد تكليف علاوي بتشكيل الحكومة وهو الأمر الذي يرفضه بشدة المتظاهرين ويصرون على تكليف شخصية مستقلة بتشكيل حكومة تكنوقراط بعيدة عن تسلط الأحزاب والتيارات السياسية المرتهنة لإيران، والتي يتهمونها بتكريس الفساد ورعايته طيلة 16 عاما.
العنف الذي جوبهت به المظاهرات لم يمنع العراقيين من الحفاظ على سلميتهم، وابتكار أساليب عدة للاحتجاج وإيصال رسالتهم للمسؤولين والأحزاب، أبرزها قطع الطرقات، والاعتصام بالساحات.
إسراء الحسن – إيران إنسايدر