دعا المرشد الإيراني الأعلى علي خامنئي، يوم الثلاثاء، المواطنين إلى قراءة الدعاء السابع من الصحيفة السجادية، لمواجهة فيروس كورونا الذي حصد أرواح 433 شخصا منذ تفشيه في إيران خلال الأسابيع الماضية.
وقال خامنئي إن هذا المرض "ليس كارثة كبيرة (...) وعليكم قراءة الدعاء السابع من الصحيفة السجادية".
وأضاف خامنئي "يجب الأخذ بعين الاعتبار تعليمات وتوصيات السلطات في هذا الصدد".
وكان خامنئي أنكر في وقت سابق انتشار فيروس كورونا في إيران، واعتبر أن الأخبار التي تتحدث عن وجود الفيروس في إيران أحد ذرائع الأعداء في وسائل التواصل الاجتماعي والفضاء الإلكتروني لخفض نسبة الإقبال على الانتخابات.
لعق الأضرحة
وعمد عدد من زائري المزارات الدينية في إيران إلى تصرفات "متهورة"، معتقدين أنهم يتحدون بذلك كورونا مثبتين قوتهم على محاربته، عبر لعق بعض الأضرحة في مدن دينية، ما دفع السلطات إلى التحرك، خوفا من "تغول" الفيروس أكثر جراء مثل تلك التصرفات الخطيرة.
وأعلن المركز الإعلامي للسلطة القضائية الإيرانية، مساء الأحد، اعتقال الشخص الذي لعق سابقا "ضريح الإمام الثامن لدى الشيعة وهو الإمام الرضا"، في مدينة مشهد.
ووصف القضاء الإيراني هذا التصرف بأنه "غير مألوف"، مضيفا أن "التحقيقات جارية بشأن تلك القضية".
وكان ناشطون إيرانيون نشروا سابقا مقاطع مصورة تظهر هذا الشخص، وهو يعرب عن حزنه بسبب المطالب المتداولة بشأن إغلاق الأماكن الدينية، ويقول إنه يلعق ضريح الإمام الرضا كي ينتقل إليه فيروس كورونا.
رقم صادم
وكشفت مصادر مطلعة، عن رقم صادم لعدد الوفيات بفيروس كورونا في إيران، تدحض المزاعم التي تنشرها وزارة الصحة الإيرانية والتي تقول إن عدد الوفيات بلغ 77 شخصا.
وقالت المصادر إن عدد الوفيات بلغ 433 شخصا في إيران حتى الآن.
فيديو صادم
وفي سياق متصل، اعتقلت السلطات الإيرانية المصور الذي نشر مقطع فيديو مكان غسل وتكفين الموتى في مدينة قم، وأحيل للسلطة القضائية.
وكان تداول ناشطون إيرانيون فيديو التقطه أحد سكان قم، يظهر تكدسا لجثث ضحايا كورونا في أحد المغاسل، بانتظار دفنها، بعد تأخر أيام، لعدم توفر أماكن وظروف مناسبة لدفنها من قبل السلطات المعنية في المدينة الإيرانية.
وأظهر الفيديو الذي صور في مغسلة إلى جانب مقبرة "بهشت معصومة" في قم، أحد الأشخاص يقول "انظروا إلى تلك الجثث المكدسة، كما ترون هناك العديد من جثامين ضحايا كورونا، وقد بقيت لأكثر من 6 أيام هكذا معروضة لعدم توفر ظروف الدفن المناسبة".
وتابع المعلق الذي ظهر في المقطع المصور، قائلا "المصيبة كبيرة أكبر مما تتصورون أو تسمعون من قبل السطات الإيرانية ووسائل الاعلام، يموت يوميا العشرات في المدينة".
وتتولى الأنباء من مصادر متقاطعة حول حجم تفشي فيروس كورونا في إيران، وخاصة في الأوساط السياسية، في ظل اتهامات للسلطات بالتكتم عن إعلان الأرقام الحقيقية لعدد المصابين بالفيروس منذ تفشيه في إيران قبل أسابيع.
وقالت مصادر، إن 23 برلمانيا إيرانيا أصيبوا بالفيروس.
وأعلنت وسائل إعلام عن إصابة حسين شيخ الإسلام، مستشار سابق لوزير الخارجية محمد جواد ظريف.
وأفادت وكالة العمال الإيرانية بإصابة رئيس خدمات الطوارئ الطبية، بير حسين كوليفاند، بفيروس كورونا.
وجاء في بيان لمكتب كوليفاند أن صحته "جيدة وليس هناك ما يدعو للقلق".
وكان توفي النائب في البرلمان الإيراني محمد علي رمضاني، بعد إصابته بالفيروس، يوم السبت الماضي.
وتتزايد حالات الإصابة بكورونا بين المسؤولين الإيرانيين فبعد وفاة رمضاني، أعلنت معصومة آقابور عليشاهي، النائبة في البرلمان الإيراني، إصابتها أيضا.
وأضافت النائبة عن مدينة شبستر، قبل يومين أنها شاركت في اجتماعات البرلمان يومي الاثنين والثلاثاء الأسبوع الماضي، وأن أعراض الفيروس ظهرت عليها منذ الأربعاء، مؤكدة أنها تلقت نتائج تحاليلها .
وأصيب عدد من المسؤولين الإيرانيين بعدوى كورونا، بما في ذلك نائب وزير الصحة إيرج حريرجي، كما تحدثت أنباء عن إصابة وزير الداخلية الإيراني الأسبق ومستشار السلطة القضائية حاليا مصطفى بورمحمدي بالفيروس
وفي السياق، أعلنت السلطات الإيرانية، يوم الثلاثاء، عن ارتفاع حصيلة الوفيات جراء الإصابة بالفيروس إلى 77 شخصا، وبلغ عدد المصابين بالفيروس 2336 شخصا.
طاهرة الحسيني – إيران إنسايدر