يواصل العراقيون مظاهراتهم الرافضة لحكومة محمد توفيق علاوي والمطالبة بإسقاطها، في الوقت الذي قتلت فيه قوات الأمن متظاهرا في ساحة الخلاني وسط بغداد، بينما دعا نشطاء لمظاهرات حاشدة في المنطقة الخضراء شديدة التحصين في بغداد.
وخرج المتظاهرون في عدة محافظات أبرزها بغداد وكربلاء وذي قار، وحطم المتظاهرون الجدار الاسمنتي قرب ساحة الخلاني الأمر الذي واجهته قوات الأمن بإطلاق الرصاص والقنابل المسيلة للدموع ما أدى لمقتل أحد المتظاهرين، في الوقت الذي واصل المئات مظاهراتهم في ساحة التحرير.
ودعا نشطاء الحراك للخروج بمظاهرات حاشدة يوم غد الأحد في المنطقة الخضراء شديدة التحصين في بغداد، للمطالبة بإسقاط الحكومة والبرلمان والنظام السياسي القائم على المحاصصة الطائفية وإجراء انتخابات برلمانية بإشراف دولي.
وفي الناصرية بمحافظة ذي قار، أكد نشطاء استعدادهم لنقل المتظاهرين إلى المنطقة الخضراء للمشاركة بمظاهرات الأحد.
تعثر المشاورات
سياسيا، نقلت وسائل إعلام عراقية عن مصادر مطلعة أن الحوارات مع بعض الكتل بشأن تشكيل الحكومة وصلت إلى طريق مسدود، موضحة أن رئيس الوزراء المكلف محمد علاوي لم يتوصل إلى أي تقارب مع الكرد حتى الآن، ولم يتمكن من حل الأزمة مع تحالف القوى العراقية.
وأضافت المصادر أن المعسكر المعارض لعلاوي بدأ يتسع.
وكان رئيس البرلمان العراقي، محمد الحلبوسي، أعلن موافقة رئاسة المجلس على طلب تأجيل عقد الجلسة الاستثنائية حتى إكمال تشكيل الحكومة.
وجاء في بيان المكتب الإعلامي لرئيس مجلس النواب، أنه تمت موافقة رئاسة المجلس على الطلب المقدم من قبل رئيس مجلس الوزراء المكلف بتأجيل عقد الجلسة الاستثنائية، من أجل إكمال تشكيلة كابينته الوزارية إلى يوم غد الأحد الموافق الأول من مارس.
ثورة العراق
ويشهد العراق احتجاجات شعبية واسعة بدأت من بغداد للمطالبة بتحسين الخدمات العامة وتوفير فرص العمل ومحاربة الفساد، قبل أن تمتد إلى محافظات في الجنوب ذات أكثرية شيعية، لتطالب بإسقاط الحكومة.
ونجح المتظاهرون بإسقاط الحكومة العراقية التي يترأسها عادل عبدالمهدي، بعد لجوء قوات الأمن وميليشيات مرتبطة بإيران للعنف لوأد الاحتجاجات.
ويطالبون بإسقاط النظام السياسي القائم على المحاصصة الطائفية ومحاسبة الفاسدين، وحل البرلمان، وتنظيم انتخابات مبكرة.
وارتفع عدد قتلى الاحتجاجات في العراق منذ اندلاعها في مطلع شهر تشرين الأول/أكتوبر إلى 555 مدنيا برصاص قوات الأمن وميليشيات مرتبطة بإيران، غالبيتهم لقوا حتفهم برصاص قناصة، بحسب ما أفادت مصادر طبية لمراسل إيران إنسايدر.
وعادت الاحتجاجات إلى زخمها بعد تكليف الرئيس العراقي برهم صالح للوزير السابق محمد توفيق علاوي بتشكيل حكومة جديدة خلفا لعبد المهدي.
ومرت الاحتجاجات بثلاث مراحل تخللها عنف الأجهزة الأمنية والميليشيات الموالية لإيران وتنكيلهم بالمتظاهرين، الأولى امتدت من الأول من تشرين الأول/أكتوبر، حتى العشرين من الشهر ذاته، وبدأت الموجة الثانية من 25 تشرين الأول/أكتوبر، والثالثة بعيد تكليف علاوي بتشكيل الحكومة وهو الأمر الذي يرفضه بشدة المتظاهرين ويصرون على تكليف شخصية مستقلة بتشكيل حكومة تكنوقراط بعيدة عن تسلط الأحزاب والتيارات السياسية المرتهنة لإيران، والتي يتهمونها بتكريس الفساد ورعايته طيلة 16 عاما.
العنف الذي جوبهت به المظاهرات لم يمنع العراقيين من الحفاظ على سلميتهم، وابتكار أساليب عدة للاحتجاج وإيصال رسالتهم للمسؤولين والأحزاب، أبرزها قطع الطرقات، والاعتصام بالساحات.
إسراء الحسن – إيران إنسايدر